الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدمير دمشق في الفكر المسيحي الصهيوني

جعفر هادي حسن

2014 / 1 / 24
الارهاب, الحرب والسلام



من المعروف أن الفكر الديني المسيحي الصهيوني، يعتمد كثيرا على نبوءات الكتاب المقدس(العهد ين القديم والجديد)، بل إن أفكاره الرئيسة وضعت أصلا على هذا الأساس، ومنها دعم إسرائيل والدفاع عن سياستها والمساهمة في تنفيذ مشاريعها وتحقيق أجندتها،ومحاربة أعدائها. ومن وجهة نظرهؤلاء، أن بعض هذه النبوءات قد تحقق،بينما البعض الآخر في طريقه إلى التحقق ، قبل أن يظهر المسيح عيسى مرة أخرى طبقا لخطة إلهية كما يقولون،والتي عرضوها ويعرضونها في مئات من مؤلفاتهم التي بيع من بعضها الملايين،مثل بعض كتب "هال لندسي" ،و"تم لاهي". وهم يرون في بعض الاحداث المهمة التي حدثت، مثل الحادي عشر من سبتمبر وتسونامي أندنوسيا واحتلال العراق وأفغانستان وغيرها، أنها جزء من هذه الخطة الإلهية.
وعندما حدثت الإنتفاضات في العالم العربي، وجدوا فيها تحقيقا لبعض هذه النبوءات، وانها تحدث ضمن الخطة المذكورة، ولكن ما أفرحهم أكثر وزاد من ثقتهم وبشروا به أتباعهم، هو ما يحدث في سوريا،لأن نبوءة في سفر إشعيا، تتعلق بدمشق قد وردت في 17-1 منه بالنص التالي
قول (نبوءة) على دمشق
ها إن دمشق تُزال من بين المدن، فتكون ركاما من الأنقاض
وهم يؤكدون أن هذه النبوءة تشير إلى مايحدث في يومنا هذا، وأن هذه النبوءة ستتحقق، وأن دمشق ستدمر بل وتفنى وتصبح ركاما، كما ورد على لسان النبي اشعيا ،وهم يزفون البشرى لأتباعهم بذلك ويطلبون منهم متابعة المعارك في سوريا، والإهتمام بها، والتفاعل معها، ولذلك هناك حصة كبيرة لأخبارهذه المعارك، التي تدور في سوريا في وسائل إعلامهم ومواقعهم الإلكترونية، التي تعد بالمئات في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها. .وهم لايهتمون فيمن يأتي بعد بشار الأسد من إسلاميين وسلفيين أو تكفيريين أو غيرهم، إذ أن المهم عندهم هو تحقيق هذه النبوءة بأي ثمن، وإثبات أن نبوءات الكتاب المقدس تتحقق، لتكون لهم مصداقية أمام أتباعهم. ومنذ أن بدأت الأحداث في سوريا، أخذوا يمارسون الضغط -عن طريق الكونغرس وغيره من المؤسسات الأخرى- على إدارة الولايات المتحدة، للتدخل في الحرب الدائرة ومساعدة المعارضة بالسلاح، بل إن هؤلاء يحرضون إسرائيل على ضرب سوريا ودمشق خاصة، وربما كانت الغارات الإسرائيلية المتكررة منذ بدء المعارك ،استجابة لذلك التحريض، مع غض النظر عما تعطيه إسرائيل من تبريرات.وقد صدرت رواية في العام الماضي، في الولايات المتحدة الأمريكية،تتعلق بهذا الموضوع بعنوان "دمشق العد التنازلي ل" يوئيل روزنبرغ" يصل عدد صفحاتها إلى مايقرب من خمسمائة صفحة، وفصولها أكثر من خمسين فصلا.وفيها تفاصيل ليس عما يحدث لسوريا بل لإيران وإسرائيل أيضا حيث يستعمل السلاح الذري. ويذكر المؤلف أن أحد أعضاء الكونغرس المهمين،طلب الإجتماع به ، وهو اعتقد أن موضوع اللقاء سيكون عن احتمال ضرب إسرائيل لإيران،ولكنه كما يقول تفاجأ بأن سأله عضو الكونغرس عن طبيعة نبوءة اشعيا، التي تتعلق بدمشق، ويقول المؤلف إنهما تحدثنا لفترة ساعة عن الاحتمالات التي قد تحدث في ضوء الأحداث في الشرق الأوسط .ولاهتمام المؤلف بهذا الموضوع فإن له موقعا خاصا بسوريا والتطورات التي تمر بها، وهو يقول إنه يتابع الأحداث في سوريا عن قرب. وهذه الرواية هي آخر رواياته،وكل رواياته أو أغلبها هي عن النبوءات التي جاءت في الكتاب المقدس فيما يفترض أنه يخص عصرنا.ويرى مسيحيون كثيرون، ممن يرفضون تفسير هذه النبوءات بالطريقة التي ينهجها المسيحيون الصهيونيون،-ويوجد بعض هذا على مواقع في الإنترنت- إن النبوءة على دمشق، هي حدث كان قد حدث،إذ أن هذه المدينة كانت قد هوجمت في الماضي من قبل الملك الأشوري، تغلت فلسر الثالث وهزمت حيث أزال الدولة الآرامية فيها حدود 732قم (وهي الفترة التي قضى فيها أيضا على السامرة(إسرائيل) ) ، كما هو مسجل في حولياتهم. وعليه- يقول هؤلاء- يكون حديث النبي اشعيا عن حدث قد وقع وليس عن حدث سيقع . ولكن المسيحيين الصهيونيين يرفضون هذا الرأي بإصرار ،ويقولون إن دمشق لم تدمر بشكل كامل في تلك الفترة، ولذلك تكون النبوءة للحاضر والمستقبل، وليس للماضي، إذ أن هذه النبوءة تؤكد كما يقولون،على تدميرها بالكامل ،حيث تصبح أثرا بعد عين ،بل ولاتصلح للسكن مرة أخرى.وهذا النقاش يدور اليوم على بعض مواقع الإنترنت .وهناك قضية أخرى يناقشها هؤلاء في هذا السياق،وهي وسيلة التدمير وطرقه، لأن طبيعة التدمير لم تذكر ولم يشر إليها في النص التوراتي .ومن وسائل التدمير التي يناقشونها، فكرة احتمال استعمال السلاح النووي ،ويقولون إن من عنده القدرة والإمكانية والجرأة لذلك والذي له المصلحة، هم الإسرائيليون. ثم أخذوا يناقشون تفصيلات هذا الموضوع حول ما إذا كان ذلك بالقاء قنبلة كبيرة واحدة، أو عدد من القنابل الذرية الصغيرة. وهم يريدون في حالة حدوث هذا الأمر، أن يكون الإنفجار على الأرض، وليس في الجو كما في حالة هيروشيما ونكازاكي ، حيث تأهلت المدينتان بعد ذلك كما هو معروف. إذ الهدف من التدمير هو أن تصبح دمشق-المدينة التي تعتبر من أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان-غير قابلة للسكنى مرة اخرى، طبقا لما يفهمونه من النبوءة ،وكما يريدونها أن تكون. وليس من الغريب أن لايفكر هؤلاء،بالعدد الهائل من الناس الذين يموتون، ولا بالأذى الذي يصيب من يبقى على قيد الحياة،ولا لما يحدث للبيئة من تدمير إذا تحقق مايريدون،فهذه المسائل بالنسبة لهم تفصيلات صغيرة هامشية، ليست بذات أهمية أمام تحقيق النبوءة ،ولذلك لاتذكر في نقاشاتهم هذه سوى قولهم أنهم يأسفون لما يحدث للناس والبيئة.ولا أدل على ذلك من قول هال لندسي-أحد أشهر منظريهم- "إن تدمير دمشق لايعني نهاية البشر الآخرين، ولكنه يقرب العالم من المواجهة(الأرمغدون)".وطبقا لهذا الواقع فإن العالم اليوم لا يواجه خطر التكفيريين والظلاميين حسب ،بل يواجه خطر هؤلاء وأفكارهم التدميرية،وهؤلاء مثل أولئك تماما يدمرون ويقتلون باسم الدين وهو منهم براء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تقتل 3 عناصر من -حزب الله- في جنوب لبنان


.. عملية -نور شمس-.. إسرائيل تعلن قتل 10 فلسطينيين




.. تباعد في المفاوضات.. مفاوضات «هدنة غزة» إلى «مصير مجهول»


.. رفح تترقب الاجتياح البري.. -أين المفر؟-




.. قصف الاحتلال منزلا في حي السلام شرق رفح