الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل فعلا بالدستور العجلة تدور

على المحلاوى

2014 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لاشك ان هناك كثير من الناس قد ذهبو الى الاستفتاء ثقه بالفريق السيسى قبل ان يكون قناعه منهم
بما جاء بمشروع الدستور من مواد فهو والحق يقال كان استفتاء سياسيا قبل ان يكون دستوريا
ولكن هل ارقام من اشترك بهذه العملية وما اعلنت عنها اللجنة المشرفة على الاستفتاء تعبر يحق
عن الحجم الواقعى للموافقين على خريطة الطريق
لنا هنا عده ملاحظات عاى ذلك

(1) تجييش اجهزة الاعلام سواء المسموعة او المرئية أو المطبوعة وسواء منها الحكومية أو الخاصة
للمدح والثناء على المشروع وشرح محاسنة وانه لا يأتيه الباطل من امامة ولا من خلفة ووضع مقارنات
بينة وبين دستور 2012 وابراز محاسن الحديث وعيوب القديم
و ذلك بغياب شبه تام عن أجراء لقائت مع المعارضين لشرح وجه نظرهم ومعرفه اسباب اعتراضهم

(2)اطلاق الحملات الدعائية بالشوارع والميادين من رجال الاعمال والمتربحين من النظام
القديم بالمدن والقرى بكافة ربوع الجمهورية وذلك ليس قناعة بالدستور ولكن تشفيا بالتيار الأسلامى
وتقربا ونفاقا للسلطة القائمة

(3)القبض على من قام بوضع ملصقات تدعو للتصويت ب(لا) على مشروع الدستور فالنغمة
الوحيدة المرحب بها قول (نعم) واطلاق حملات التشهير والهجوم على كل معترض وكيل الاتهامات
له من العمالة والاخونة والطابور الخامس الخ بما يتنافى مع أبسط قواعد الديمقراطية
ونتذكرهنا تلك الحملة باستفتاء التمديد للرئيس المخلوع حسنى مبارك وهى حمله نعم مبارك

(4)تسخير كل اجهزه الدولة ومؤسساتها لتشجيع فريق( نعم) للدستور والزج برجال الدين بهذا الامر
سواء الأسلامى او المسيحى ممن يدورون بفلك السلطة القائمة رغم ان هذا الموضوع ليس
له علاقه بالدين كما صدع المنادين بالمدنية أدمغتنا بذلك ولكنهم غضو الطرف عن هذا طالما انهم
يدورون بفلكهم اما من اعترض من رجال الدين فهم المارقون الخارجون عن المله فيتم توجيه الاعلام
للنيل منهم بشتى الطرق سواء الصادقة منها او الكاذبة ولماذا كل هذا لان قول (نعم) من النعم كما قال
احد رجال الدين الاقباط ولان من قال (نعم) فأن الله معه كما قال الشيخ على جمعه

(5) عدم وضوح الرؤية بحاله قول (لا) لهذا المشروع امام الناس وعدم معرفه الى اين نتجه عند هذه
الحالة ولذلك ذهب (البعض) لقول (نعم) (علشان البلد تمشى) و(بالدستور العجلة تدور) فلماذا اقول (لا)
ان كانت (نعم) تؤدى الى دوران العجلة

(6) قرن القائمين على الحكم قول( نعم) بالموافقة على ما قامو به ضد الرئيس السابق محمد مرسى رغم
ان هذا امر يتعلق بمواد دستوريه ورسم للمستقبل ولا يجوز الربط بينهم فذهب البعض للموافقة وقول
( نعم) للان أذا كانت(لا) فهو اذن معترض على ما قام به الفريق السيسى

(7) انتشار شائعة ان من لن يذهب للتصويت سوف بغرم خمسمائة جنيه جعل كثير من الطبقة
الفقيرة تذهب للتصويت ليس عن قناعه او فهم ولكن خوفا من الغرامة وهذا حدث بكثره
بالقرى وبين عامه البسطاء من الشعب

(8) استخدام مكبرات الصوت بالجوامع لحث الناس للخروج للتصويت (بنعم) بالقرى ومكبرات
الصوت المحمولة على السيارات لقول (نعم) وان ذلك يؤدى الى ازدهار مصر وان الخير الوفير
سوف ينهمر جزافا وقول (لا) يؤدى الى انتصار الجماعة الارهابية وسوف يحل الخراب على البلد
وينعدم الاستقرار اما قول (نعم) يؤمن مستقبل اولادكم

(9) محاوله التخويف و شيطنه التيارات الآسلاميه في محاوله لحشد المؤيدين واصطفافهم
بخندق واحد ضد المعارضين تأيدا للقائمين على الحكم ويتجلى هذا التايد بقول (نعم) لمشروع
الدستور بغض النظر عن محتوى هذه الوثيقة (فطالما ان الفريق السيسى موافق عليه يكفني هذا)

(10)استخدام مكبرات الصوت لبث الآغاني الوطنية والمؤيدة و الممجدة للجيش والداعمة لقول
(نعم) واشاعه جو حماسى احتفالى ونقلها عبر الفضائيات بجو أبعد ما يكون عن توفير جو من الهدوء
يتيح للمواطن ان يدلى برأيه بحريه ونزاهة دون خضوعه لآية مؤثرات

- وهناك الكثير الذى يقال بهذا الشأن مما يؤكد ان هذا الاستفتاء قد جرى بجو أبعد ما يكون
عن الديمقراطية طالما تغنى بها العلمانيين
ونؤكد انه لولا استخدام هذه المؤثرات والسابق ذكرها و غيرها مما لم تذكر لانخفض عدد
من أيدو الدستور الجديد بل لانخفض عدد من ذهب للتصويت اصلا
و رغم ذلك نستنتج من هذا الاستفتاء عده نقاط


(أ) قاطع التيار الاسلامى بجميع طوائفه هذا الاستفتاء بما فيهم اغلب السلفيين وبذلك فشلت
محاولات شق الصف بين التيارات الأسلامية المختلفة بل على العكس ادت الاحداث الماضية
وحملات القمع المبالغ فيها المتخذة من قبل السلطة الحالية المشكلة من العالمانيين بالتعاون
مع المؤسسة العسكرية لمحاوله للقضاء على تيارات الاسلام السياسى ادى ذلك الى تخندق
تلك التيارات بخندق واحد بمحاوله لصد تلك الهجمة الشرسة
ولم تفلح محاولات تجميل الصورة بضم حزب النور الى المشهد لتجميل الشكل العام
سواء بالداخل او الخارج وهو الاهم

(ب)والاشكالية الكبرى والاخطر بتلك النتائج وما اسفر عنها هذا الاستفتاء عزوف اغلب
الشباب عن المشاركة وخاصة الفئه العمرية الصغيرة من الجامعيين وما فوقهم مما يدل على
رفضهم واحتجاجهم لما يحدث على الساحة السياسية ولم يقتنع احد منهم بالأساليب
المستخدمة لحشدهم مما يدل على ان هناك جيل جديد مختلف تماما عن الاجيال القديمة
وهو يشعر بأحباط من اساليب مرحله الستينيات التى لم تعد تصلح مع جيل متعلم و
منفتح على العالم وسوف يكون مشكله كبيره وشوكه بحلق المخطط و المنفذ لخريطة
الطريق من الكهول ذوى التفكير بالطرق القديمة

(ت) اغلب من شارك كان من كبار السن الذين ينشدون الاستقرار بأية وسيلة حتى
لو بأحضان الدكتاتورية وما الجديد بذلك وقد تربو علية و أيضا النساء والفئات الاقل
نصيبا من التعليم

(ج) استخدم التيار المدنى والمؤسسة العسكرية لتمرير الدستور نفس الاساليب المستخدمة
من قبل التيار الدينى لتمرير دستور 2012 بل فاقهم بكثير بمحاوله للتأثير
على المواطنين لحشد اكبر كتله تصوتيه وتلك الاساليب لا تستخدم الا بالدول
المتخلفة و مبررهم ان الغاية تبرر الوسيلة


مما سبق نخلص وللآسف الشديد أن المجتمع منقسم انقساما حادا وبصوره
اقرب للمناصفة مما يؤدى الى ضبابيه الموقف بالمرحلة المقبلة ورغم الموافقة
على هذا الدستور فأن الايام القادمة حبلى بالأحداث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا