الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأي في الحرية ( بين الإسلام والعلمانية )

خليل صارم

2014 / 1 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رأي في الحريه .
بين الإسلام والعلمانية .
ماهي الحرية ..؟ كيف نفهمها .؟ هل هناك حريه في الطبيعة والكون .؟ هل للحرية حدود ..؟ من يرسم حدود الحريه .؟ أية حريه هي المطلوبه .؟ الحرية ليست عشوائية وهي بحاجة إلى مؤهلين للتعاطي معها .؟ كيف يتم التأهيل للتعاطي مع الحرية .؟ هذه ليست وصايه . ولكن القاصر بحاجة للوصايه .
• تعددت تعاريف الحرية في الزمن الراهن ضمن تداعيات جدل اختلط فيه الحابل بالنابل . ويتحفنا البعض من مدعي الثقافة بنظريات مختلفة حول الحرية لنلاحظ أنها تستبطن نقيض الحرية تماماً وتخفي في داخلها أسوأ أشكال الاستعباد وقهر إرادة الإنسان العاقل , الواعي .
• من وجهة نظري المتواضعة أرى في الحرية أنها حقي في اختيار أنماط عيشي وسلوكي وفق قدراتي وإمكانياتي ومهاراتي الطبيعية والمكتسبة دون اختلاق قيود لها أرضية كانت أم ماورائية إلا فيما يتعلق بالتجاوز على حقوق الآخرين وإراداتهم ومحاولة قهرها وإلزامهم بنمط محدد ابتدعته أو ابتدعه غيري .. هكذا وبكل بساطة. وهي مستمدة من طبيعة وجودي حيا ًعلى ظهر هذا الكوكب أي من حق الحياة .
• هذا المفهوم ينسب إلى العلمانية وهو حقا ً كذلك ..ولكن مالمشكلة إذا تبنته العلمانية أو كانت أول من استوعبه ونشره ( وهذا ماسنناقشه لاحقا ً )
• لقد ثبت أن حالة العداء لهذا المفهوم تبناها أدعياء الدين والتدين وأدخلوها في صراع تحت مصطلح الكفر والإيمان ولا أساس له سوى الرغبة في استعباد الناس باسم الله والله بريء منهم ومن مزاعمهم . ولو عدنا إلى المفهوم الصحيح والعاقل والمنطقي للدين " أي دين " لتأكد لدينا أنه متطابق مع هذا المفهوم ولايختلف معه ولو قيد أنملة .
• ولما كان المسلمون أو المتأسلمون في هذا العصر هم من يحملون على عاتقهم محاربة أي شكل من أشكال الحرية باسم الحفاظ على الدين , الذي شوهوه وحرفوه فإن العودة إلى المرجعية الإسلامية الحقيقية والأساسية " القرآن الكريم " لتأكد لنا كذب تخرصاتهم وأنهم في غالبيتهم مجرد دجالين يتبعهم حمقى لايعقلون .
- ولنحاول أن نطلع على مفهوم الحرية في القرآن الكريم ليتأكد لنا أنهم أعداء النص المقدس الذي يزعمون الدفاع عنها .
( الحرية في القرآن الكريم ) .
{ لنستعرض هذه الآيات كما وردت في القرآن الكريم }
( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم, إن الله عليم خبير ) 13 الحجرات
( فمن شــاء فليؤمن ومن شــاء فليكفر ) 29 الكهف
( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ) 118 هود
( ولو شاء الله ماأشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل ) 107 الأنعام
( من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولاتزر وازرة وزر أخرى ) 15 الإسراء
( ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ) 35 الأنعام
( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ماأشركنا قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين )
148-149الأنعام.
( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) 99 يونس
( لااكـــراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) 256 البقرة
( وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أء سلمتم فان أسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فإنما عليك البلاغ المبين والله بصير بالعباد ) 20 آل عمران.
( وما أرسلناك عليهم حفيظاً أن عليك إلا البلاغ ) 48 الشورى
( وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ) 56 الفرقان
( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا ) 43 الفرقان
( إن أنا إلا بشير ونذير لقوم يؤمنون ) 188 الأعراف
( إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل ) 12 هود
( قل ياأيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين ) 49 الحج
( إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين ) 50 العنكبوت
( إنما أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ) 119 البقرة
( وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ) 105 الإسراء
( إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ) 45 الأحزاب
( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ) 28 سبأ.
هكذا يتضح تماما مفهوم الحرية كما كرسها القرآن الكريم )أن تؤمن أم لا .. أن تسلم أم لاتسلم ) هذا أمر يخصك أنت والعلاقة بينك وبين الله فقط حتى النبي الكريم ليس حفيظا ً وليس وكيلا ً وليس سوى بشير ونذير ومبلغ فقط . فكيف بعد ذلك كله نجد من ينصبون أنفسهم أوصياء على الناس ويوزعون الكفر والإيمان في كافة الاتجاهات ويفتون بتكفير الغير أفرادا وشعوبا مبررين القتل والمجازر وكافة انتهاكات حقوق الإنسان.
هؤلاء هم من يسوقون الناس إلى المساجد بالعصا والتهديد إلى حد الرعب ثم يدعون أن هذا " أمر بالمعروف ونهي عن المنكر " في أسوأ وأبشع مخالفة لرب العالمين وللنص القرآني الصريح ...؟!!
لن نجادل في أن كل شيء يخضع لمشيئة الله عز وجل " وفق القواعد التي وردت في النصوص ( لأن الجدل فيها وفق المفاهيم السائدة لن تصل الى نتيجة ) بالنسبة لي فأنا لم أرى فيها سوى قواعد علمية موجودة في الكون والطبيعة والإنسان وبقية الكائنات يجري اكتشافها تدريجيا ً ووفق التطور الحضاري الإنساني" ولكن الكتاب يخبرنا بالنص أنه قادر على أن يجعلهم كافة مؤمنين أو مشركين .. فلماذا لم يفعل ذلك ويجيب (إن لله الحجة البالغة في ذلك ) كما رأينا في الآية 148 والآية 149 من سورة الأنعام .
وهنا تتضح الغاية التي ألمحنا إليها وهي أن الله " في حال تقبل الفكرة " لو جعلهم يؤمنون جميعا أو تركهم يشركون جميعا " كما يفهم من لهجة النص " .. كيف ستتطور الإنسانية بدون حوار ونقاش واختلاف ايجابي الغايات وكيف ستصل إلى القناعة بصحة هذه القاعدة من تلك " إنها قاعدة إثارة النقاش الذي ينير العقل ويحرضه على التفكير والبحث عبر الاختلاف في المواقف والقناعات بحيث يدافع كل عن موقفه ويشرحه ويوضحه وبالنتيجة فإن صاحب الموقف الأكثر منطقية هو الذي سينتصر بالنهاية ويتم التوافق عليه " ثم كيف يتأتى بعد ذلك تطبيق مبادئ الثواب والعقاب الإلهي كما ألمحنا أعلاه وأين نذهب بقاعدة
( ولاتزر وازرة وزر أخرى ). فمن أنتم حتى تحكمون بالكفر والإيمان ومعاقبة الآخرين ... بالتأكيد وحسب النص أنتم الكفرة الفجرة في مخالفة وقحة للنص يعبر عنها سلوككم .
• والواضح هنا بشكل جلي إن "مبدأ العقاب والثواب" يستند إلى "حرية الاختيار واتخاذ القرار والإرادة الحرة الواعية في ذلك ", وهكذا ذهبت القوانين الوضعية وإلا فما الحاجة إليها أصلا إذا لم يكن للإنسان يد في تصرفاته وسلوكياته أو مكتوب عليه ارتكابها منذ الأزل كما ذهبت إليه بعض الاتجاهات الفكرية الدينية المتزمته بشكل أعمى مغلق أحمق . إذاً لأصبحت حتى القوانين الوضعية تدخل في خانة الكفر والإلحاد لأنها وفق هذا المنطق مخالفة لمشيئة الله تعالى .؟!!
(والحقيقة أنهم يزعمون ذلك) .
من جانب آخر فان النص كما رأينا يؤكد أن الله تعالى لم يفوض أحدا بمن فيهم الأنبياء والرسل بإلزام الناس باعتناق الرسالات والإيمان بها , فلا إكراه في الدين بعد أن تم توضيح الخطأ من الصواب والحق من الباطل والرشد من الغي , وعلى الإنسان أن يختار أي من النجدين وبالتالي فهو المسؤول أمام الله تعالى عن هذا الاختيار وهو الذي يتحمل نتائج خياراته لوحده دون غيره .
إن فرض احترام الحرية إلى هذا الحد يقطع الطريق على أي كان البحث في قضايا الكفر والإيمان لأن هذا من اختصاص الله تعالى وحده والفصل فيها محصور به تعالى ولا يوجد تفويض لأحد بذلك.
والواضح أن قضية الكفر والإيمان مرتبطة بالعلم والجهل, لذا فإننا نجد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحرض العقل الإنساني على التفكير والبحث والاستقصاء, وبالتالي فانه (يتوجب على الإنسان الفرد وحده أن يقرر موقفه من أية قضية بكامل حريته واختياره). ,وبوعيه الكامل ولاوصاية لأحد عليه ( أليس هذا هو النص المقدس الذي يزعم المتشددون الإيمان به ) .؟
مع ذلك ووضوحه وضوح الشمس في رابعة النهار, صودرت الحرية تماما وتعطلت الإرادة والتي هي أساس الحياة وأساس رقي المجتمعات وتطورها وحجر على العقل تماما, بأيدي من وصفوا بالفقهاء الذين نحوا كل هذه النصوص القرآنية الملزمة بإحترام الحرية جانبا تحت زعم الكفر والإيمان وحماية الدين من الضلال والكفر شاهرين تهم التكفير والزندقة بوجه كل من حاول استعمال العقل والمنطق والتمسك بحقائق الحياة وقواعدها الثابتة واختلف مع منطقهم المخالف للعقل وللنص ومع تفسيراتهم المنحرفة والشاذة ومع سلاطينهم سلاطين الجور والظلم, الذين نصبوا أنفسهم ونصبهم فقهائهم مكان الله تعالى مصححين لله ورسوله الكريم بما افترضته أطماعهم ونزعة خدمة السلطان الجائر وتبريرا لكل سلوكياتهم المنحرفة ليبنوا إمبراطورية قائمة على الفتح المسلح ونهب ثروات الشعوب واستعبادها تحت شعار نشر الإيمان !!! وأي إيمان ؟؟؟
إيمان السلاطين وآلاف بل ملايين الجواري والإماء والعبيد والخصيان وتكديس الثروات والذهب وتوزيع الاقطاعات على قادة الجند وبناء الأمجاد الشخصية إنتقاما., والتي ارتدت أحقادا وردود أفعال وتقسيم جرى فيما بعد إنتقاما وحصدتها الأجيال اللاحقة., فعندما سنحت الفرصة لهذه الشعوب ولهؤلاء "الخصيان" المستعبدين ارتدوا على مستعبديهم السلاطين ليسيطروا على الإمبراطورية ثم اجتاحوها انتقاما , ولو كان هؤلاء الفقهاء وسلاطينهم مؤمنين بالرسالة التي رفعوا لوائها زورا وبهتانا لتابعوا نشرها وفق أسلوب رسول الله (ص) المبني على الحوار الذي يؤدي إلى الإقناع والاقتناع باللين والمحبة
ليصل الى الرضا والقناعة دون الحاجة للفتح المسلح تحت شعار نشر الدعوه .فالناس تهتم بما تراه من نموذج التطبيق على أرض الواقع وسلوك المؤمنين بهذه الرسالة فان كان مطابقا لمضامينها ومنها مضمون منظومتها الأخلاقية أخذوا بها وأسرعوا إليها فاتحين قلوبهم وهذا لاينطبق على الدين بل يشمل كل نظرية وايديولوجية وعقيدة , أما الفتح المسلح فانه قد يخضع الشعوب لبعض الوقت, لكن هذه الشعوب ستنتظر الفرصة السانحة للاقتصاص والانتقام من خلال الانقضاض على الإمبراطورية وهذا ماحدث فعلاً على عكس التبريرات التي يسوقها بعض المؤرخين والرواة الكذبة المنافقين ,وسدنة الدين .
