الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيال جانح

خديجة بلوش

2014 / 1 / 9
الادب والفن


بالأمس وأنا أرافق طيفا للقاء طيف آخر..الطيف الذي تلازمه تاء التأنيث كان متوترا ..متحمسا..متخوفا(رغم مبدأ الحرية الذي يزين به صفحاته المليئة بدعوات صريحة للخروج من معطف الذكورية الخانق-مع اسم مستعار وصورة وهمية)،والطيف الآخر كان فحلا يجوب مساحات خيال فارهة ويغمز لكل تاء تأنيث تصادفه(بدا لي طفلا أكثر منه ذكرا بالغا)،بدأ اللقاء كلقطة سينمائية سريعة تبدأ بتلامس الأنامل وحديث باهت عن طقس اليوم والأمس وما قد يكون عليه الغد..ثم فجأة دخل العتاب في منتصف الحالة الجوية ليتحول لتبادل الأشواق والهمس الصاخب..كنت ألتفت لكل عابر يمر بهما ويزعجه بوحهما الغريب العجيب..مازالا وقفين على ناصية صدفة مفبركة..والهاتف لايكف عن الرنين..سينتهي الوقت وهما ما يزالان ضائعان في نظرات بعضهما البعض..سائق الحافلة يستعجل الراكبين للعودة لمقاعدهم(الرحلة توشك أن تتسلم خيالاتكم الجانحة لتعود بها إلى طريق تحصده عجلات الوقت)...يضع الطيف يديه في جيوب معطفه الغائم ويعود خطوتين للخلف..تتملك الدهشة طيف تاء التأنيث،رغم بلوغها السافر تفلت طفلة من عقال نظراتها لتتمرغ غاضبة من سرقة الوقت لفرحة مصطنعة ثابرت لليال قصيرة على صنعها بمداد الجرأة السري،مازال خوفها من ولي الأمر يخنق جدائلها المخبأة بإتقان خلف سحابات الطاعة ...يلتفت الطيف ليغادر،تصرخ فيه بصمت"أيها الجبان"..يلتفت ليبتسم مودعا فتقابله بابتسامة راضية...........ويؤلمني أني الشاهدة على هذا التناقض واقفة بينهما لاأملك إلا الوجوم .....لأني شعرت أني هجرت الحبر وهجوت الحرف الذي ظل وفيا رغم لؤمي ودناءة لحظة لاترحم مزاجي الذي يشبه جو مدينتي،صرت كلما أخذتني قدماي خارج البيت أتخيل كل لقطة نصا مجنونا يجري على أربع يهرب من جنوني الذي لم يعد يصادف إلا الفراغ والملل..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة