الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة الاردوغانية بين حكم الزوال او الثبات‎

حداد بلال

2014 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


يبدوا ان ضلال الربيع العربي لا تزال اهوانها تلاحق حكومة رجب طيب اردوغان للمرة الثانية علي التوالي،والتي تعود اول بدايتها باختصار الي اخطار الاحداث السابقة التي جرت في ميدان التقسيم العام الماضي باسطنبول بعد ان تمخضت عنها احتجاجات مناهضة لسياسة اردوغان ثم تلتها بعد ذلك في هذه الاونة بالذات مقاليد توجيه تهم الفساد التي تحيط بعدد من وزراء ومقربين من اردوغان،حتي اصبحت حكومته الان مخيرة بين شطرين لا ثالث لهما،واولهما الثبات مايعني الاسقرار والاستمرار في الحكم او ثانيهما الذوبان وانحلال الحكومة الاردوغانية بمثل بقية حكومات رؤساء دول ثورات الربيع العربي.
ومن اكبر ما يمكن الحديث عنه بشان دق حكومة اردوغان ناقوس الخطر عبر مناظر وملامح طرق الكيفية التي تسير عنها في محاولتها فض هذه المظاهرات الاحتجاجية بنفس الوتيرة التي كن نشاهدها في عمليات قمع المتظاهريين في ميادين التحرير معضم دول الربيع العربي،وبنفس الشعارات ايضا التي تتكرراليوم في الشارع التركي،ما تسبب لحكومة اردوغان بانتقادات محلية ودولية،اضافة الي اهم نقطة موحية بمدي سيتازم الوضع مستقبلا داخل الحكومة الاردوغانية، وهي انضام بقية الاسلاميين اتباع "فتح الله كولن" الي الشارع التركي ازاء قيام اردوغان باعطاء قرار ينص علي اغلاق مؤسسات تعلمية ودعوية تابعة لحركة كولن،بعد ان كانت مجموعة هذا الاخير نعمة علي اردوغان في المساهمة بالجمع الاصوات الانتخابية يومها للتحول الي نقمة في وجه اردوغان حينما يجد نفسه وحيدا وبعيدا عن اكبر حلفائه الذين سيصبحون من اكبر خصوه واعدائه وهو مالم يرده اردوغان في حسبانه.
وفي نفس السياق،ان ما يزيد من مؤشر نفوذ اردوغان في الزوال بعد 11 سنة من حكمه علي تركيا هو البنية التشكلية لتركيبته الحكومية الجديدة رغما علي انها مبادرة طيبة منه الا انها لاقت اعتراضا ورفضا من قبل الشارع التركي وحتي من طرف الرئيس "عبد الله غل" الذي رفض شخصيا بعض الاسماء التي اقترحها اردوغان،ما قد يضع هذا الاخير في ورطة وحرج لم يسبق لهما مثيل منذ توليه الحكم في تركيا.
وفي الاتجاه المعاكس من الجانب الاستشاراقي لايمكانية حكومة اردوغان علي الوقوف والثباب،قد نجدها من خلال فترة حكمه بتركيا التي ابانت قدرته و اكتسابه تجربة هامة في معالجة مثل هذه الاوضاع،لا سيما لوعدنا مرة ثانية بذاكرتنا الي الوراء و بالتحديد في احداث ميدان التقسيم وسط اسطنبول،حيث كانت اغلب التاويلات للمتتبعين المختصصين تتارجح تكهناتهم وتخمناتهم حول اقتراب سلطنة اردوغان في التبخر والزوال،غير ان هذا الاخير اتي بغير ما هو متوقع ليخرج من عنق الزجاجة ببراعة تامة اسكتت جميع الافواه المشكك فيه،وما يزيد دعم اردوغان هو رصيده الاقتصادي المعنوي الذي بات يشهد له العالم وبالاخص شعبه لفضله علي ذلك،رغم انخفاض قيمة الليرة التركية مؤخرا،وحتي نضع في الاخيرالنقاط علي الحروف ونعطي الامور نصابها،لا يخف عن احد اليوم ان اقتصاص القضاء التركي وحريته في سبيل اتخاذ القرارات دون ان يكون للحكومة والمؤسسات الامنية يد في تعطيلها بعكس ما رايناه في الدول الحاصل فيها ثورات الربيع العربي،ما يبين لنا ان تركيا لا تزال تحضي ببعض من الديمقراطية في عهد اردوغان التي طالما توعد وافتخربها في كثير من المناسبات الدولية.
نستلهم في الاخير العبر من الازمة الحالية في تركيا،بان الايام دول نتداولها فيما بيننا،فيوم لنا ويوم علينا حتي نستحضر الدروس والعبر منها،فبعد ان كانت الحكومة الاردوغانية بالاخص ناصحة لدول ثورات الربيع بضبط النفس وعدم التعنف امام المتظاهريين،ها قد حان دورها اليوم لتلزم نفسها توخي الحذر من الانزلاق والانصهار في كماشة تسونامي الربيع العربي حتي تبقي نموذجا سياسيا اقتصاديا تقتدي به سائر الدول التي في طريقها تسعي لنمو والازدهار المجتمعاتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث