الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول ما كتبه د. العبدولي في مقدمة كتاب إسلام الأكراد

ربحان رمضان

2014 / 1 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عثرت خلال وجودي في القاهرة على كتاب لفت نظري في مكتبة دار المعرفة بشارع طلعت حرب معنون ب : " إسلام الأكراد إنموذجا ً لإسلام الأقليات " الصادر عن دار الطليعة للطباعة والنشر ببيروت ورابطة العقلانيين العرب .
في مقدمة كتابه يشير إلى ان البعض يتصورون " الإسلام واحد" فيحاججهم بأن الإسلام ليس بواحد ، وأن لكل أثنية إسلامها الخاص .
و يشير هنا إلى أن الإسلام سماته عربية جغرافيا ً وسياسيا ً وثقافيا ً ، هذه السمات فرضت بحد السيف والعصبة الزائدة فقدرت القدرة على الآخرين باستبدادها ، وارتدوا عنها .. ويقصد بذلك إسلام الكرد ، ويستدل عليهم بقول الأتراك عنهم : " إن الأكراد مسلمون فقط فيما لو قورنوا بالمشركين " .ثم يشير إل أن الكرد فتحوا جروحا ً في الجديد أي الإسلام " أخاديد" سربوا من خلالها معتقداتهم القديمة ، مع بعض التعديلات ، فاستدرك وكتب قد يقال : عدلوها .
ثم يقارن قائلا : أليس للزردشتية حظ في فلسفة الصوفية ؟؟ أليست الإيزيدية صيغة ثنائية من زردشتية وإسلام ..
هنا يجب علي أن أتوقف لتبيان مغالطة الدكتور العبدولي في أن الصوفية ليست حكرا على الكرد وحدهم ، وهي منتشرة بين العرب كما هي منتشرة بين الكرد ، ففي مصر منتشرة انتشار النار بالهشيم ، وأن الإيزيدية التي يكتبها بشكل مغلوط "يزيدية" لا تشبه الزردشتية ولا صنوها في الفكر "الدين الإسلامي " حيث أنهما بشكل أو بآخر ثنائيتان ، خير وشر " الله ونقيضه " ، الإسلام آمن بالله الخالق ، وآمن بالشيطان عدو له .. بنفس طريقة الديانة الزردشتية التي آمنت بوجود إله للخير وإله للشر !!
كيف يمكن لشخص أن يعادي شخص إن لم يكن يساويه ؟؟
هذا بالطبع الذي ردت عليه الإيزيدية فقالوا : أن الله ، هو العلي القدير ، لانؤمن إلا بإله واحد ، بعكس الزردشتية والإسلام حيث يعتقد أتباعها بأن الشيطان غير موجود بالأساس .

الكاتب يتابع : وكذلك هي صيغة أهل الحق ، وما تشيّع الكرد ؟ أليس جنوحا ً نحو أصل قديم وتخلص من صبغة طارئة وافدة .. ؟ ويعني بها الإسلام .
وهنا أيضا َ يحق لي أن أتدخل لأقول أن الكرد لم يتشّيعوا ، الكرد المسلمون غالبيتهم من السنة – الشافعة وبعضهم من مريدي الشيخ الصوفي عبد القادر الكيلاني ، كان منهم صلاح الدين الأيوبي ، وشيخ الإسلام ابن تيمية في حين أن الإخوة الشيعة يطلق عليهم اسم الفيلية ، وطائفة الشبك وهم الموجودون في العراق، وأيضا طائفة العلي – إلهي يشكلون أقلية دينية في كردستان الشمالية الموجودة ضمن الحدود التركية وأن مجموع الشيعة مع العلويين " العلي إلهي " لايشكلوا إلا أقلية في المجتمع الكردستاني الذي يتجاوز الأربعين مليون كردي .

ثم يتابع الدكتور العبدولي قائلا : " .. فنقول أن التاريخ يخبرنا الكرد ُوظفوا ضد بعضهم البعض ، وأن الطائفة نحرت الأخرى لما تحالفت مع جماعة حاكمة باسم العصبية العربية ، أو العثمانية ، أو التركية الطورانية ، أو الفارسية ..
وهنا أيضا يقع الكاتب في مطب واضح لأن الكرد كانوا ومازالوا ثائرين على الأنظة المغتصبة لكردستان سواء في تركيا ، أو ايران ، أو في تركيا ، أو في سورية إلا من والى بعض الأنظمة كأفراد أو جماعات معدودة على أصابع اليد ، وليس عامة الكرد .
من جهة أخرى يصيب د. العبدولي فعلا ً في أنه ومنذ نصف قرن حتى الساعة مازال " العرب والفرس والأتراك " إن كان يقصد الأنظمة الحاكمة لهذه البلدان ، وبهذا كان يفترض أن يقول : مازالت أنظمة الاستبداد الحاكمة في أجزاء كردستان الأربعة يبيدون الكرد وكأنهم جسم غريب لا يستحق البقاء .

في فقرة لاحقة يستشـهد د.العبدولي بكاتب كردي يخاطب الناس قائلا َ: " الهيئات الإسلامية تبكي على المسلمين في العالم كمسلمي الفيلبين وهذا حق ، لكنها لا تذكر كردستان والأكراد الذين أبيدوا ، مع أن كردستان أقرب ، وهذا غير حق " .
ويتابع كاتبنا قائلا : أن الإسلام يعني بالنسبة للأكراد الترادف الحاصل بينه وبين العروبة ولذلك ظهرت صيغ بديلة ..
وهنا أيضا لابد أن أقول لكاتبنا ، ولقراء كتابه فيما بعد هذا صحيح من جهة وجهة نظر الكرد عن الترادف الحاصل لكن ومن جهة أخرى الكرد مسلمون بغالبيتهم ، وأن الذين ابتعدوا عن الدين والتدين نتيجة ممارسة سلطة الإسلام السياسي واعتبار أن كل مسلم عربي ، لم يبتدعوا عقائد جيدة ، ولم يعود المتدينون الكرد من المسلمين عن دينهم إلى عقائدهم ، ربما تمركسوا وجنحوا إلى الأحزاب القومية العلمانية على أمل أن يتحقق في ظل نظام علماني ما لم يحققه الإســلام السياسي ، لاســيما وأن " لينين" طور فكرة ماركس حول القومية بإضافته لجملة : ويأيتها الشعوب المضطهدة اتحدوا لشعار ماركس المعروف ، " يا عمال العالم اتحدوا .
أما العودة إلى عقائد دينية أخرى فهو غير موجود إلا إذا كان يعتبر الدكتور العبدولي طائفتي أهل الحق طائفة جديدة ، أو الدين الإيزيدي دين جديد وقد كان بالفعل هو الدين المتشر بين الكرد قبل وصول الإسلام إلى كردستان وهؤلاء لم يعودوا ، يعني لم يدنوا بالإسلام ويعودوا لدينهم وإنما تمسكوا بدينهم الأساسي خاصة وأن الإيزيدي الذي يترك دينه لايحق له العودة إليه مرة أخرى .
ثم أن مقارنة الدكتور عبدولي في سلبية تحرر العرب من الغرب والوقوع بشباك الغرب ، بتحرر الكرد واشتراطهم لتكوين " دولة معاصرة " بالتحرر من العرب والشعوب المتعايشين معها فهو يبتعد عن الطرح الكردي الذي لم يعتبر أن هناك احتلال واستعمار لكردستان بقدر ما أنه تقسيم بين أربعة دول تغتصبه أنظمة قمع وفساد ، ورغم التاريخ المشترك ، فإن أمل الكرد في تحقيق حلمهم أمل شرعي فيه حق ، وأوافقه في جملته الأخيرة التي كتبها قائلا : إن العدول يجب أن يكون نحو الذات ، بتأسيس الذات الغارقة بتاريخها ، المدركة هويتها ، أي أن على الكرد امتلاك الذات أولا وأخيرا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد


.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو




.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي