الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يعُد صالحاً للحياة إعلامٌ مُسيّر تُسيطر عليه نُخبٌ فاشلةٌ ومريضة

سامي الحجاج

2014 / 1 / 16
المجتمع المدني


لفت انتباهي ذات يوم ما قرأته في الويكيبيديا من ان الطاغية صدام حسين القي القبض عليه وهو يؤم المسلمين في صلاة العيد في احد جوامع سامراء!وقبل ان يُنشر هذا الخبر في الويكيبيديا تداوله قطيع واسع من الجهلة العربان،في حين ان صدام حسين نفسه اعترف في احد جلسات المحكمة وقالها بعظمة لسانه بأنه القي القبض عليه في (جحره )!!
في مقابلة مع احد الآرهابيين على قناة الفيحاء الفضائية التي وجهت له سؤال عمن جاء به الى العراق وهو ليبي الجنسية؟ اجاب بكل وضوح هو الاعلام العربي والقنوات الفضائية العربية كالجزيرة والعربية وغيرها...
هناك احصائية نشرتها احدى المواقع تشير بأن عدد الفلسطينيين الذي فخخوا اجسادهم بالعراق 1201 فلسطيني وعدد السعوديين الذين فخخوا اجسادهم بالعراق 300 سعودي وعدد السوريين 200 سوري وعدد اليمنيين الذين فخخوا اجسادهم بالعراق 250 يمني وعدد التونسيين 44 انتحاري وعدد المصريين 90 انتحاري وعدد الليبيين 40 انتحاري بينما قدمت قطر والامارات والبحرين 20 انتحاري.!!!
وما يجري الآن في العراق من معارك طاحنة وشرسة ضد الآرهاب يقودها الجيش العراقي الباسل ويصطف معه الشرفاء المخلصين من ابناء العراق في حين يقف الاعلام العربي بكل خبراءه وجلاوزته في الخندق الامامي للآرهابيين وما تعنيه هذه الوقفة من ان للمفخخة والاعلام العربي فوهة واحدة!!
ان هذه المعركة الحاسمة تعني الكثير لمن يقفون ضد تطور الشعوب وضد الديمقراطية ومصيرهم يرتبط بنتائج هذه المعركة التي تبشر بهزيمتهم وانكسارهم واقتلاع جذورهم الممتدة طويلا في قاع مستنقع الجهل والتخلف والضلالة
وهناك تجارب واحداث ومشاهدات كثيرة تدل على ان إعلامنا العربي لم يعد صالحا ألا لصناعة الموت والكراهية وتفاقم الأزمات، وللغو والهراء والتفاهات وترويج فتاوى القتل والعبث بعقول وعواطف الناس...في زمن تتسابق به دول العالم المتحضر على قيم التسامح والمحبة والسبق الآنساني الثقافي والمعلوماتي والتلاقح بين الثقافات العالمية المعاصرة
ان كل هذا الحقد والكراهية والقتل وكل هذه الدماء المراقه في العراق تتأتى من هؤلاء الذين استفحل في نفوسهم داء الخلافة!!
سأكتفي معكم بهذه الحكاية من فنلندا أيضاً،لكن السؤال لماذا فنلندا بالذات؟لأنني اعتقد أن الأعلام في فنلندا هو الأقل تلوثاً في العالم ولا أدري لماذا؟ ربما لنقاوة أجواء الضمير والتماسك الوطني !! وكذلك لأنني أرى ان التلوث في صحافتنا واعلامنا العربي لم يَشق طبقة الأوزون فحسب بل اخترق كل شئ ..كل شئ في الحياة اصبح وسخ وملوث بقدر معين..ليس الأعلام فحسب بل حتى الطبيعة والمحيطات والبحار وحتى الآسماك في البحر أكلت لحماً أرهابياً قذراً فتلوثت برائتها.. أما الصحافة والأعلام هي الأكثر تلوثاً من البيئة نفسها ومن كل شئ....
الحكاية أن الأزمة المالية العالمية المتفاقمة التي تستحكم حلقاتها يوم بعد اخر حول عالمنا هذا الذي يتأكل من خارجه ومن داخله ومن يمينه ومن شماله, هذه الآزمة التي سببت العجز في ميزانية الولايات المتحدة الآمريكية والتي دفعت بأتجاه تسريح 97% من كوادر اعظم واكبر وكالة فضاء في العالم وفي التاريخ (ناسا),هذه الازمة التي اجتاحت كل دول العالم فأفلست دول حالتها الآن خطيرة و تنذر بكارثة ودول اخرى اصبحت على حافة الآفلاس ودول اخرى تأثرت بالآزمة ومن هذه الدول فنلندا, فافلست فيها بنوك وشركات ومصانع لم تتوقع الآفلاس ذات يوم وسرحت موظفيها فكثرت حالة البطالة التي اصبحت ترهق ميزانية الدولة ..قبل اكثر من ثلاثة اشهر كانت الحكاية الاكثر تداولاً بين الناس ووسائل الاعلام وافراد الدولة هي (الآعانة الاجتماعية )التي تمنح للعاطلين عن العمل والجدير بالذكر ان حقيقة الأعانة الأجتماعية لا تجعلك تنحدر الى فقر حد الادقاع ولا تصلك الى غنى حد الأثراء,لكن الحديث الذي دار بين الناس عكس ذلك تماماً حيث رأى البعض فيها انها مبلغاً كبيراً يستوجب من الدوله ان تستقطعه او جزءاً منه وهذا الرأي لقى تأييد واسع النطاق بين الناس حتى اصبح المعجبيين به والمؤيديين له عدة ألاف على مواقع التواصل الآجتماعي .!!
لكن احد الصحفيين الفنلنديين وهو معروف بالغنى والثراء ولا احدا على الآطلاق يتوقع له ان يعيش ذات يوم على مخصصات الآعانة الآجتماعية,لآنه كما اسلفت غني ولديه دور واملاك ومشاريع تدر عليه ارباح طائلة. هذا الصحفي فاجأ الجميع بتجربة غريبة الاطور احدثت هزة في قناعات الجميع حين نشر مقالاً يذكر فيه ان موضوع الاعانة الآجتماعية كثر الاخذ والرد حولها فمن يقول انها تجعلك ثريا وتعيش مظاهر البذخ والترف ومنهم من يقول انها ليست كذلك فأردت ان اكتب عن هذا الموضوع ولكن الثقاة الذين اعتمد عليهم جعلوا قناعتي مشوشة فقلت لآجرب الآمر بنفسي واكتب عن تجربتي بصدق وواقعية وصادف ان احد الموظفين لدي وهو اعزب تمتع بأجازة وهو ينوي السفر ,يقول اتفقت معه ان استاجر منزله لمدة شهر واخذت معي مقدار الآعانة الآجتماعية لمدة شهر وكذلك ادواتي واشيائي الشخصية,يقول وضعت ميزانية يومية للطعام والشراب والمواصلات وامور النظافة وما الى ذلك من المستلزمات الضرورية في الحياة, في الاسبوع الثاني كان الجو لطيفاً جداً واكثر الجيران خرجوا يتشمسون فأحببت ان اتشمس فذهبت اشتري نوع من الدهان يدهنون فيه الفنلنديين اجسامهم قبل ان يستلقوا تحت الشمس يقول وجدت سعره غالياً واذا اشتريته ففي اليوم التالي لا اجد ما أأكل ..فعدلت وبألم عن تلك الآستلقاءة المحببة الى نفسي! ويذكر الكثير من الآحتياجات الضرورية التي مرت عليه ولا تسعها الآعانة الآجتماعية وكان اخرها في الآسبوع الرابع حيث دعاه احد اقاربه لحضور حفل زواج ابنته , اقاربه يعيش على بعد 200كم ويحتاج في حالة تلبية الدعوه الى تذكرة القطار ومستلزمات السفر التي تكلفه ميزانية اسبوع كامل تقريباً لذلك اعتذر عن تلبية الدعوه .. بعد تلك التجربة الصادقة خرج بعدة توصيات عرضها بكل صدق وامانة واخلاص للجميع...كم هو رائع ونبيل ذلك الآنسان الذي يتجرد من انانيته ومصالحه الذاتية والتكسب وحب الذات ويتمسك بضميره وانسانيته والقناعة التي توفرها له تجاربه الصادقة وغاياته المخلصة في الخير والعطاء واضعا مصلحة وطنه ومواطنيه في مقدمة أولوياته الحياتية.
ثمة فرق شاسع بين ان يكون الوطن والمواطن في خدمة الاعلام وبين ان يكون الاعلام في خدمة الوطن والمواطن ..!!
كان انـطـونـي دانـجـيـلـو يقول:-
أيـنـمـا ذهـبـت، وكـيـفـما كان الـطـقـس، فـاحـرص دائـمـا عـلـى أن تـصـطـحـب مـعـك ضـوء الـشـمـس الـخـاص بـك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا


.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين




.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب




.. الوضع الإنساني في غزة.. تحذيرات من قرب الكارثة وسط استمرار ا