الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمهات المؤمنين قراءة مغايرة 2-1

محمد حسين عبدالعزيز

2014 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أمهات المؤمنين – قراءة مغايرة
(1-2)
(صفية بنت حيي)
المصادر – راجع العدد الأول من السلسة
صــــ 286 ،287 ( من الكتاب الأصلي )

قراءة ولنراعي ما تحته خط
وسيقت نساء أم القموص سبايا ، وفي مقدمتهن (صفية) امراة كنانة ، وابنة عم لها ، يقودهما (بلال) مؤذن الرسول صوسلم .
ومر بهما بلال علي ساحة إمتلات بالقتلي من يهود ، فهمت صفية أن تصيح لكن الصيحة احتبست في حلقها لا تنطق.
واما ابنة عمها فأعولت صارخة ، وصكت وجهها ، وحثت التراب علي رأسها ... وجيء بهما إلي رسول الله صوسلم .
صفية في حزنها الصامت وجزعها المكبوت ، تحاول أن تتماسك في ترفع وكبرياء ، وما من أحد يعرف فيم كانت تفكر ، وان بدا انها تلوذ أمام القائد المنتصر بآخر ما كان لها من عزة في قومها .
والاخري شعثاء الشعر معفرة بالتراب ، ممزقة الثياب ، لا تكف عن عويل ونواح
قال صوسلم وهو يشيح بوجهه عنها :
" اغربوا عني هذه الشيطانة "

تذييل :
إستخدام التعبير سيقت يكشف لنا عن مدي إنحطاط الشخصية الفاعلة، وتدني التعامل مع الأسير بالعموم ، ومع المرأه بالخصوص، يحيلك استخدام اللفظ إلي تخيل قطيع ماشيه يٌساق بيد راعيه، مما يحطم فكرة مكانة المراه في الإسلام ويضرب شبهة تكريم الإسلام لها في مقتل. فلفظة السياقة حين تتعامل معها لغويا تكتشف انها لا تستخدم إلا في إطار من الجبر، الذل، القهر.
المرأة كيان فاقد الأهليه ليس له سوي أن يقاد ، الرجل هو الكيان المؤله المُخول له أن يفعل ويتصدر لكل شيء، مما يجعلك تتأكد من فكرة الذكورية في الإسلام والتي تتجلي بوضوح في كافة تعاليمه إلا أن تفصيل فحوي تللك الذكورية يستحق أن نتعاطي معه ببحث مستقل.
أما بخصوص بلال، ففي الأمر منشأ داخلي لا ينفك عن الطبيعة البشرية ورغبتها في التشفي والإنتقام خصوصا إن كانت طيلة حياتها مذلولة مرذولة لا يٌتعامل معها إلا بمنطق السخره والإذلال فما كان يفعله معه سيده امية بن خلف واضح ومعروف للجميع، والمشهد يخبرك ضمنيا برائحة التشفي والرغبه في الإنتصار للذات بصرف النظر عن ماهية تللك الذات وإن كانت هي الفاعله أم لا، فكل ما يعرفه بلاب ذلك العبد الأسود هي انها سيدة أبيه في عزة في قومها، وقد إرتبط مفهوم السيادة عنده بالحقد، الكره، البغضاء، فما لبث أن حانت الفرصه إلا وبدأ في إسترداد حاسبه.
مما يجعلنا نقف علي جدية وصدق تغيير الإسلام للبشر من داخلهم علي المستوي التصالح النفسي أو علي مستوي التعاطي مع الآخر المسيء في إختزال واضح بأن كل ما تم تغييره كان علي مستوي المظهر لا المخبر، بلسان المقال لا بلسان الحال .
إمعانا في الإذلال ورغبة في التشفي ، هو ان هذا العبد الأسود إختار عن قصد الطريق الذي إمتلأ بجثث القتلي من اهل صفية بنت حيي
ولك أن تتخيل عزيز القاريء, كيف لصاحبي جليل حاز علي لقب مؤذن الرسول ( لنا مع هذا اللقب تذييل سيأتي في حينه ) تفوح تصرفاته بالعنصريه والحقد والدفين ، ما هو موقفك وأنت مربوط بحبل في يداك تُجر بيد عبد أسود في أيامك الماضيه كان يرتعد منك خوفا, ومع كل خطوة تخطوها تجد الأرض ملئي برفيق أو صديق أو جار أو صاحب صلة أو ذي نسب, مقتول، مبتور، أو ميت. تخيل المشهد واترك لقريحتك العنان. ثم تسائل عن سماحة هذا الإسلام، عن حقوق الأسري فيه التي أفردت لها مجلدات، حقيقة تغيير الإسلام لأصحابه وتحويلهم من رعاة غنم لقادة أمم.
ضع تللك الإدعاءات جنبا بجنب مع النص المكتوب وإستنتج بنفسك .
أما موقف صفية بنت حيي فعليك قارئي العزيز أن تركز من الآن عن كل الكلمات المسطوره عنها لتتكشف بنفسك كم التناقض الرهيب في المواقف، التصرفات التي تنافي الطبيعة البشريه، مما يجعلك تقف بين أمرين كلاهما فادح المصاب ، الاول إنحطاط وتغول المرض النفسي في هؤلاء القوم، أو كذب وعوار مراجعنا التراثيه التي نقلت لنا أخبار مُحمد ، أو حتي عمي أو تجاهل -لا أدري- ناقلي هذه الكتب والذين لم تثتثيرهم حفيظة السياق ، ولم يسألوا أنفسهم عن كيفية إتساق تللك الاحداث مع بعضها، فضلا عن تصديرها لأجيال كاملة علي إنها سيرة عطرة لشخص هو خير خلق الله.
طبيعتها الراقيه وكونها زوجة لسيدين من سادة بني النضير, جعلها تتطبع بطبائع الملوك وعلي رأسهم الأنفه والإباء, مما جعلها تتكتم مشاعرها، أو لعله هول المفاجاة الذي قد صورته ولو للحظات علي إنه مجرد كابوس مزعج لن يلبث سوي أن يختفي، لكنه وللقدر التعس والزمان الشقي، حالت الأقدار دون ذلك وتولي سوقة القوم ودهمائهم الأمر وباتوا يتشفون ويأخذون بثأرهم القديم. فلم تنوح ولم تلطم خدها او تشق جيبها أو حتي تذرف دمعة ، علي عكس إبنة عمها والتي حالت طبيعتها البشريه علي أن تتخذ نفس النهج في التصرف, ودفعها هول المُصاب من أن تنوح وتولول وهي محقة في ذلك .
وما كان من محمد رسول الرحمه حين رأي حال ابنة عمها، إلا وأشاح بوجهه وظهرت عليه علامات الإستياء والغضب صارخا " أبعدوا عني هذه الشمطاء" ... وهنا نتوقف هنيهة ما الذي جعل محمد يجزع من تصرفات ابنة عم صفية, الكونها نافت نصا إسلاميا صريحا بتحريم العويل والنواح ؟؟ أم لكونه لم يكن يري في الأمر ما يسوئها لهذه الدرجة مما جعله يفهم تصرفها بانه تهويل لحقير أمر.
إن كانت الأولي فما ذنبها في ان تتعلم شريعة رجل دعي، قتل قومها، استولي علي كنوزهم، ساق نسائهم سبايا، ثم او ليست علس الشريعة اليهودية الغراء !!!!
وإن كانت الثانية فهو جهل جهول بأبسط طبائع البشر وهو التعبير عن إستيائهم ومشاعرهم المكبوته حيال أمر جلل سيحيلهم في غمضى عين من اعلي عليين إلي أسفل سافلين. مما يجعلنا نتسائل عن ماهية رسول للبشرية جمعاء يجهل أبسط مباديء الطبيعة البشرية!!

.... يتبع

المصادر كما هي مذكورة في النص الأصلي
تاريخ الطبري 3/95
السيرة 3/351
تاريخ الطبري 3/94
السيرة 3/350

الإصابة 8/126








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعتراف
بلبل عبد النهد ( 2014 / 1 / 16 - 22:22 )

أعترف بأنني قد أتتني رغبة فى إبادة اليهود جميعا ، أو علي الأقل إخراجهم من كامل بلاد العرب . فهؤلاء هم الخطر الحقيقي علي دعوتي ، حيث أنهم يعرفون جيدا الأكاذيب التي أنسج علي منوالها . لذلك فقد قلت لأتباعي : - من ظفرتم به من رجال اليهود فأقتلوه - وعند سماع هذا وثب محيصة بن مسعود علي ابن شيبينة و قتله وهو رجل طيب من تجار اليهود كان يبيع ملابس للمسلمين وذو علاقات جيدة بأغلبهم . ولكن الوغد محيصة نسي كل ذلك فى غمضة عين ووثب عليه وبيده خنجره وأغمده فى قلبه . وكان يشاهد ذلك رجل غير مسلم اسمه حويصلة أخذ يلوم محيصة علي فعلته . فقال محيصة لحويصلة : - والله لقد أمرني بالقتل مَن لو أمرني بقتلك أنت لضربتُ عنقك- فخاف حويصلة من القتل وأسلم


2 - الاسلام
بسيونى بسيونى ( 2014 / 1 / 16 - 22:54 )
ايانا كثيره ين اقرا فى تلك الكتب وضخامه التفصيلات واحيانا التناقض الشديد بين الروايات وكل تل التفاصيل الدقيقه اتسائل متى كتبت ومن استطاع ان يلم بكل تلك التفاصيل ولماذا الروايه الواحده لها اكثر من مصدر وكل مصدر يحكيها بطريقته الكاتب هنا لم يكتفى بالسرد والاضافه لكنه تقمص شخصيه المحلل ايضا

اخر الافلام

.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا


.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني




.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل




.. مجلس الشؤون الإسلامية في أمريكا: الرد القاسي على الاحتجاج ال