الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المفوهون العرب

محمد مزيد

2014 / 1 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



كالاطفال يتلاعب بعض " المفوهين " ممن تصفهم قنوات الضلال والعار والشنار بالمحللين .. يتلاعبون بالمعلومات ، فيحذفون منها ما يريدون من الحقائق ، ويضعون بديلا عنها من الاكاذيب على وفق اهوائهم والاجندات المرتبطين بها والسحت الحرام الذين يعلقونه مغمسا بدماء العراقيين الابرياء ممن تقتلهم التفجيرات والمفخخات والعبوات يوميا طوال عشر سنوات مضت من التجربة العراقية الجديدة .
لقد عشنا طوال هذه السنوات العشر العجاف ونحن نراقب هؤلاء المرتزقة كيف يقومون بلي عنق الحقيقة وتجريدها من صدقيتها وموضوعيتها ارضاء لشهوات حب المال والبغض الاعمى لشريحة واسعة من المجتمع العراقي من خلال اصواتهم المبحوحة المسعورة وهي تنبح في قنوات الجزيرة والعربية وغيرها من قنوات الحقد في ارجاء الوطن العربي ضد ابناء العراق .
ولعل ، حرية التعبير في العراق ، ساهمت كثيرا لادلاء بعض السياسيين العراقيين والاعلاميين والمثقفين بدلوهم من دون رقيب او محاسبة فانطلقت التصريحات العارمة والخطب الرنانة والكتابات المدججة بالقنابل والانفلاقات المدمرة لنجد انفسنا وقد اصبحنا نشهد فوضى مرعبة من حفلات الكذب اليومية التي يمارسها البعض لتمرير اجندة معينة ضد العملية السياسية وضد شرائح كبيرة من هذا المجتمع من دون يوقفها احد .
هذه الفوضى جعلت الشارع العربي يقع في حيرة من امره لمعرفة الحقيقة داخل العراق ، ومما زاد في تعميق حفلات الخراب المتعمدة ان بعض القنوات العراقية تبث سمومها ساهمت بشكل وباخر بتقديم معلومات مغلوطة عن الذي يجري في العراق .
اننا لانريد ان ننزه العملية السياسية العراقية من الاخطاء التي ارتكبت ، فالعاملون فيها ليسوا من الملائكة ، وسواء اكانت تلك الاخطاء حكومية او برلمانية او قضائية ، فأن ليس هناك حكومة او برلمان في العالم لايرتكبها ، ولكن هذه الاخطاء ليس بالحجم الذي بالغت تلك القنوات المغرضة بعرضها والتي جعلت بعض المفوهين في تشخيص الحالة العراقية .
قبل يومين شاهدنا احد اولئك المسعورين العرب يكيل السباب والشتائم للمالكي وحكومته وقوله بان رئيس الحكومة هو الذي جلب داعش الى صحراء الانبار وبالتالي مقاتلة اهاليها ، ودفعا للالتباس ، نحن لا ندافع عن الحكومة وليس لدينا ناقة ولاجمل معها ، ولكن الضمير المهني يحتم علينا قول ما نعتقده الصواب ، ان هذا الكلام من السخف والسذاجة وخوار حججه وبرهانه ما كان يدفعنا لايلائه الاهمية لو لم يكن ثمة قنوات اخرى زميلة لها وحاقدة على الشعب العراقي تنهج نفس الاسلوب في التشويش على المشاهد العربي في تقديم المعلومات المغلوطة .. وكأننا امام كتيبة من الاعلاميين المرتزقة التي لايحلو لها العيش الا على دماء العراقيين الابرياء .
وهنا لابد من التوقف قليلا لمحاججة اولئك المرتزقة انه لو كانت الحكومة هي التي تدعم داعش فلماذا تقاتلها الان ؟ ما هذا الجيش الذي صدرت له الاوامر لمواجهة جيوب القاعدة وداعش الغبراء في صحراء الرمادي بغية القضاء عليه ؟ هل ذهب لكي يلعب معها ساحة وميدان مثلا ؟
ان المال الحرام الذي تغدقه دولا مارقة من اجل ايقاف دوران عجلة الديمقراطية في العراق مازال يتدفق من كل حدب وصوب ، وهذا المفوه المعتوه الذي شاهدناه على قناة الجزيرة قبل يومين انموذجا بسيطا لحفلة الخراب التي يقيمها العربان للعراقيين لكي تسفك المزيد من دمائهم الطاهرة الزكية.. ولكن الحقيقة بانت وها هي ناصعة كالثلج لاتحجبها لقلقات المفوهين العرب الانذال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة