الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضائح الاسلامويين و القوميين المغاربة

الحسن زهور
كاتب

(Zaheur Lahcen)

2014 / 1 / 3
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الحسن زهور - المغرب

فضائح الاسلامويين و القوميين المغاربة.

1- الفضيحة العنصرية و الاخلاقية التي فجرها البرلماني عن حزب العدالة و التنمية المقرئ أبو زيد الإدريسي في محاضرة له بالسعودية حين ربط البخل بعرق معين هم أمازيغ المغرب، و ارفقها بنكتة سمجة عن تجار هذا العرق أزاحت مرة أخرى الرماد عن لهيب الفكر العنصري لدى فئة من التيار الاسلاموي و القومي في المغرب و الذين حاولوا إخفاءه مؤقتا أمام التيار الديمقراطي الذي فرض وجوده على الساحة السياسية و الفكرية و الثقافية المغربية، وقد كانت الحركة الثقافية الامازيغية قاطرة هذا التيار الديمقراطي الذي أرجع للمغرب هويته المغربية.
فلم يقتصرالمقرئ ابو زيد بعنصريته الصاق صفة البخل و الشح بالأمازيغ بل ذهب بعيدا في عنصريته المقيتة حين قرن هذه الصفة بالهوية الأمازيغية بقوله " الهوية مطابقة شعوريا للذات ... وكذلك في الهويات الجماعية".، فجرت من جديد هذه الفضيحة الخلفية العنصرية الاقصائية التي ينطلق منها دعاة الفكر الاسلاموي و القومي بالمغرب رغم ما يصرحون به من احترام حقوق الإنسان و الاعتراف بالتعدد و التنوع الثقافي و اللغوي الذي ناضلت الحركة الثقافية الامازيغية منذ الستينات من القرن الماضي لنشره ، و اعادة الهوية الثقافية المغربية لشريحة من ذوي العقلية الشرقية و الغربية التي انسلخت عن هوية هذه الارض و تماهت في هوية الاخرين سواء في الشرق ( باسم قومية بعثية و ناصرية مستوردة، أو باسم الدين بمفهومه الوهابي أو الاخواني) أو في الغرب باسم الحداثة المنسلخة عن هوية ثقافة هذا الوطن.
و مكمن الفكر العنصري الذي ينطلق منه الفكر الاسلاموي الذي يحمله المقرئ ابو زيد و غيره من الاسلامويين، الذين ينكرون الهويات باسم هوية دينية هلامية هي الهوية الاسلامية التي توحد الشعوب الاسلامية كافة، هو سقوطهم في الفكر الهوياتي الاحادي الجانب الذي يتبجحون بمحاربته، و الذي لن يكون الا عربيا رغم تغليفه بتلاوين الاسلام . و لكن من أي منطلق ينطلقون في تحديد هذه الهوية الاسلامية؟ و ما شكلها؟ الجواب هو الرجوع الى السلف و الى الهوية الجامعة التي ترتكز على اللغة العربية كلغة موحدة أي الهوية العربية و التي يلتقي فيها الاسلاميون بالقوميين، و هو نفس الطرح الذي طرحه المفكر محمد عابد الجابري في احدى محاضراته بالامارات العربية المتحدة في التسعينات من القرن الماضي حين ربط الوحدة الاسلامية بتعريب الشعوب الاسلامية بقوله " الوحدة الاسلامية لن تتحقق كاملو من المنظورالاسلامي نفسه إلا عندما يتعرب غير العرب من المسلمين لسانا و ثقافة" جريدة " الأفق" المغربية عدد 18 سنة 1992 صفحة8.
التقاطع بين دعاة الفكرين الاسلاموي و القومي وجد زواجه المصلحي المؤقت ( زواج المتعة) في خلق المؤتمر القومي - الاسلامي سنة 2004 بلبنان تحت
تحت مظلة النظام السوري و حزب الله لكن سرعان ما انفك عقد الزواج المصلحي بين الطرفين الاسلاموي و القومي ليقتتلا في ابشع صور الموت التي تشهدها سوريا اليوم و ليتخذ الصراع ، القتل على الهوية الطائفية.
2- نفس الفكر و إن بطعم آخر سقطت فيه بعض الأحزاب المغربية التي تدعي حمل الفكر الديموقراطي بالمغرب، حيث قدمت أحزاب الاستقلال ( المحافظ) و الاتحاد الاشتراكي ( الاشتراكي) و التقدم و الاشتراكية ( الشيوعي سابقا) و الأصالة و المعاصرة ( اسمه يدل عليه)
والتنمية و العدالة الاسلامي ملتمس قانون الى البرلمان المغربي يتعلق بتجريم التطبيع مع اسرائيل ، و مع أن الامر لا يعدو أن يكون من المزايدات السياسية و الايديولوجية بين هذه الأحزاب أيهم أكثر فلسطينية من الآخر لكسب الأنصار، و هي تعرف مسبقا أن مثل هذا القانون لن يمر في البرلمان لأنه لا يقبله العقل و لا المنطق السياسي السليم الذي يجعل العلاقات بين الدول تحكمها المصلحة و ليس الايديولوجيا ( و إلا كيف نفسر شراء ايران الإسلامية السلاح من إسرائيل أثناء حربها مع عراق صدام حسين و التي عرفت، أي صفقة السلاح ، أنذاك ب " ايران كيت"؟ و كيف نفسر المباحثات السرية بين نظام بشار و الإسرائيليين قبل الاقتتال الداخلي؟ و كيف نفسر رسالة التهنئة من الرئيس المصري المعزول محمد مورسي للرئيس الإسرائيلي بيريز؟... و حضور اسرائيلي في مؤتمر إحدى هذه الاحزاب المقدمة لملتمس تجريم التطبيع؟).
ملتمس قانون التطبيع مع اسرائيل الذي قدمته هذه الأحزاب يدخل ضمن الإرهاب السياسي الذي تريد هذه الأحزاب تسليطه على من يخالفونها الرأي السياسي، إذ لا يمكن لعاقل ديموقراطي أن ينحاز إلى الطرح الإسرائيلي في قمعها للشعب الفلسطيني و احتلال ارض هذا الشعب البطل، كما لا يمكن لأي عاقل ديموقراطي تجاوز القرارات الدولية التي تعترف بدولة اسمها إسرائيل، و إلا كمن يوهمنا بأن الطائر هو معزة طائرة كما يقول المثل المغربي " و لو طار، فهو معزة". نفس خطأ الملتمس القانوني الذي تقدمت به هذه الأحزاب وقعت فيه سابقا نفس بعض هذه الاحزاب : الاتحاد الاشتراكي و حزب الاستقلال و منظمة العمل الديموقراطي الشعبي في بداية التسعينات من القرن الماضي حين قدمت ملتمسا قانونيا إلى البرلمان المغربي بمنع ( البارابول) وفرض ضريبة على امتلاكه تصل الى 6000 درهم بدعوى محاربة الغزو الثقافي
و هي في الأصل تحارب الانفتاح و حرية التفكير، و استغل وزير الداخلية أنذاك السيد البصري الملتمس ليظهر المخزن أكثر حفظا على الديموقراطية و حرية التفكير من هذه الأحزاب، فسارعت هذه الى سحبه من البرلمان.
قانون تجريم التطبيع قانون سياسي فضفاض يتحتم على واضعيه و المدافعين عنه تجريم التعاون مع المطبعين مع الإسرائيليين و على رأسهم الحكومة الفلسطينية و منظمة التحرير الفلسطينية ، ثم معظم الحكومات التي لها علاقات ديبلوماسية و غير ديبلوماسية مع إسرائيل، ثم هل يمكن للمزاج السياسي لبعض الأحزاب ( لغرض سياسي ما) أن تقرر مصير و طن و شعب عرف منذ القديم بانفتاحه الحضاري و تعدده الثقافي و تميزه عن الشرق؟ فهل يمكن أن نغلق أبواب المغرب عن اليهود الاسرائليين لزيارة وطنهم الأصلي بدعوى محاربة التطبيع؟
فماذا يمكن تسمية جلوس اشتراكيي المغرب مع اشتراكيي إسرائيل في مؤتمرات الأممية الاشتراكية؟ و حضور بعض ممثلي التيار الديموقراطي في إسرائيل بعض المؤتمرات التي تقيمها الحكومة المغربية الحالية التي يتزعمها الحزب الاسلامي؟
نعم القضية الفلسطينية قضية إنسانية عادلة قبل أن تكون عربية، و مساندة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني واجب إنساني و اممي في إطار الشرعية الدولية التي تقوم على وجوب قيام الدولة الفلسطينية بإزالة الاحتلال الإسرائيلي عن الضفة الغربية و قطاع غزة ( لكن المصيبة أن غزة كونت إمارتها الإسلامية و استقلت عن الدولة الفلسطينية ).
و يبدو أن ملتمس قانون تجريم التطبيع سيتم سحبه من البرلمان بعد انسحاب حزب الاصالة و المعاصرة مؤخرا من المجموعة، لكن الغريب في الأمر دخول حزب التقدم و الاشتراكية في هذه اللعبة السياسية و هو المعروف بمواقفه المتزنة مثل موقفه : من الأمازيغية منذ السبعينات الى المطالبة بترسيمها قبل الدستور الحالي، و من الحرب العراقية الايرانية في ادانته لتهور صدام حسين، ومن الاحتلال العراقي للكويت في ادانته لهذا الاحتلال...) و هي مواقف متعارضة مع بقية هذه الأحزاب التي وقفت عائقا ضد ترسيم الامازيغية، و ساندت صدام حسين في اعتدائه على ايران و في احتلاله للكويت.
3- الموقفان السابقان يطرحان علينا إشكالية الإيمان بالديمقراطية فكرا و ممارسة، فالكثير من دعاة الاشتراكية و الديمقراطية في المغرب ناضلوا من أجلها ( و قدموا تضحيات ) لكن النضال يتوقف عندهم في النضال السياسي و الإيديولوجي و لم يتجاوزوه الى النضال الديمقراطي الشامل بما فيه اللغوي و الثقافي نظرا للمنظومة الفكرية و السياسية ( الفكر القومي ) التي تسيجهم و تمنعهم من النظر الى الديمقراطية كفكر شامل و كمنظومة شاملة، فما معنى أن تنادي هذه الأحزاب الاشتراكية و "الديموقراطية" بالتعدد الفكري و حرية الانسان و بالمساواة ، لكن حين يتعلق الأمر بالتعدد الثقافي في البلد تراهم ينكصون على أعقابهم فينكرون كل تعدد ثقافي باعتباره صنيعة الاستعمار و الصهيونية ( مواقف سابقة لبعضهم قبل الاعتراف الرسمي بالامازيغية )، فلولا القرارات الرسمية بالاعتراف بالامازيغية التي جاءت نتيجة نضال الحركة الثقافية الامازيغية منذ الستينات من القرن الماضي لما التحقت هذه الاحزاب الداعية الى الديمقراطية بالركب الذي تجاوزها.
و كان حريا بممثلي الأحزاب التي قدمت ملتمس تجريم التطبيع مع إسرائيل الى البرلمان تقديم ملتمس قانون تجريم التحريض على الكراهية و العنصرية و العنف، لأن مثل هذا القانون يحمي المواطنين من الدعوات التي تدعو الى الكراهية التي تولد العنف، و تحميهم من التمييز العنصري في وطنهم، فلا يستطيع دعاة الكراهية أمثال البرلماني من حزب " التنمية و العدالة" الإسلامي الحاكم ( في محاضرة له بالسعودية) وصف جزء كبير من الشعب المغربي ممثلا في الامازيغ بالبخل و اعتبارهم عرقا وكأن المغرب به أعراق ، و هذا الفكر العرقي العنصري هو ما تحاربه الحركة الثقافية الأمازيغية التي تعتبر المغاربة كلهم أمازيغ بحكم الثقافة و الأرض ( و ليس العرق) التي تجمعهم سواء كانوا ناطقين بالعربية أو الأمازيغية.
و لو قدمت هذه الأحزاب ملتمس قانون تجريم الدعوة الى الكراهية و العنف و صادق عليه البرلمان لما استطاع دعاة التطرف و الكراهية أمثال " ابو النعيم" أحد فقهاء التطرف من تكفير الكاتب العام لحزب الاتحاد الاشتراكي و المنتسبين الى الحزب و يصف تاريخ الاتحاد الاشتراكي بتاريخ الكفر، ويصف المناضلات الاتحاديات اللواتي يناضلن من أجل قضية المرأة بالعاهرات و المفكرين المتنورين أمثال السيد أحمد عصيد بالزنادقة، و لم تقم وزارة العدل المغربية و التي يتزعمها الوزير الاسلامي من العدالة و التنمية بتقديم هذا المتطرف الداعي الى الكراهية و القتل الى القضاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امتعاض واعتراض وغرامات.. ما رأي الشارع العراقي بنظام المخالف


.. عبد الله حمدوك: لا حل عسكريا للحرب في السودان ويجب توحيد الم




.. إسرائيل أبلغت دول المنطقة بأن استقرارها لن يتعرض للخطر جراء


.. توقعات أميركية.. تل أبيب تسعى لضرب إيران دون التسبب بحرب شا




.. إبراهيم رئيسي: أي استهداف لمصالح إيران سيقابل برد شديد وواسع