الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغلاديو (GLADIO) والإرهاب الإسلامي

خليل البدوي

2014 / 1 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


الغلاديو (GLADIO) والإرهاب الإسلامي

الغلاديو هي منظمة سرية وتنظيم إرهابي خطير جداً غارق في السرية، تم تأسيسه من قبل المخابرات الأميركية (Central Intelligence Agency (CIA والبريطانية[أماي 6 MI]. وبعض المخابرات الغربية الأخرى، وكان ذلك بعد الحرب العالمية الثانية (أواخر الأربعينيات 1949)، والاسم "غلاديو" لهذا التنظيم جاء من اللغة الايطالية و معنى هذه الكلمة هي السيف الروماني القصير، أو(السيف الأصيل)، والتي أنشأها حلف الناتو في إيطاليا للحرب ضد الشيوعيين في أحداث غزو حلف وارسو لغرب أوروبا، والفرع الإيطالي منه هو منظمة stay-behind السرية التابعة لحلف الأطلسي والتي لاحقاً أصبح اسمها -غلاديو- والتي ترمز إلى تنظيمات و عمليات stay-behind في أنحاء العالم، وكان الهدف الأساس من تأسيس هذا التنظيم هو الإعداد لمقاومة احتلال محتمل لأوروبا الغربية من قبل الاتحاد السوفيتي السابق و قوات حلف وارشو المنحل.
وهذه المنظمات تعمل وتستمر في العمل خارج القانون تماماً نظراً لأنها لا تخضع لأي رقابة برلمانية ويتم الاحتفاظ بمسائلها وراء الكواليس.
والفكرة الجوهرية وراء «عملية غلاديو« هذه تمثلت في أنه إذا لم توجد عمليات إرهابية يمكن الاحتجاج بها، فإنه يجب خلق وتدبير هذه العمليات.
وفي بعض البلدان كانت gladio مرتبطة مع الإرهابيين من المنظمات اليمينية المتطرفة لتنفذ هجماتها الإرهابية التي كانت تلقى باللائمة بعد انتهائها على اليسار السياسي من أجل تشويه سمعة الشيوعيين ومنعهم من تولي أعلى المناصب التنفيذية.
وقد كشف الصحفي الأمريكي سيمون هيرش النقاب عما اسمي «خيار السلفادور« الذي أقرته وبدأت تنفيذه الإدارة الأمريكية في العراق على الخصوص وفي دول أخرى، وهو الخيار الذي يقوم على تشكيل فرق خاصة تنفذ عمليات اغتيالات وتجسس وأي عمليات إرهابية أخرى في الدول التي تعتبرها أمريكا معادية، وهذه الفرق تعمل خارج أي رقابة من الكونغرس الأمريكي، وهذا ما نراه ونلمسه يومياً بما يحدث في العراق.
وكان قد صدر كتاب في زيوريخ للدكتور دانييل جانسر من معهد الدراسات الأمنية، يكشف فيه النقاب عن أن «خيار السلفادور« هذا ليس أمراً جديداً، بل انه امتداد لأسلوب سبق وانتهجته أمريكا والدول الأوروبية، يشير بذلك للغلاديو.
وكشف الكتاب النقاب عما اسم "العملية غلاديو"، التي نفذتها أمريكا والحكومات الأوروبية في فترة الحرب الباردة والصراع مع الاتحاد السوفيتي والقوى الاشتراكية الأوروبية، وتمثلت في تشكيل قوات سرية في الدول الأوروبية مولت عملياتها المخابرات المركزية الأمريكية مهمتها تدبير وشن عمليات إرهابية ضد المدنيين في الدول الأوروبية وتنسيبها إلى القوى اليسارية الأوروبية.
كما إنه لا ينبغي انتظار تطورات وأحداث كبيرة يبررون بها ما يريدون فرضه على الدول العربية والشروع في تنفيذ مخططاتهم، وإنما ينبغي المبادرة بتدبير وتنفيذ هذه الأحداث، سواء كانت اغتيالات أو أي أعمال إرهابية من أي نوع كان، وفي إطار هذه العمليات شنت هذه القوات السرية مئات العمليات الإرهابية في البرتغال وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وباقي الدول الأوروبية، والعربية ومنها العراق، شملت هذه العملية أيضا تمويل إرهابيين من اليمينيين المعادين للشيوعية وتزويدهم بالمتفجرات لشن العمليات الإرهابية.
أحد الذين شاركوا في هذه العملية قال: «كان علينا أن نهاجم المدنيين من الأبرياء، نساء وأطفالاً والذين لا علاقة لهم بلعبة السياسة، والهدف هو إجبار هؤلاء على أن يلجئوا إلى الدولة طلبا للحماية في مواجهة الإرهاب المزعوم للقوى اليسارية".
إذن ما بين «عملية غلاديو" في الماضي، وبين «خيار السلفادور« في الحاضر، الفكرة والهدف واحد في التفكير الأمريكي الإسرائيلي.
وحسب صريحاتٍ "باكي كارير" الذي كان أحد القياديين المؤسّسين الـ24 لمنظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية والمقيم حاليًّا في السويد، حول طبيعة منظمة "أرجنيكون" الإرهابية قال: إن منظمة أرجنيكون هي الجناح الكردي على الصعيد التركي، ولمنظمة غيلاديو على الصعيد العالمي، نظراً لارتباطاتها الداخلية والخارجية.
وقد أثار المؤرخ والباحث السويسري دانيال غانسر جدلاً حاداً في الغرب بنشره كتاباً حول الجيوش السرية لحلف الأطلسي، حيث أثبت تورط الحلف في ممارسة الإرهاب بشكل سري، عبر إعمال إستراتيجية التوتر ورايات الإرهاب المزيفة.
كما يلقي الكتاب الضوء على استخدام الحلف شبكة جيوش سرية عرفت باسم غلاديو في أوربا خلال الحرب الباردة، بتنسيق مع أجهزة الاستخبارات في دول غرب أوروبا والبنتاغون، وتشغيله جواسيس في الأوساط اليمينية، وترتيبه أعمالا إرهابية تمت نسبتها إلى اليسار المتطرف، ليصل إلى أن الحلف الأطلسي لا يزال يواصل إستراتيجيته في قلب هذه الشبكة السرية المرتبطة بنشر الرعب، وهناك اللجنة السرية للتخطيط /clandesting planning committee/ واللجنة السرية المتحالفة /ACC/، وهما تنظيمان سريان تابعان للحلف الأطلسي واللذين أصبحا معروفين اليوم، بعدما وجها هدفهما نحو العالم الإسلامي مختلقين الحرب على الإرهاب ووصم المسلمين بالإرهابيين، من جهة وللسيطرة على موارد الطاقة من جهة أخرى.
فخلال استعدادات الحرب ضد العراق مثلاً، قيل إن صدام حسين يملك أسلحة دمار شامل، وقيل إن هناك علاقة بين العراق وأحداث 11 سبتمبر، كما قيل إن هناك ارتباطاً بين العراق والقاعدة، لكن كل هذا كان غير صحيح.
وبهذه الأكاذيب، تمت محاولة إيهام العالم بأن المسلمين يريدون نشر الإرهاب في كل مكان، وأن هذه الحرب ضرورية للقضاء على الرعب. في حين أن السبب الحقيقي هو السيطرة على موارد الطاقة الضخمة المتركزة في الدول الإسلامية، وبالتالي، فإن من يريد الهيمنة عليها، يتوجب عليه التخفي وراء مثل هذه التلاعبات؟
ولا يمكننا القول إنه لم يعد هناك الكثير من النفط، لأن الإنتاج العالمي الأقصى قد يحصل قبل 2020 ، وبالتالي يجب الذهاب إلى العراق للاستحواذ عليه، إضافة إلى وجود احتياطات نفطية هامة في بحر القوقاز، وهناك رغبة لإنشاء أنابيب نفط في اتجاه المحيط الهندي، ولكن بما أنه لا يمكن المرور عبر إيران جنوباً، أو عبر روسيا شمالاً، إذن يجب المرور عبر الشرق، تركمانستان وأفغانستان، وبالتالي يجب التحكم في هذا البلد، لهذا يوصف المسلمون بالإرهابيين .
الولايات المتحدة، تتصارع من أجل الهيمنة على الطاقة في منطقة الأوروأسيوية ذات الموقع الاستراتيجي الذي يبدأ من أذربيجان إلى السعودية والعراق والكويت والخليج وفي هذه المنطقة حيث تتركز أهم احتياطات النفط والغاز يدور ما يسمى بالحرب على الإرهاب في نظري، لا يتعلق الأمر سوى برهان جيواستراتيجي لا يمكن للاتحاد الأوربي سوى أن يكون خاسراً فيه، لأنه في حال سيطرت الولايات المتحدة على نفط وغاز المنطقة، وزادت حدة أزمة الطاقة، فإنها لن تمنح شيئاً لأوروبا بدون مساومات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة