الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشمعة الأولى لساكنة جانسيز و رفيقاتها

مصطفى بالي

2014 / 1 / 10
القضية الكردية


عام مضى و ساكنة جانسيز ترنو إلينا من علاها،تتوسط ليلى و فيدان على عرش الملكوت الأعلى،تاركة ضفائرها بين أنامل جان دارك،هي مبتسمة دائما بأعين لا تنبض إلا ببريق الإرادة و الإصرار الآبوجي الذي لا ينضب،تمد أناملها خلفا لتمسح عن مآقي القديسة الفرنسية عبرات الحسرة،ترد لها الاعتبار مجددا،أن قري عينا أيتها القديسة،فالخيانة هنا كان منبعها معك و ما زالت فصولها تتوالى.
شعرها الأشعث ما تعود على صالونات المجتمع الفرنسي(المخملي)،هي التي قضت العمر بين أحضان أم قروية اعتقد البعض أنها لم تعد موجودة,وبين جدران سجون آمد حيث مظلوم دوغان يعلن عشقه للحياة بالمقاومة التاريخية وبين أشجار البلوط في جبال كردستان حيث كانت تلك الجبال متكأً لها في استراحاتها القصيرة بين الثورة و الثورة،هي لم تضع أحمر شفاه على شفتيها يوما ما و لم تستخدم مساحيقا لتغيير لون بشرتها،حسبها أنها كانت تلون شفاهها بلون التوت البري الذي تتناوله في الجبال وتنعش بشرتها بالندى الجبلي و شلالات ذوبان الثلوج على القمم.
لم تكن مدن الصقيع في أوربا حلما لها,و زيف حضارته الآثمة لم يدغدغ هواها ذلك أن هذه الحضارة هي الابنة الشرعية لتاريخ باريس الآثم وهيلين الفاجرة،وهمجية اسبارطة والحصان الذي تحول من رمز للوفاء إلى علامة شؤم للخديعة و الغدر.
لكنها أرادت أن تكشف ورقة التوت الأخيرة التي تستر عورة هذا الغرب،فما كان منها إلا أن تضحي بنفسها لتميط اللثام عن هذا الوجه القذر لحضارة البؤس والاغتراب الإنساني فتمثلت دور نفرتيتي الكردية لتزور جان دارك في صومعتها،تهمس فس أذنيها أنشودة المرأة الحرة،و ترنم لها أغاني أوليس وهي تنسج نولها كل يوم في انتظار فجر يضيء لها حلكة الدولة و السلطة لحظة انقضاضها على كدح الشعوب متمثلة بالمرأة كرمز وأيقونة للكدح و الكفاح.
أوليس لم تمت كما أنها لم تخن فارسها التائه في تلاطم اليم و بحثه المضني عن سبل الوصول و ضياعه بين عالم الإنسان و عالم الآلهة إذ هما ضحايا الحروب الضالة،وأوليس تتناسل في بناتها البررة من جان دارك إلى ساكنة جانسيز و رفقيتيها و ما زالت حبات المسبحة في تزايد.
في الذكرى السنوية الأولى لشمعة ساكنة جانسيز أزدادت بناتها ألقا وجمالا,فرفيقات الدرب أكثر إصرارا من أي وقت مضى على السير في درب الجلجلة حتى النهاية,و هن أكثر تصميما على رفع الصخرة إلى مكانها على قمة الجبل،فسيزيف قد فشل في تلك المهمة لأنه لم يستنجد بالمرأة،بنات ساكنة جانسيز يجدلن ضفائرهن كل صباح ويبتسمن للشمس,بينما القتلة المجرمون أكثر خزيا و أكثر عارا،فحضارة باريس وغربه قد أصبحت عارية في مهب الشهادة,هذه الحضارة لن تتجاوز ثقافة راعي البقر القائمة على القتل والإجرام و تطوير آلاته بدءا بالقتل الأحمر بلون الدم وصولا للقتل الأبيض بلون القوانين و الصهر العرقي من خلال تلك القوانين
في حضرة شخصية عظيمة كساكنة جانسيز تصبح كل الكلمات عاجزة,كل اللغات كاذبة,كل الأحاسيس ابتذال و رياء,ثمة أشخاص أكبر من أن نرثيهم,أكبر من أن نعزي أحدا بهم,ثمة أشخاص بفقدانهم تتشح الأوطان بالسواد,ثمة أشخاص يصبح رثاءهم ابتذالا
ساكنة جانسيز:لن نعزي أحدا سوى جدران سجن آمد,أحجار قنديل و بقية الجبال,أوراق الأشجار التي تناولت الكثير منها في رحلة مقاومتك لنهج التصفية و الخيانة,حبات البلوط التي أصبحت عشاء لكثير من مساءاتك,سنعزي ثياب الكريلا التي ستفتقد جسدك الجميل بعد الآن,قبل هؤلاء كل التعزية للقائد آبو,رمز وجودنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