الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صوت الضمير واسوار الصمت الشاهقة2

سامي الحجاج

2014 / 1 / 6
المجتمع المدني


كَبرتُ في منزلٍ كنا نغطي ثقوب جدرانه ببعض الخرق البالية خوفاً من ان تتسلل منها العقارب والآفاعي واتذكر جيداً حين كنت ابن الثامنة عشر اتذكر هول المفاجأة حين شاهدت افعى تتسلق حائط منزلنا بأتجاه منزل جارنا الثمل السكير حمود,لا احد يعرف عنه شئ سوى انه وحيد ضائع يبدو عليه ألم الشعور بالافتقاد الذي لم يعوضه أحد! اهم سماته انه طيب القلب ,لا يُهرّج ولا يُؤذي او يتعرض لآحد بسوء كباقي السكارى وكان لا يصحو ابداً... ومع ذلك كان يتعرض لصفعات قوية ومؤلمة وكثيرة دونما سبب ولا لشئ ألا لكونه سكران! والذي زاد الطين بله انه لا يدافع عن نفسه سوى الآحتماء بيديه على الاماكن الحساسه من وجهه والغريب انني رغم تعاطفي الداخلي معه كونه (مريض بالآدمان) لكنني كنت اوجه له اشد الصفعات,واتذكر جيداً كم كنا نتفنن في توجيه الصفعات الجماعية له وكأننا نؤدي نوع من الطقوس العبادية الجماعية والتي هي في حقيقتها نوع من التزلف والنفاق الاجتماعي المزخرف في مجتمع مُحبط يعاني من غياب الضمير ومن ازمة انسانية حادة...,
ما اردت ان اصل اليه ان المجتمع في ذلك الوقت تهالكت وتصدّعت به الآنسانية وﻣ-;-ﻨ-;-ﻈ-;-ﻮ-;-ﻣ-;-ﺔ-;- اﻟ-;-ﻘ-;-ﻴ-;-ﻢ-;- اﻻ-;-ﺟ-;-ﺘ-;-ﻤ-;-ﺎ-;-ﻋ-;-ﻴ-;-ﺔ-;- واﻷ-;-ﺧ-;-ﻼ-;-ﻗ-;-ﻴ-;-ﺔ-;- وكثرت على جدران نسيجه الاجتماعي الثقوب مما دعا الافاعي وخفافيش الظلام ان تخرج من جحورها و سراديبها وتتسلل من تلك الثقوب لتدمر اعظم واكبر اعمدة القيم في المجتمع وهو الضمير فأفرغت سمومها فيه وشلت حركته...فحدث ما حدث من كوارث وما زال يحدث !!
إن المتأمل لواقع المجتمعات الدولية عامة و المجتمع العراقي خاصة يجد أن المشاكل التي يتخبط فيها مجتمعنا ناتجة أساساً عن تراجع الأخلاق وغياب الضمير والحس الإنساني في نفوس الأفراد, لن اغوص كثيرا في مشاكل الواقع ولكن على سبيل المثال وليس الحصر,رجل أمن حامل شهادة جامعية قد أنيطت به مهمة الحفاظ على ارواح العباد وأمن البلاد ، نجده متواطئ مع الآرهابيين والمفسدين والقتلة ومن اجل ان يستحصل منهم حفنة دولارات ليسمح لهم بمزاولة جرائمهم الشنيعة في تفجير مفخخاتهم و قتل الآبرياء من ابناء جلدته وتدمير الآبنية والمحلات..واخر يؤتمن على خزائن البلاد فيسرقها ويهرب.. واخر يؤتمن على القتلة في السجون فيفتح لهم ابوابها ويخرجوا ليعيثوا في الارض فساداً...
يا له من سقوط وانحدار بالتربية و يا له من مستوى دنيء وحقير!!
وخير دليل لآزمة الآخلاق والقيم والضمير ما يجري في الساحة السياسية من مساومات وخيانة الآمانات من أجل مصالح حزبية ومنافع شخصية لآناس اؤتمنوا على مصائر البشر في مواجهة ذباحيهم
واؤتمنوا على مصالح البلاد, ان سنوات الدكتاتورية العتيدة التي مارسها الطاغية صدام حسين بكل بنودها ووسائلها وغاياتها , والديمقراطية التي لم تجد السبل لتطبيقها بعد او طُبقت بالمقلوب !انتجت نوع من المواطنين عديمي الضمير وغير مسلحين بالقيم الآخلاقية والآنسانية التي تحفظ الضمير بداخلهم وتصون الآمانة !!
السياسة في حقيقتها هي فن قيادة الرعية وتنظيم شؤونها وتحقيق مجتمع العدالة والكرامة والأمان للجميع وليست السياسة في فن التسلط والمكر والآنتهازية والتلاعب بمصالح ومصائر الغير وتحقيق المصالح الشخصية والحزبية,
كفانا من تركات البعث من الأنانية و احتقار الغير والنظر اليه والى عقيدته او مذهبه او دينه او طائفته بنظرة دونية وكفى تطاحن فيما بيننا لتعلو فئة على اخرى !لآن هذا التطاحن ربحه خسارة وخسارته خسارة! ولكي نرقى بأنفسنا إلى مستوى حضاري وأخلاقي وانساني عال علينا ان نتسامح فيما بيننا. تجارب الشعوب وعبر التاريخ فيها خير دليل على ان الشعوب المتسامحة تطورت بشكل ملحوظ وان الشعوب المتطاحنة دُمرت وانقرضت عن بكرة أبيها،
. ولن نرقى ألا اذا امتلئنا حناناً ومحبةً وتسامحاً وإخلاصاً وصِدقا!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا


.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر




.. اعتقال مصور قناة -فوكس 7- الأميركية أثناء تغطيته مظاهرات مؤي