الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التسوية الشاملة، أم التسوية المُجَزءة؟ أم عقود أخرى من الحروب والتقهقر؟

فلورنس غزلان

2014 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


التسوية الشاملة..أم التسوية المُجَزَّءة؟ أم عقود أخرى من الحروب والتقهقر؟!

لم تعد القضية السورية إلا متلازمة لشقيقتها القضية الفلسطينية...وإن بدت أنها لاترتبط فيها...وما هذا اللاإرتباط إلا لذرالرماد في العيون..فما يُخَطط ويجري في كواليس السياسة الدولية وعلى رأسها بين " روسيا وأمريكا" إلا لإيجاد خريطة تعيد ترتيب المنطقة وتَقاسُم المصالح فيها ، فزيارات كيري ولقاءاته مع لافروف...سواء في باريس أو سويسرا.، ومن خلفها زيارات إسرائيل والسلطة الفلسطينية..لإعادة مياه التفاوض إلى مجراه المسدود والمأمول فتحه..كي تعبر القضيتان من خُرُم إبرة حل أمريكي / روسي يريح الطرفين أولاً ...وينهي ترتيب الخريطة المتفق على أطرها العامة...إن لم يكن النهائية ــ لكنهم يريدون الحصول على توقيعات الترضية النهائية للعناصر المشاغبة ، والتي يمكنها أن تعيق مسيرة رُعاة العالم الحديث " المريض"!..و زيارات "طريف إيران وظريفها إلى لبنان ولسوريا." كل ذلك يصب في رصف لُبنات المدماك الأول في صرح تقاسم النفوذ...وإن بدا اليوم ظاهرياً يجري دون إعطاء إيران لدورها الذي سعت جاهدة لبنائه والتعب على قيامه من خلال دعمها العسكري واللوجستي لنظام الأسد ، وحرصها مع حرص الأسد وروسيا على دعوة إيران لمؤتمر جنيف 2، خاصة بعد أن خسر النظام السوري ورقته الرابحة في الدفع باتجاه تضمين بنود البحث على طاولة جنيف نقطة تهم العالم أجمع " محاربة الإرهاب"!، وباعتباره الضحية الأولى لهذه الحرب!...لكن محاربة داعش في الأيام الأخيرة من قبل معارضين ـ وإن كانوا إسلاميين أقل خطراً من داعش وأكثر اعتدالاً ـ!.. لكن حربهم أدت إلى خسارة الأسد وداعميه ورقة "محاربة الإرهاب" سواء في يد بشار الأسد أم إيران وحزبها اللاهي، والتي لم تتم دعوتها بعد إصرار كيري على موافقتها على بنود جنيف2 والمتعلقة بإنشاء حكومة انتقالية تستبعد الأسد من مستقبل سوريا...لاندري إن كان الأمر نوع من أنواع المناورات الأمريكية، والتي تفاجؤنا دوماً بإنقلابات في تفسير التعابير أو في فهمها حسب المزاج الأوبامي المطاطي ــ، ونرى ذلك واضحاً من خلال تراجع في موقف حزب الله من خلال موافقته على إنشاء حكومة لبنانية، وتقليصه لبعض أعداده من سوريا، كما يبرز تراجع المالكي عن اتباعه لأسلوب بشار الأسد في منطقة الأنباروالفلوجة...بحجة محاربة داعش...ولا يأتي هذا عن عبث وعن موقف فردي، بل عن دفع إيراني ...لأن سيد المخططات هنا هي إيران...وهذا لايعني أن الدول العربية في المنطقة...قد كسبت..أي السعودية وقطر وتركيا...بل دور تركيا يظهر تراجعاً ملموساً...تجاه سوريا، بعد هزة وضعها الداخلي المتعلق بالفساد، وحساباتها لخطر الكتائب التي سمحت بعبورها لأرض سوريا، وماستسببه من أخطار داخلية عليها مستقبلاً، بدت معالمها تتوضح بتفجير الوضع أكثر من استقراره تركياً، أمامصر والسعودية، فهما خارج نطاق التأثير...بل التأثر والتبعية لمخططات كيري ــ لافروف، والدليل، موافقة السعودية أخيراً على مؤتمر جنيف2، ورضاها على موقف الإئتلاف بالذهاب.
كل ماأسلفنا هو مجرد قراءة لتسارع الأحداث وتلازمها...ويتعلق الأمر بخواتمها، التي ستطرح على الملأ أولى تباشيرها بقدر ماستلده الأم الجنيفيه الحامل بأكثر من مولود...ربما ستكون الولادة عسيرة بقدر ماهي مشوهة، لأن اللاعبيَن الأساسيين " المعارضة السورية، والنظام" يذهبان وفي نية كل منهما إفشال هذا المؤتمر...أو تمنيهم عليه أن يفشل...لأن نجاحه بكل الأحوال لن يكون كبيراً لأي منهما ولا نهائياً ...ولا زمن محدد له ، بل سيمتد لآجال وسيطول لشهور أو أعوام...وسنجد أنه سيترافق مع قضايا المنطقة برمتها...لأن إسرائيل لها حصتها الأهم دون حضورها الفعلي، وإيران كذلك...ولكل عرابهما...فمن عرابكما ياشعب سوريا وياشعب فلسطين؟!
فلورنس غزلان ــ باريس 20/1/2014 تسعة شهور مضى على اعتقال تغريد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية