الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سنة سوداء تلوح في الأفق و وزارة التربية الوطنية غير مهتمة

مصطفى ملو

2014 / 1 / 5
التربية والتعليم والبحث العلمي




يدخل إضراب الأساتذة المجازين المقصيين من الترقية بالشواهد أسبوعه الثامن,دون أن تكلف الوزارة نفسها عناء فتح حوار جدي و مسؤول مع المعنيين بالأمر بهدف إيجاد حل نهائي لهذا الملف و من تم عودتهم إلى مقرات عملهم أين ينتظرهم آلاف التلاميذ.
لو أن إضرابا في قطاع حساس كقطاع التعليم استمر لمدة أسبوع أو أسبوعين في دولة ديمقراطية تحترم مواطنيها,أساتذتها و تلامذتها و أسرهم,لأسرع المسؤولون لحلحلة المشكل و في حالة العجز لأدى ذلك إلى استقالة وزارة التربية الوطنية و ربما سقطت الحكومة برمتها.
الغريب في هذه الحالة أن تجد وزارة التربية الوطنية تصدر بيان تهنئة لموظفيها بمناسبة حلول السنة الجديدة,من ضمن ما جاء فيه ...و أن يوفقنا جميعا إلى الرقي بمنظومتنا التربوية والتكوينية إلى ما هو أفضل خدمة لناشئتنا ولتنمية بلادنا  !
كيف ستوفقون في الرقي بالمنظومة التربوية و كيف ستخدمون البلاد و ناشئته و أنتم لم تستطيعوا حل ملف بسيط كملف الأساتذة المجازين؟كيف تسمح لكم أنفسكم بإصدار التهاني و التبريكات و كأن القطاع الذي تسهرون عليه بخير و لا تنقصه سوى التهنئات,رغم أن الإضراب امتد لشهر من سنة 2013 و ها هو يدخل شهره الثاني في 2014 التي يتوقع أن تكون أسوأ من سابقتها؟
و الأغرب من ذلك أن نسمع مسؤولا في وزارة التربية الوطنية بحجم محمد الزرهوني المدير المساعد في مديرية الموارد البشرية يصرح لبرنامج"أش واقع" الذي تبثه إذاعة أصوات قائلا بالحرف: أش واقع...ما وقع والو  !
آلاف الأساتذة مضربون,جرحى و معطوبين و معتقلين,آلاف التلاميذ من الدراسة محرومين و يتجرأ مسؤول على مثل هذا القول: ما وقع والو  !!
إن هذا الخطاب ينم على عقلية اللامبالاة و عدم الاهتمام بمصير آلاف التلاميذ الذين تتهددهم "سنة سوداء",بسبب تعنت الوزارة في الاستجابة للمطالب البسيطة و العادلة لأساتذتهم,خاصة مع إصرار هؤلاء على مواصلة دربهم حتى تحقيق جميع مطالبهم و تهديدهم بمقاطعة الامتحانات الإشهادية و عدم تسليم نقط المراقبة المستمرة,وهو الأمر الذي ينذر بوضع خطير أقله-كما ذكرنا-"سنة سوداء"لآلاف التلاميذ.
إنه بأي حال من الأحوال لا يمكن تحميل الأساتذة مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع,لأنهم مظلومون,ومجبرون إخوانكم على الإضراب لا أبطال,والمسؤول الأول و الأخير هي الوزارة باعتبارها الوصية على تدبير هذا القطاع الحساس و إيجاد الحلول لكل مشاكله,أما سياسة التعنت و التكبر و جر الحبل,والترفع عن النزول إلى الواقع فلن تأتي إلا بالكارثة,فإلى متى يظل التلاميذ يدفعون ضريبة وزارة منطقها أشبه بمنطق الوزارة لا تخطيء و إذا أخطأت فلا يمكن أن تعترف بخطئها حفاظا على كبريائها,وزارة مستعدة للتضحية بكل شيء لتبقى هي على حق وهو منطق أشبه بمنطق القذافي؟!
إنه لمن العجيب أن نسمع أحدهم يقول موجها "نصائحه" للأساتذة قائلا:"ارجعوا إلى أقسامكم و ناضلوا من هناك بوضع شارات سوداء على سواعدكم" !
من يسمع هؤلاء سيعتقد أننا في الدنمارك أو السويد حيث ساعة واحدة من الإضراب كافية للاستجابة لكل المطالب,وهنا أتوجه إلى هؤلاء بالسؤال:أكثر من 46 يوما من الإضراب تخللتها الاعتصامات و المسيرات و الاعتقالات و الإضرابات عن الطعام أمام أهم مؤسسات الدولة المعنية بالملف و أمام أنظار الإعلام بمختلف ألوانه لم تف بالغرض,فكيف تفي به شارة سوداء على الساعد وراء الجبال و في الصحاري حيث لا مؤسسات و لا إعلام و لا هم يحزنون؟ !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان