الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عابر ثورة – والسجود في محراب جنيف

علي مسلم

2014 / 1 / 13
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ثمة حقيقة بات يدركها السوريون جميعاً على اختلاف انتماءاتهم وتبايناتهم معارضة ونظام بعد خوض غمار الموت والدمار لفترة قاربت الثلاث سنوات دفع ثمنها السوريون باهظاً وراح ضحيتها ما يقرب النصف مليون سوري بالتزامن والترافق مع تدمير شامل وهائل طال البنية التحتية في جانبيها الاقتصادي والاجتماعي حيث تم شطب جيل كامل من عمليات التنمية الاجتماعية وقد نحتاج لعقود من السنين بغية بنائها وإعادة التوازن إليها ، تلك الحقيقة التي توحي بالامتثال مرغمين للحوار وقبول التخاصم بحيث يتم وفقها تجاوز تفاصيل الأزمة ودفن الجراح ووضع المآسي خلف الظهور لإفساح المجال واسعاً أمام حلول سياسية دبلوماسية ، فلا يمكن إزالة مظالم مضى على تأسيسها قرون بشكل كامل في سنة أو بضعة سنوات دفعة واحدة . وبات ممكناً الوصول إلى تحقيق ما تم الاتفاق عليه دولياً في جنيف1 عام 2012 عبر التوافق على تشكيل هيئة أو (مجلس) حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة تتحكم بمؤسسات الأمن والجيش بعد استبعاد من تلطخت أياديهم بالدماء تكون قادرة وبمساعدة ومساندة دولية على إدارة المرحلة الانتقالية بدون الأسد لفترة زمنية محددة يعقبها انتخابات رئاسية وبرلمانية قادرة على استيعاب كل المكونات السورية القومية منها والطائفية وما جرى في باريس من اجتماع في الثاني عشر من الشهر الجاري لدول مجموعة ال11 أو (مجموعة لندن) والتي ضمت إلى جانب رئيس الائتلاف السوري للمعارضة احمد الجربا وزراء خارجية المجموعة الأساسية لدول أصدقاء سورية حيث اعتبرت بعض المصادر الدبلوماسية المهمة أن هذا الاجتماع شكل مرحلة مهمة أتاحت إطلاق دينامية سياسية جماعية وبينت وحدة الموقف الدولي لجهة التمسك بانعقاد جنيف2 للسلام في سوريا ، حيث وفر هذا الاجتماع فرصة للتأكيد على أن الجميع ملتزمين لتوفير المناخ السياسي الذي يتيح للائتلاف الوطني السوري قبول المشاركة في مؤتمر جنيف2 إزاء المجموعات المقاتلة ميدانيا والذي سيجري حسب نفس الأوساط من لقاءات مهمة معهم في الساعات القادمة وقبل استحقاق 17/1 حيث من المفترض أن يحسم الائتلاف موقفه ويتخذ قرارا لجهة المشاركة من عدمها بغية توفير الغطاء الضروري للذهاب إلى جنيف وفي نفس السياق لخص وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الموقف العام لتلك الدول بقوله (لا حل للازمة السورية إلا بالحل السياسي ولا إمكانية للحصول على حل سياسي من غير اجتماع جنيف 2 الذي يوفر الجواب على تطلعات الشعب السوري المشروعة والتي تتحكم بعودة سوريا إلى الاستقرار والسلام ) من جانب آخر أكد الوزير الفرنسي في معرض رده على هواجس رئيس الائتلاف السوري احمد الجربا تلك الهواجس الذي فسرها البعض على أنها كانت بمثابة شروط ضمنية للائتلاف لحضور جنيف2 خصوصا في ما يتعلق بمصير ومستقبل الأسد ،حيث قال أن جنيف سيعقد في موعده المحدد وأن غايته الأساسية توفير عملية انتقال سياسي للسلطة تضع حداً للنظام الاستبدادي الحالي مضيفاً أن تنحية الرئيس السوري بشار الأسد من أي مشهد من مستقبل سوريا بات أمراً محسوماً هذا وقد تمخض اجتماع ال11 في باريس عن بيان مطول من 14 نقطة أطلق عليها (بيان باريس للمجموعة الأساسية ) فقد تضمنت الفقرة الأولى من البيان بأن الغرض من عقد جنيف2 هو تمكين الشعب السوري من التحكم بمستقبله وإنهاء النظام الاستبدادي الحالي من خلال تنفيذ عملية انتقال حقيقية ،أما الفقرة الثانية فقد تضمنت تنديداً بفظائع النظام التي يرتكبها ضد شعبه بمساندة حزب الله وغيره من المجموعات الأجنبية بالأخص فيما يتعلق باستخدام البراميل المتفجرة وسياسة التجويع التي والتي اعتبرها البيان جريمة حرب ودعا البيان المجتمع الدولي إلى رفض استمرارها وتضمن البيان أيضاً إطلاق سراح جميع المعتقلين بصورة تعسفية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية ، وأخيرا تضمنت الفقرة الثالثة من البيان حث روسيا وإيران على استخدام نفوذها الكامل على النظام من اجل الانصياع لهذا الطلب ما يعني عملياً تحميلها مسؤولية الأعمال التي يرتكبها النظام ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي