الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألمعية قائد ومطالب شعب

فؤاد حمه خورشيد

2014 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


حول زيارة الرئيس مسعود البارزاني لأوربا وإلقائه خطابا في البرلمان الأوربي


ألمعية قائد ومطالب شعب

البروفسور الدكتور
فؤاد حمه خورشيد



الألمعية السياسية لا تليق بكل إنسان لخصوصيتها الذاتية.فهي ليست صفة وراثية، ولا صفة طارئة أو مكتسبة ، بل هي سلوك نابع من الضمير والوجدان والإيمان بالمبادئ التي صورتها ممارساته اليومية والميدانية في العمل القيادي والسياسي والإداري . صحيح ان الرئيس مسعود البارزاني ، لدينا ، هو وريث الشرعية التاريخية للقيادة الكوردية ، لكن ألمعيته القيادية اليوم في الميدان العسكري والسياسي والإداري، محليا وإقليميا ودوليا ، نابعة من سلوكه الذاتي ، وسجيته الأخلاقية الراقية وتاريخه وتجاربه النضالية التي انعكست نلها في قيادته السليمة والحكيمة للثورة الكوردية ، وفي ممارساته الأمينة والمخلصة لرئاسة الإقليم التي حظيت بقبول واستحسان غالبية سكان إقليم كوردستان والتي كان لها انعكاساتها الإقليمية والدولية على حد سواء.

اليوم ، لم يعد الرئيس مسعود البارزاني زعيما لحزب كوردي وحسب ، ولا رئيسا لإقليم فدرالي ، ولا شريكا فاعلا في حكم العراق لتمثيله الشعب الثاني في هذه الدولة، بل هو فوق كل ذلك قطب من أقطاب السلام والتوازن في المنطقة، وعامل من عوامل حل عقدها ومشاكلها الجيوبولتيكية المستعصية ، عراقية كانت ، أم اقليمة ( شرق أوسطية) بدلالة تحول اربيل ، عاصمة الإقليم، الى محطة للدبلوماسية النشطة كلما عصفت مشكلة بالعراق او بإحدى دول الجوار الجغرافي للإقليم، وهذا يعني ، حتما، ان المقترحات والتوصيات والحلول حول تلك المشكلات لا تصح من دون مشورة ولمسات صاحب الرأي السديد واللامع الرئيس مسعود البارزاني.

ان هذا الاعتبار ، أو هذه الكارزمة ، او هذا الوزن الجيوبولتيكي الذي يصاحب شخص الرئيس مسعود البارزاني لم يأتي اعتباطا ، ولم يفرضه احد، بل هو واقع فرضته سلوكيته الواقعية في فرض الحلول ، وزعامته المتزنة ، ومرونته في معالجة الاحداث الطارئة والمفاجئة ، ووضوح رؤاه ومخططاته ، وترويه في حصاد النتائج ، في وقت تعيش فيه كوردستان ، الآمنة والمستقرة ، وسط بيئة جيوبولتيكية تعج بالمشاكل والصراعات. فسياسة الرئيس مسعود البارزاني داخل الإقليم هي رسالة محبة وسلام وبناء ورخاء واستقرار: وهي في العراق مسمار أمان للوحدة الوطنية وثباتها، رغم الاستفزازات التي تمارسها بغداد ضد الإقليم ، وتهربها من تنفيذ المادة الدستورية المتعلقة بالمناطق الكوردستانية خارج الإقليم. أما سياسته مع دول الجوار الجغرافي فهي اكثر إشراقا ووضوحا، فسياسته رفضت التدخل في شئون تلك الدول مثلما رفض تدخلها في شئون الإقليم، وهي السياسة التي أثمرت عن نتائج ايجابية مع كل من ايران وتركيا على حد سواء، ولعلها مع تركيا كانت اكثر وضوحا وصرامة، رغم الحشود والتهديد بالاجتياح والتي واجهها ، في حينه ، بصبره المعهود، وترويه وإصراره على ان الحل الأمثل للمشكلة الكوردية في تركيا يكمن في الحوار ونبذ سياسة العنف والحرب, باعتبار ان المباحثات والمفاوضات والدبلوماسية هي سمة العصر لنيل الحقوق والمطالب القومية ، فضلا عن امتناعه عن التدخل في الشأن السوري مع إصراره على ضرورة ان تضمن حقوق الكورد في سوريا وفق الأسلوب الذي يختاره كورد سوريا أنفسهم هناك.

هذه السياسات، المقبولة محليا وإقليميا ودوليا ، هي التي زادت من بريق والمعية الرئيس مسعود البارزاني في المحافل الدولية والإقليمية على حد سواء ، ولهذه الاعتبارات أضحى الرئيس مسعود البارزاني ضيفا مرحبا به في كل مكان و محفل دولي ولقاء، مع ذلك يجب ان نعلم ان الرئيس ليس طليقا في اخذ المطالب، بل هو حتما ،سيواجه في عرضها ضغوطا كبيره عراقية او إقليمية او دولية ، مباشرة او غير مباشرة ، لتداخل المصالح وارتباطاتها المعقدة. صحيح ال العديد من السفراء ووزراء الخارج ونواب رؤساء العديد من الدول يزورون كوردستان ويلتقون بالرئيس ، وبخاصة في أوقات الأزمات، تعبيرا عن دوره وأهميته ، الا ان تلك الزيارات لا تخلو هي الأخرى من ضغوط معينة باتجاه تخفيف المطالب او تعديلها او تأجيلها ، لان الدبلوماسية المرنة تتطلب ذلك وبدونها تتعقد الامور ولا تحل .ولما كان إقليم كوردستان يشكل ، بنظر المراقبين ، مجالا حيويا لانطلاق التوجهات الديمقراطية والإصلاحية والتنموية والأمنية باتجاه المحيط الجيوبولتيكي الملتهب، وغير المستقر ، المحيط به ، فهو يحتاج الى توازنات في سياساته وحساباته ومفاوضاته وحواراته الدبلوماسية كذلك.وهو ما ينسجم وسياسة العلاقات الدولية الناضجة، والأمن الإقليمي والدولي الذي لا تشذ عنه كوردستان أيضا.

في خضم التداعيات الأمنية المتردية في العراق ، وتأزيم بغداد لعلاقاتها مع الإقليم، والوضع الخطير في سوريا والسعي لعقد مؤتمر جنيف 2، و حلحلة الملف النووي الإيراني ، ومخاوف الولايات المتحدة الأمريكية من تدهور وتعقد الوضع الشرق- أوسطي اكثر، أتت دعوة الرئيس مسعود البارزاني لزيارة بعض الدول الأوربية وإلقاء خطاب باسم الأمة الكوردية وبدعوة رسمية من لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوربي في بروكسل، للاستئناس بآرائه السديدة ، والاستماع منه لمطالب الشعب الكوردي ومشكلاته مع بغداد. فهذه الزيارة مثل سابقاتها سوف لن تكون كلها مفروشة بالورود، بل هي بحاجة على الدوام الى تذكير وإصرار لدى كل الأطراف ذات العلاقة بملف كوردستان. ففي خطابه أمام البرلمان الأوربي ذكرهم بسياسة الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الكوردي من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة والى تبني الإقليم لسياسة التسامح والديمقراطية والأعمار و الأمن ، وفي نفس الوقت كرر مطالبته إياهم بالتعاون مع حقوق الشعب الكوردي ودعمه ومساندته.

نتوقع ان يكون جدول أعمال الرئيس مسعود البارزاني هذه المرة مع قادة الاتحاد الأوربي، علنا أو خلف الكواليس، ، حافلا بالموضوعات التي تشغل بال الشارع الكوردستاني منذ فترة، ليست بالقصيرة ، أبرزها تهرب حكومة بغداد عن تنفيذ المادة 140 الدستورية ، ورواتب البيشمه ركة وتسليحهم من حصة سلاح الجيش العراقي ، وقانون النفط ونفط كوردستان ، والأمن في العراق والمنطقة ، وموضوع الانتخابات، وعلاقات بغداد مع المكون السني المهمش، وكذلك وضع الكورد في غرب كوردستان، فلكل هذه المشكلات حلول ووجهات نظر مقنعة عند الرئيس مسعود البارزاني ، سيعرضها ويناقشها مع الأطراف المضيفة، قد يكون جدول الأعمال هذا حافلا، لكن ثقة الشعب الكوردي بقيادة والمعية ومبدئية الرئيس مسعود البارزاني لا تزال عالية ومطمئنة، لان الرئيس سيذهب وهو مؤتمن على أمانة ثقلها ثقل الأمة الكوردية ، ووزنها وزن كوردستان برمتها، فهو ليس رجل الأزمات الصعبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس


.. بعد 200 يوم.. كتائب القسام: إسرائيل لم تقض على مقاتلينا في غ




.. -طريق التنمية-.. خطة أنقرة للربط بين الخليج العربي وأوروبا ع


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: حزب الله هو الأقوى عسكريا لأنه م




.. مجددا .. حماس تحاول تحريض الشارع الأردني |#غرفة_الأخبار