( هنا أرى علينا العودة الى الدين والتدين والمقصود بجملة " لدخل الناس في دين الله أفواجا ً " مامعنى دين الله .؟
من خلال ماسبق يتضح لنا أنه يعني الانسجام مع نواميس الطبيعة والكون وقواعد المنظومة الأخلاقية التي تحمي المجتمع ) ولاشيء غير ذلك . هذا ماأراه المقصود بدين الله في كافة الرسالات السماوية وليس التمسك بالشعائر واختلاق تقاصيل لها تستولد تفاصيل في متواليه هندسية شيطانية تلهي الإنسان عن واقعه وعن الحقائق المحيطة به .
إن المدقق في التاريخ عبر مايقارب الأربعة عشر قرنا يلمس هذا الانحراف الرهيب المتدرج عن مضامين الرسالة الإسلامية المحمدية الراقية التي ركزت على المضامين والأبعاد الإنسانيه الأخلاقيه دون الشكليات ولم تولي الشعائر تلك الأهمية التي اعتمدها النظام السياسي العربي فيما بعد على حساب المضمون بحيث أن الابتعاد والانحراف عن المنظومة الأخلاقية ,كان يزداد بخط تصاعدي مع مرور القرون , في الوقت الذي كان يجري فيه دفن أسس هذه الرسالة وأهدافها النبيلة ومنظومتها الأخلاقية التي بنيت عليها كما حفظها لنا القــرآن الكــريم . لو قريء بشكل سليم .
إذا وإضافةً للتراكم الحضاري التاريخي من أعراف وعادات ورسالات سابقة وقيم وثقافة راكمها المجتمع عبر التاريخ فقد جاءت الرسالة المحمدية لو فهمت بشكل صحيح لتعيد الصياغة وفق منطق ومفاهيم عصرها وتؤكد وتصل مانقطع وتعيد الخط البياني الحضاري إلى تصاعده الطبيعي, ولكن إلى جانب ماعملت الرسالة على إرسائه نرى أنه
كان هناك فكر بديل منحرف, مشوه يتنامى ويجري ترسيخه برعاية سلطة الإمبراطورية وفقهائها التي نشأت تحت عباءة الرسالة ورفعت لوائها زورا وبهتانا.
هذا الفكر المنحرف الذي اخترق الرسالة اعتمد أساسا وكما أشرنا سابقا ً على إعطاء الشعائر الأهمية القصوى دون المضمون كما ألمحنا أعلاه وأضاف وابتدع شعائرا أو تفصيلات معقدة لهذه الشعائر جرى نسجها بكل صبر وأناة بأيد ماكرة , خبيثة ومجرمة ابتدعت المزيد من التجزئة لها مترافقة بوجهات نظر جديدة تثير الجدل العقيم مع كل تجزئة تظهر وهكذا دواليك بمتوالية هندسية شيطانية لانهاية لها.. " إنها أغنية الشيطان حقا " وليقبل من يقبل أو يرفض من يرفض .
إن الخلافات وتعدد وجهات النظر حول أساليب تطبيق الشعائر قد أسس لخلافات أعمق وأبعد تأثيرا كانت كلها بفعل السلطة وتخطيط فقهائها, سميت فيما بعد مذاهبا وألصقت بأسماء لاعلاقة لها بها.
اذا ً هكذا دفنوا الحرية التي جاء بها القرآن وقدسها ودمروها . ثم يقفزون الآن كالقردة زاعقين ومطالبين بالحرية في الوقت الذي يفتكون فيه بكل من يخالف مفاهيمهم المعادية للحرية .
************

( يتبع )
الحرية في العلمانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاب كويتي «مبتور القدمين» يوثق رحلته للصلاة في المسجد


.. القبض على شاب هاجم أحد الأساقفة بسكين خلال الصلاة في كنيسة أ




.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب