الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر ليست شقة مفروشة

سامي حرك

2014 / 1 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


أغلبية "الأمة", وأقلية "الجالية"
يتحفظ بعض الكُتاب في إستخدام مصطلح "الأمة المصرية", وكأنه يجد حرجًا في نفسه من أن يتسبب له ذلك في مشكلة أو سوء فهم من قُرائه معتادي الحديث عن الأمتين "العربية" و"الإسلامية", ناهيك عن تجنبها بين قُراء "ماركس" رافضي "الأُممية"!
الأمة في القُرآن الكريم, هي الجماعة الكبيرة, أُمة الطير, أُمة النمل, أُمة من الناس ... إلخ.
أما الأمة في السياسة الحديثة, فلها مُحَّدَدات تُضاف إلى الجماعة الكبيرة, حيث الأُمة:
هي جماعة بشرية كبيرة بينها مُشترك ثقافي!
أُمة المسيح, متعددة العرق واللون والجغرافيا, لاااكن, مشتركة في ثقافتها المسيحية, وكذلك أُمة الإسلام, وأُمة بوذا, والأُمة الهندوكية, بل والأمة الماركسية ... إلخ.
الأمة بمشتركها الثقافي, تتخطى حدود الزمان والمكان, لاااكن, تقبل أن تتخللها عضويات من أُمم شتى! فالأمة الأمريكية بينها عضويات من أُمم ماركس وماو وكاسترو, وموسى والمسيح ومحمد وبوذا, بطبيعة الحال!
تعبير الأمة المصرية, يشمل المصريين الأوائل ساكني الكنانة قبل خمسة وثلاثين ألف سنة, عبر كل المراحل والعصور, وصولاً إلى المصريين الحاليين من سكان الوطن المصري, وكذلك حاملي الجنسية الأسترالية والكندية والسويسرية, وغير ذلك من مَهاجر المصريين!
ما يفعله "حُراس الهوية المصرية", في كل موقع, هو تقديم وتبسيط مبادئ القواسم الثقافية المشتركة بين المصريين, عبر الأزمان والأوطان, وعبر الحُقب والأماكن!
تواصل وإمتداد أُمة المصريين, لغة وأخلاق وتاريخ وفنون وعادات ومزاج عام, حقيقة أثرية وعلمية, مجرد عرضها يكشف مؤَامرات التعامل مع تاريخ مصر كما لو كان تاريخ شقة مفروشة, سكنها أقوام غابرون ثم غادروا إلى غير رجعة!
نظرية الشقة المفروشة في كتابة تاريخ مصر, هي بالتأكيد مؤامرة من كارهي مصر, وعلى رأس قائمتهم كُتاب الإسرائيليات القُدامى, وكثير من شارحيها ومفسريها المُحدثين, ومن العار أن تتردد أكاذيبهم تلك بين المصريين!
للأسف يستمر كثير من المتعلمين المصريين في ترديد الإسرائيليات, بفهم قاصر, ظنًا أن ذلك من الدين, وهم بذلك واهمون مخطئون, رغم هذا نستمر في وصفهم بالمصريين, طالما إستمرت معهم صفات المشترك الثقافي المصري, فهي الصفة الغالبة وإن لم يعلمون!
الجالية: هي فئة صغيرة, تمثل دائمًا الأقلية في مجتمع ما.
يحلو للبعض وصف حال المصريين بالجالية, كلما غلبت صفات الأمم المتداخلة مع مشتركات الأمة المصرية, ثم لا تلبث حادثات الزمن أن تُظهر في المصريين أجمل وأرقى الصفات من تلك المشتركات الموروثة, جيلاً بعد جيل!
رغم قدرهم ومكانتهم في قلبي, أقبل فقه "الأغلبية" عند "وائل نوارة" و"أحمد عاشور", وأرفض فقه "الجالية" عند "بيومي قنديل" و"طلعت رضوان"!
ما حدث من المصريين في حرب أكتوبر, وفي ثورات "تسعتاشر" و"حداشر" و"تلتاشر", ليس إلا تجليات لبعض المشترك الثقافي الإيجابي بين الأمة المصرية, أُمة عظيمة في إنجازها, منتجة للقيم في أرضها, وفي المهاجر, بل بين جماهير عشاقها والمخلصين لها في كل مكان, من كل عرق وكل جنس وكل دين!
الأمة المصرية, كالفرق الرياضية الكبيرة, تَبنى تاريخها وسمعتها بإخلاص وعشق الأبناء والأعضاء والجماهير العريضة!
أحب أن يكون تعامل الكتاب المصريين مع "الأمة المصرية" متناسبًا مع إنجازها التأسيسي الحضاري الكبير, ولو كما يتعاملون مع فريق البرازيل الكروي, بتاريخه وإنجازاته وشهرته وشعبيته الكاسحة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو