الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلافة والإمامة وجهان لعملة واحدة : الجزء الأول

محمّد نجيب قاسمي

2014 / 1 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الخلافة والإمامة وجهان لعُمْلَةٍ واحدة : الجزء الأول
يُحارب بعضٌ من أهلنا السنّة البعضَ من إخواننا الشّيعة بسبب مسألة الإمامة وفرعِها "ولاية الفقيه" ويُعادي عامّةُ أهلنا من الشّيعة إخوانَنا السنّةَ كافّةً بتعلّة مسألة الخلافة والحال أنّ كليْهما يشتركان في الأصل و في جوهر هذه الولاية...
لم يَنُصَّ القرآن الكريم ولا السنّة النبوية الشّريفة على نظامٍ محدّد الملامح لا مجال للاختلاف عليه في إدارة شؤون الناس العامّةِ أي في السّلطة ونظام الحكم السّياسي رغم ما جاء فيهما من ضوابطَ عامّة وإرشادات وتوجيهات سامية وذلك ببساطة لأن الإسلام ليس بايدولوجيا زمنيّة قابلة للتطّور والمراجعة وفق تغيّر الظروف بل هو دين صالح لكل زمان ومكان ولذلك بقي المجال مفتوحا للمسلمين جميعا على مدى الدهر وفي كل مكان لاستنباط نظام الحكم الذي يَرْتَؤُونَه وِفْق ما يخدم مصالحهم شريطة الالتزام بالثّوابت المطلقة كالعدل والإنصاف وعدم أكل أموال النّاس بالباطل .......
ولعلّ انصرافَ الأنصار إلى السّقيفة حالَ بلوغهم وفاة الرّسول الكريم للنّظر في من يتولّى منهم الشّأن العام بعده ثمّ التحاقَ المهاجرين بهم لِيَقِينِهِم أنّ العرب لن تسلّم الأمر لغير قُرَشِيّ ( أي من المهاجرين) ثم تَنازل الأنصار باقتراح أمير منهم وأمير من المهاجرين ثمّ حَسْمَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه الأمر بسرعة بمبايعة أبي بكر الصّديق رضي الله عنه، لدليلٌ لا يخطئ على عدم وجود أيّ شكل من أشكال السلطة المرسومة بدقّة في الإسلام.....
وكانت الخلافة الرّاشدة ثم الخلافات ( جمع خلافة) " غير الرّاشدة "( لأنها لم تنعت بالراشدة إذ توقّفت الصفة بنهاية خلافة علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه) وذلك منذ خلافة معاوية من بني أمية إلى خلافة بني العباس إلى خلافة العثمانيين حتى العشرينات من القرن العشرين.و تخلّلتها خلافة الفاطميين في القاهرة ردحا من الزّمن قصيرا.
ودرج الفقهاء السنّةُ على إطلاق تسمية" الخلافة" أو" إمارة المؤمنين" أو "إمارة المسلمين "على من يحكم الناس وتم التركيز أساسا على تدقيق الشروط الواجبة في الخليفة شخصيا وظروف مبايعته دون اعتبار أن حكم النّاس لا يمكن أن يتمّ إلا عبر مؤسّسة لا عبر فرْدٍ وليس في هذا خروج عن السّياق العام للسلطة في عموم الأمم آنذاك رغم أن الدين الإسلامي جاء متمايزا عن كل ما سبقه وعاصره فكما كان السلاطين والملوك والأباطرة يحكمون بطريقة فردية كان كذلك حكام المسلمين بل أن تنظيم الدولة بوضع الدواوين والبريد والوزارة ونظام الجيش والشرطة وغيرها كان بالاستفادة من تجارب الأمم المجاورة من فرس وروم ,,,
وهكذا لم تكن الخلافة نظاما جاء به الإسلام وإنما هي تسمية أطلقها أوائل المسلمين على الحاكم الفرد الذي اختاره عدد محدود جدا لصفاته الشخصية وانتمائه الاجتماعي ودُعِي الآخرون إلى مبايعته طوْعا أو كرها ولو استثنينا البعض لوجدنا العشرات من أولئك الخلفاء كانوا حكّاما مستبدّين حوّلوا بلاد المسلمين إلى ملك شخصي وعائلي سخّروه لنزواتهم وفظاعتهم وشهواتهم بل كان الحكم سبيلا للظّفر بالجنّة حسب ما توهّموا وأوهموا...
وعمد ت طائفة أخرى من المسلمين هي الشّيعة إلى القول بالإمامة التي هي عند أغلبهم ركنُ من أركان العقيدة وجمعوا لها من الأدلّة ما جمعوا وقالوا إنّها موجودة نصًّا ووصيّة أي أنّها مذكورة في القرآن ووصّى بها الرسول الأكرم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه .وكأنّ المسلمين من صحابة وقرّاء ومبشّرين بالجنة وأمّهات مؤمنين الذين صَحِبوا الرّسول الحبيب في غزواته وصلواته وفي حجّه أخفوا شهادتهم وأنكروا الوصيّة والحال أنّ الواحد منهم يبذل حياته في سبيل إشارة واحدة فقط من محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يسكت عن وصيّة من وصاياه؟...
ويؤكّد الشّيعة أنّ الامام لا يختاره النّاس كَثُرُوا أم قَلُّوا وإنّما يَتَوَارث الإمامةَ إمامًا بعد آخر وفق مبدإ الوصيّة وهي أمر لا ينبغي أن يخوض فيه العوّام بل أمر متروك للإمام وحده فهو معصوم من الخطإ ويُورّث الإمامة حسب ما أوصي له ..
من أوصى من ؟
وهذا حديثُ يطول ....المهمّ أنّ الامام الثاني عشر وهو المهدي قد اختفى ذات يوم ولا بدّ للغائب من رِجْعَة كما يقولون ....
وسيعود المهدي المنتظر في الوقت المناسب ..وكلّما انتشر الفُسق والفجور و عَمَّ الظّلم والشرّ والخراب كلّما كان موعده قريبا..وحالَ عودته سَينشُر الأرض عدلا بعد أن مُلئت جوْرا ...
و عند معظم السنّة ،الخليفةُ، يختاره أفرادٌ لم يخترهم أحد ، هم أهل الحلّ والعقد، وهو يُنْتَقى لصفاته الشّخصية ثم لا يشاركه أحدٌ سلطتَه .وتاريخُنا مليء بخلفاء قِيلَ عنهم في كتب التاريخ الكثيرُ: فسقا ومجونا وجزّ رؤوس وقطع أرزاق وجوارٍ شأنهم شأن كلّ الحكّام الفرديين في التاريخ... ويحضرني ما يردّده الكثيرون من أنّ " من يَمُت وليس في رقبته بيعة فقد مات ميتةً جاهلية " ذلك الحديث الذي وضعه فقهاء السلاطين لوضع "زمام "الطّاعة في رقاب الرّعايا المساكين...
وعند الشّيعة الإمام منصوص عليه في الكتاب، أوصى له النّبي يُورّث الإمامة لمن بعده ولا دخل لعموم المسلمين في تولّيه وفي طريقة حكمه وعزله بل هو معصوم من الخطإ ...
وإن غاب الإمام أو ألغيت الخلافة ما الذي سيحدث؟
لقد غاب الامام عند معظم الشّيعة ،منذ زمن بعيد وعند السّنّة ألغى كمال أتاتورك الخلافة منذ ما يقارب القرن من الزّمان...
ومنذ تلك الأزمنة والشّيعة ينشدون رِجْعة الإمام وبعضُ من السنّة يطلبون عودة الخليفة..
وللحديث بقية في الجزء الثاني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح