الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضد استغلال الأطفال في التسوّل وحظر تشغيلهم

حمودة إسماعيلي

2014 / 1 / 5
حقوق الاطفال والشبيبة


إذا عاش الطفل في جو من الرضا، تعلّم أن يرضى بذاته
.. دوروثي لو نولتي

يتم استغلال الأطفال في التسول أو تجنيدهم لبيع المواد التجارية كالمناديل أو الحلويات أو البخور أو الشرائط والكتب الدينية، وذلك للتأثير على الزبناء وكسب تعاطفهم لغرض مضاعفة الأرباح، الأمر الذي يتم على حساب انتهاك كرامة الطفل وبراءته.
يجب فتح تحقيقات ومعاقبة كل من يستغلون سذاجة الأطفال لخدمة مصالحهم الاقتصادية الشخصية. يجب أن يتلقى الطفل معاملة إنسانية، ويستفيد من حقوقه مثله مثل كافة الأطفال، ويجب الحرص على عدم تشويه طفولته واستغلال براءته من طرف الجشعين الذين يدسون مفهوم الربح والمال والمكر بعقله الصغير.

بمقال لسعد كامل حول نفس الموضوع (بموقع إذاعة العراق الحر)، جاء فيه كتوضيح : "لدينا معلومات مؤكدة عن وجود عصابات وجماعات تتاجر بالخفاء بأولائك الصغار عن طريق استئجارهم من ذويهم وعائلاتهم الفقيرة مقابل مبالغ زهيدة، وتشغيلهم بالاستجداء لأيام وأسابيع وأشهر حتّى .. القضية أخذت منحا خطيرا بفعل مردوداتها المالية وجدواها الاقتصادية مما جعل البعض من ضعاف النفوس يَقدم على خطف وسرقة الاطفال الصغار ومناقلتهم بين المحافظات البعيدة وتوظيفهم في التسول".

هذا النوع من العصابات أو الجماعات التي تتناولها الأخبار والمقالات حول ظاهرة التسول واستغلال الأطفال، تقوم بإيواء الأطفال الهاربين من منازلهم أو التائهين عن ذويهم، وذلك بغرض تجنيدهم للتسول أو السرقة أو تشغيلهم في الشوارع والأسواق، مقابل المبيت والقليل من الطعام. وهذا ما ينكشف بالتقارير الصحفية عند القبض على بعض العاطلين الذين يتبيّن أنهم يمتهنون مثل هذه الأنشطة، ويحرصون على اجبار الأطفال على القيام بما سبق ذكره.

استغلال الأطفال سواء في التسول أو المهن اليومية، يعتبر مشروعا مربحا بامتياز، لدى فقد امتدت هذه الظاهرة الغير إنسانية لاستغلال حتى الأطفال المهاجرين أو اللاجئين (خاصة السوريين حاليا) وذلك بالاتفاق مع أسرهم وأمهاتهم بمنحهم المأوى أو مبلغ مالي معين مقابل تشغيل "الطفل" الذي سيضاعف الأرباح نظرا للهجته التي ستجذب انتباه وعطف الزبناء .. "ومن من الناس من لن يتعاطف مع طفلٍ سوري ؟!" ، ليتحول التسول كظاهرة من نشاط فردي إلى منظمة تجارية.

بل حتى أن هناك من الأسر من لا يدرون أن طفلهم يمتهن التسول أو يشتغل كتاجر متجول، ظنا منهم أنه يخرج ليلعب مع الأطفال، إلا أنه يقع بأيد مخططين ماليين يستغلون حاجته لبعض النقوذ أو الهدايا أو حتى القليل من الاهتمام، فيستغلون برائته لدر أرباح مالية. والطفل من هذا النوع قد يرى قيامه بالتسول أو التجارة التجوالية كلعبة أو كمغامرة، فأغلب نشاطاته في سن الطفولة تدخل في اللعب والتسلية، زيادة على أنه يستفيد من بعض الدراهم أو القليل من الحلوى عند قيامه بالأنشطة المذكورة(الأمر الغير المتوفر في اللعب العادي). ليعود للبيت متعبا كما يعود عند انتهاءه من اللعب بالكرة أو الجري مع الأصدقاء، دون أن يدري أنه تحول من طفل (كما في السابق) إلى موظف صغير أو مُياوم ! .

عندما يكبر الطفل، ويعي أنه في يوم ما كان يمد يده للناس ويتسولهم، أو كان يشغل مهنة بدون، راتب وكانت ساعتها السلطة الأمنية نائمة ! .. فأي ثقة ستظل بينه وبين مؤسسات المجتمع، هذا إن لم يلقي باللوم على تهاونها ! فهل كان من المستبعد أن يُستغل جنسيا، دون أن يحرك أحدهم ساكنا ؟! . رغم أن الواقع لا يستبعِد الاعتداءات الجنسية المتكررة على الأطفال سواءٌ التي يتم رصدها أو التي لا يتم التبليغ عنها.

اللوم لا يقع على المؤسسة الأمنية وحدها، بل على والدي الطفل كذلك، إخوته ومعلمه ومربيته. وكما بتعبير الشاعرة غبريالا ميسترال فقد "اقترف البشر أخطاء كثيرة ولكن أسوأ جريمة اقتُرفت على الإطلاق هي التخلي عن الأطفال، وإهمال ينبوع الحياة. ويمكن إرجاء الكثير من الأمور إلى وقت آخر. الكثير نعم، ولكن باستثناء الرعاية بالأطفال. فمرحلة الطفولة هي المرحلة التي تنمو فيها كل خلية من خلايا جسم الطفل وكل حاسة من حواسه. وبالتالي علينا أن نتصرف اليوم وألا نترك الأمور إلى الغد".

يمكنك كذلك أن تشارك برأيك أو توقيعك بالحملة "ضد استغلال الأطفال في التسوّل وحظر تشغيلهم" بالموقع أو من خلال الفيسبوك :

http://www.ehamalat.com/Ar/sign_petitions.aspx?pid=459








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظمة -هيومن رايتس ووتش- توثق إعدام 223 مدنيا شمال بوركينا ف


.. بعد فض اعتصام تضامني مع غزة.. الطلاب يعيدون نصب خيامهم بجامع




.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة


.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا




.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د