الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خجل النساء الغريب

صباح الرسام

2014 / 1 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


خجل النساء الغريب
لا شك ان المرأة في مجتمعنا لها صفات وطباع قل نظيرها في المجتمعات الأخرى فهي معروفة بالحشمة والحياء والحنية والصبر في الظروف الصعبة كما انها عشرية أي تعاشر بسرعة وهذه الصفات تميزت بها العراقية منذ القدم وما يخص موضوعنا هو المستحى أي الخجل الغريب .
ان خجل الفتاة او المرأة يرفع شخصيتها ويزيد من قدرها ويحببها عند الآخرين ويزيد من احترام الناس لها ويكون الخجل ميزان انوثتها وسلوكها ونقصد الخجل الذي يكون بوقته ومكانه ، لكن الخجل الذي نود الإشارة إليه هو الخجل البعيد عن الواقع وهو خجل غير مقنع او الذي يتخذ حجة للتهرب من البعض أحيانا ، ففي مجتمعنا الكثير من الفتيات اللواتي يرتبطن بالجامعات او المعاهد والمدارس كتدريسيات او طالبات او اللواتي يعملن في وسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني أو اللواتي يعملن موظفات او عاملات او يمتهنن عمل في الاسواق وما شابه .
من الطبيعي انهن بطبيعة ارتباطهن بالعمل يتعاملن مع الشباب والرجال ضمن حدود العمل فهي ترى الآخرين ويرونها وتتكلم معهم وتستمع اليهم وهذا لاشك فيه فهي تتكلم معهم وتجلس معهم واحيانا تجلس مع رجل على انفراد تناقشه وتغضب عليه وتصرخ بوجهه ، وهذا كله تعيشه الفتاة او المرأة بشجاعة ولباقة بدون تردد او خجل ، بينما نرى هذا التعامل كله يختلف ويختفي في البيت خصوصا أمام الأقارب وأصدقاء الأهل فتجدها عندما تفتح الباب لأحد الطارقين وتبين انه احد الأقارب سواء كان شيخا او شابا تجدها تولي هاربة بحجة انها خجولة ( تستحي ) لا نعرف اين يذهب هذا الخجل في العمل او السوق او في الدراسة وما هو سببه ، ولو كان في بيتهم ضيف وسأل عنها اين فلانة يجد الجواب ( خطية تستحي ) تسلم عليكم ، بينما تجدها بالعمل او الدراسة تلقي كلمات وخطب امام جمهور كبير ومنهن من تختلق النكتة ، لانعرف هل هي اصبحت خجولة بقدرة قادر ام هو عذر من أجل التهرب من الضيف ، وحتى اللواتي يبيعن في الأسواق ومنهن ذوات اللسان السليط نجدها تتحول أمام الأقارب فتصبح وكأنها ملاك نازل من السماء وكأنها لم تشاهد في حياتها أي رجل .
ان هذه الحالة من غرائب المجتمع العراقي لأنها تصرفات تناقضية ، وهي أحدى الطباع الغريبة التي يتمسك بها الكثير وهي تركة ثقافات الاهل التي توارثوها من الأجداد الذين كانوا يعيشون في القرى او البدو والأرياف فينعكس هذا الموروث على البنات .
هذه الثقافة تؤثر على شخصية الفتيات وحتى لو كانت تمتلك قوة الشخصية ومحتشمة وتعرف الخجل بمعناه فالثقافة المتوارثة من الاجداد تجعلها تسبح مع التيار الاجتماعي لأنها تخشى الانتقاد بسبب ان المجتمع ينتقد كثيرا لدرجة انه ينتقد الذي يؤمن به ويحب التظاهر أمام الآخرين بتمسكه بتقاليد الاجداد ، حتى لو الغيت شخصية البنت المهم تقاليد الاجداد فهو يفضل ان يقال بأن أبنته خجولة جدا لدرجة انها تخجل أمام الاقارب والاصدقاء ولا تستطيع النظر اليهم بالرغم ان هذا الخجل بغير موقعه ، هذه التصرفات تنم عن تخلف لأنها تصرفات تندرج ضمن باب النفاق ولا تفسر بغير ذلك ، فكيف بالتي تختلط مع الغرباء بصورة طبيعية لا تسطيع ان تسلم او تجلس مع الاقارب والاصدقاء !!! هذه ازدواجية المجتمع التي تجبر البنات على التعامل بها رغم عدم الايمان بهذه التقاليد فيفرض عليها ان تكون ازدواجية وحتى الكثير من النساء المثقفات واللواتي يمتلكن شخصية قوية اصبحن أسيرات هذه الازدواجية ، نحن مع الخجل الذي يكون بمحله ولا يكون بهذه الطريقة المنافقة .
مشكلة مجتمعنا انه يحب التظاهر القيم والتقاليد السابقة حتى كانت خاطئة ومخالفة للواقع رغم مخالفتها بما يؤمن به فتجده يمدح امور علنا ويرفضها في داخله وقد أشار اليها الدكتور علي الوردي ( ر ح ) في مؤلفاته ، ونحن نرى الكثير من التناقضات والتصرفات التي تخالف واقع الإنسان وهذه الحالة التي أسلفنا عنها واحدة من التناقضات في مجتمع الحضارات وهي الخجل التقليدي او الخجل المصطنع عند الفتاة البعيد عن الخجل الواقعي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى