الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى المسلمين

بيرم ناجي

2014 / 1 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رسالة الى المسلمين:على هامش خطاب البابا الجديد

الله صديق و حبيب .و لا نار و لا جنة بالمعنى الحرفي للكلمة . و آدم و حواء رموز لا غير .و لا وعد و لا وعيد و لا عذاب الا نفسيا و لمن لا يحب .و الرأسمالية نظام اقصاء .و لا بد من فتح كل الوظائف الدينية الى النساء ،والى آخره مما ورد في الخطاب.
تغيير جذري هو خطاب الباب فرنسوا الأخيرو ثورة حقيقية في الفكر المسيحي و من أعلى هرم الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان بالذات قد يتجاوز في تداعياته التاريخية نتائج الاصلاح البروتستانتي .

أين نحن من كل هذا؟

فرق علي بن ابي طالب في نهج البلاغة في قولة شهيرة بين دين التجار الباحث عن الطمع (في جزاء من الله في الدنيا و الآخرة) و دين العبيد القائم على الخوف منه ( من عقاب الدنيا و الآخرة) و دين الأحرار القائم على الحب و العشق دون غيرهما . بعده ردد المتصوفة ( سنة وشيعة)و المعتزلة وابن رشد( شيعة اسماعيلية و سنة) كلاما مشابها و باسم العقل أحيانا أو باسم العشق الالهي أحيانا أخرى وقاموا بقراءات غير حرفية للنص المقدس كانت ستعطي ثمارا عظيمة لو...
و لكن المشكل الأول ان القرآن حمال أوجه كما يقول الامام علي (ومع الأسف هو ينصح بالاحتكام الى السنة للحسم و من هنا بدأت البلية ) وفي احدى آياته الصريحات ترد عبارة " وادعوه خوفا و طمعا " (الأعراف -آية 56) و لكن في آيات أخرى – خاصة المكية- هنالك دعوة الى العقل و الحب أيضا.

أما المشكل الثاني و هو الأهم تاريخيا فهو ان السلفية ( بمختلف أشكالها و خاصة " الوسطية الأشعرية") هي التي انتصرت تاريخيا على الاعتزال و على التصوف العالم عبر سلاح التكفير من ناحية ( محنة المعتزلة و مقتل الحلاج و السهروردي و محنة ابن رشد و ابن عربي و غيرهم...)و عبر هزم التصوف العالم بالتصوف الطرقي الشعبي من ناحية ثانية..

أما المشكل الثالث الحديث و المعاصر وهو الأخطر الآن على الاطلاق فهو التطرف الاسلاموي الذي عاد للنهل من الحنبلية و شبيهتها الشيعية و أهمل الحنفية مثلا ( و الأخيرة ارتبطت بشكل هام بالاصلاح الديني في القرن التاسع عشر في تركيا و تونس و مصر و الشام ثم لاحقا في الهند الغاندية و ليس المودودية و تفاعلت مع المالكية و الشافعية ايجابيا) من ناحية أولى و التطرف العلومي ( باسم الوضعية و الماركسية خاصة) و اللائكي ( تقليدا للائكية فرنسا و الاتحاد السوفياتي حصريا) من ناحية ثانية.
خطاب البابا فرنسوا قد تكون له نتائج شبيهة بالثورة الكوبرنيكية في الخطاب الديني المسيحي . و اذا أضفنا الى المسيحية ديانات الشرق الأقصى "غير السماوية" القابلة للتأقلم السهل نسبيا مع تطور البشرية فيبدو اننا سنبقى وحدنا في الخلف من جديد ( وربما معنا بعض متطرفي اليهود و البروتستانت الأمريكيين) كعادتنا منذ قرون مابعد الازدهار العباسي في بغداد و الأموي في قرطبة.

أمامنا الآن خياران لا ثالث لهما:

اما مواصلة التطرف و فرض قراءة وحيدة يزعم كل منا انها هي الوحيدة الصحيحة للنص الديني و بالتالي الاقتتال باسم الدفاع عن الاسلام أو باسم الدفاع عن التقدم العلمي و اللائكي و اما فتح المجال امام كل القراءات الممكنة للنص الديني ، سواء القراءات الدينية المختلفة أو القراءات العلمية الحديثة و غير الدينية ،و القبول بنسبية القراءة و التعايش الجماعي الديمقراطي الذي يضمن للجميع حرية الاعتقاد و التفكير و ممارستهما بما في ذلك حرية تغيير الاعتقاد و حرية عدم الاعتقاد نفسها .
تجربة الرسول تجربة فريدة غير قابلة للتكرار في التاريخ الا لمن يعتقد نفسه رسولا جديدا أو اماما معصوما من الخطأ.و تجربة الخلفاء أدت الى مقتل ثلاثة منهم على أيدي المسلمين أنفسهم.و التاريخ العربي الاسلامي اللاحق يبين اننا تقدمنا أو أصلحنا فقط عندما تعايشنا مع بعضنا البعض و مع اليهود و المسيحيين و الملاحدة مثلما يدل على ذلك العصر العباسي و الأموي و مرحلة الاصلاح الديني للقرن التاسع عشر عندما اشتغل الحنفية مع المالكيون و الشافعية و الشيعة و الصوفية و لم تكن خارج دائرة التقدم و الاصلاح سوى الجزيرة العربية الوهابية لسبب أساسي: الحركة الحنبلية -الوهابية هي فكريا و سياسيا أقرب الى الحركات الدينية الاسلامية ماقبل الحديثة مثل الفاطمية و الموحدية وغيرهما منها الى الحركات الدينية الاصلاحية الاسلامية الحديثة مع الأفغاني وعبده و الكواكبي و غيرهم.و سبب البلاء هو ان الحركات الاسلامية اللاحقة – منذ الاخوان المسلمين- نهلت من الوهابية بهذه الدرجة أو تلك.

نحن الآن في القرن الواحد و العشرين و يجب ان ننظر الى الأمام و لا يعقل أبدا أن يقودنا في سيرنا من يصر على الا ينظر الا الى العاكس الخلفي في العربة لأنه سيسير بنا الى الهاوية سواء استعمل هذا القائد المتطرف العاكس اليميني أو اليساري أو الوسطي.
ليس لدينا الآن الا حل واحد و لكنه يتميز بكونه غير متطرف و يقبل بنا جميعا بما يسمح به مستوى تقدمنا التاريخي الحالي : دولة ديمقراطية و لكن تكون مدنية ( غير عسكرية-بوليسية و غير دينية) وعلمانية منفتحة تعلن الاسلام دينا رسميا للدولة و لكن تقبل بحقوق الانسان و حرياته الكونية كاملة غير منقوصة تشريعيا و تحاول ضمانها تطبيقيا بأقصى قدر ممكن في دولة ديمقراطية اجتماعية ما أمكن . و لنا في بلدان أوروبا الشمالية كالسويد و النرويج و فنلندا والدانمارك مثالا– و ليس في السعودية أو ايران أو الاتحاد السوفياتي السابق أو فرنسا أو بريطانيا أو الولايات المتحدة أو حتى تركيا- ان كل بلدان أوروبا الشمالية تعلن البروتستانتية –الكالفينية دينا رسميا لها و لكنها – رغم كونها ليست الجنة الأرضية- أفضل الدول في العالم من حيث التمتع بكل حقوق الانسان على الاطلاق و افضلها في مقاييس التنمية البشرية منذ ما يزيد عن عقد من السنوات لأنها تتبنى نظاما اشتراكيا ديمقراطيا خاصا .

من يريد الجنة السماوية أوالأرضية فليعمل لها و لكن على أن لا يقدم على مذبحها قرابين بشرية فالناس لا يريدون ان يقادوا الى الجنة بالسلاسل .

.يمكنني أن أقول الآن و هنا ان شعار اليوم هو:اما بربرية و اما اشتراكية- ديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اجمل كلام وافضل حل
مروان سعيد ( 2014 / 1 / 3 - 20:00 )
تحية استاذ بيرم ناجي وتحيتي للجميع
موضوع رائع ولايختلف عليه الا من حشيا راسه باساطير الاولين
الشعب العربي بسيط وطيب ومتطلباته بسيطة العيش بحرية ومدخول متواضع وسقف ينام تحته بامان هذه كل متطلباتنا
واتا الشحوار العربي اكل الاخضر واليابس وصار الذبح على الهوية تقلصت مطالبنا وبدانا نطالب بالامان فقط
انهم وحوش ياسيدي لم يتركوا منزل او مشفى او مدرسة اهذا هو الاسلام ولم نكن نعرفه ما هذه الهمجية التي لم نعهدها سابقا
واحزر اخوتنا بالعراق ومصر ولبنان لاان المخطط سيطالهم اذا لم ينتبهوا ويرفعوا الحقد الطائفي والتعصب الاعمى من قلوبهم سيتنقلب بلدانهم الى سوريا اخرى
ونطلب من الله السلام للجميع وكل عام وانتم بخير


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 1 / 3 - 22:47 )
1- كفر البابا بعقيدته أمر يخصه , أما جهنم فهي حق , فلكل إجرام عقوبه , و هذه من مباديء العقل , و من أنكرها فعليه بالدليل .
2- من الطبيعي أن نجد البابا يكفر بعقيدته , و السبب : تحريف الكتب المقدسه الخاصه بهم , فقد سبق أن رأينا الفاتيكان يُطالب بتطبيق الشريعة الإسلاميّه , راجع :
http://www.youtube.com/watch?v=atAetnrCEYU
3- مسألة أبونا آدم و أمنا حواء ؛ محسومه علمياً , و هذا عبر علم الـ DNA , و لا علاقة لنا بسلف يجمعنا مع القرود , و إلا لكنا أقارب للفئران و البطاطس كما يقول الـ DNA , فهلا تركنا مهزلة الداروينيّه و أستهبالهم الدائم؟! .


3 - عبدالله خلف - ابو بدر الراوي
بيرم ناجي ( 2014 / 1 / 4 - 15:33 )
هنيئا لك بتكفير المسيحيين بعد المسلمين -
ولكن من الواضح انك لا تدرك ما تقول يا أخي.
فاذا كانت عقيدة البابا و كتبه المقدسة محرفة فكان عليك أن تفرح بكفره-هههه - خاصة و انك أضفت لا حقا ان -الفاتيكان يطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية- هههه -
أما عن مسألة آدم و حواء و داروين فاجابتي اليك ما قاله طوماس هكسلي صديق داروين عندما اراد احد رجال الدين دفعه للتنكر لصديقه و قال له ساخرا-هل كان جدك قردا ؟-
فأجاب هكسلي -انه لا يستحي ان يكون جده قردا و لكنه يستحي ان يكون جده جاهلا يحكم على موضوع لا يعرفه -
هنيئا لك و للمسلمين بذكائك يا أبا بدر الراوي - عبد الله خلف.


4 - أبو ناظم
بيرم ناجي ( 2014 / 1 / 4 - 15:58 )
يحزنني انك اتفقت علي انت و ابو بدر الراوي.
تقول ان الدولة لا دين لها و يجب ان تكون لا ئكية و هي لا تذهب الى المسجد و لا تلتحف و في هذه الحالات أسألك - اذا كانت الدولة كذلك و هي كذلك فعلا فما الذي يضر لو قلنا ان لها دينا رسميا وضمنا مع ذلك كل الحقوق و الحريات للجميع بقطع النظر عن الاختلافات الدينية للمواطنين؟
تقول ان ما أكتبه هراء-
لا يوجد في العالم الا بضعة دول تعلن اللائكية و كل دول العالم المتقدمة تتبنى دينا رسميا للدولة في بريطانا و كندا و أمركا و استراليا و شمال أروبا و غيرها و مع ذلك فهي علمانية ديمقراطية دون أن تكون لائكية بالمعنى الفرنسي-السوفياتي - التركي.
فرق بين اللائكية و العلمانية يا صديقي فتركيا لائكية و النرويج تعلن البروتستانتية -الكالفينية دينا رسميا و قل لي : أيهما أكثر علمانية وديمقراطية من الأخرى؟
لا تكن شكلانيا يا أبا ناظم و اعذر هرائي. .


5 - الى عبدالله خلف
سعد السعدي ( 2014 / 1 / 4 - 16:41 )
لقد قرر البابا التنازل عن الجهنم وانت تريد الاحتفاض بها هنيئا لك فهي ملك خالص للمسلم لاينافسه فيا احد وخاصة بان الرسول الكريم جدا قال ما منكم احد الا واردها
فقالوا حتى انت يا رسول الله قال حتى انا اذا لم يتغمدني الله برحمته


6 - الى عبدالله خلف وصدقت نبؤة يوحنا
مروان سعيد ( 2014 / 1 / 4 - 17:15 )
بعد التحية للجميع
وبعد الاطلاع على الرابط بان الفتيغان يؤيد تطبيق الشريعة الاسلامية ووجدت بان الرابط يؤيد فكرة المصارف الاسلامية واكتشفت مدى الكذب في الاسلام وحسب وصية نبيهم ولكن تذكرت نبؤة الانجيل ومن رؤية يوحنا 16
13 ورايت من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم النبي الكذاب ثلاثة ارواح نجسة شبه ضفادع. 14 فانهم ارواح شياطين صانعة ايات تخرج على ملوك العالم وكل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على كل شيء 15

من الطبيعي ان يتحد البنوك الذين هم رمز الشر في هذا العلم والذين ياخذون تعب العامل المنهك وقد لزمه بعض المال ليسد حاجاته فيجد المبلغ تضاعف بسبب الفوائد او الارباح
ومن الطبيعي الشريعة الاسلامية هي ذات الباع الاطول في الشر حيث تعطي على الارباح للاستثمارات واذ تجد بانها اربح كثيرا من الفوائد لذا البنوك ستؤيدوها وستتحد رموز الشر على العمال وذوي الدخل الضعيف لكي تسحقهم
وللجميع المودة

اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53