الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هيا بنا نقضي على الإسلام
عبد المجيد إسماعيل الشهاوي
2014 / 1 / 26دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
يحمل البعض الثقافة الإسلامية مسؤولية رئيسية عن مآل التخلف وانعدام الحريات والديمقراطية وسط الشعوب العربية ذات الأغلبية المسلمة عبر المنطقة. في الوقت نفسه، من الثابت تاريخياً أنه باستثناء بضعة عقود قليلة خلال العهد النبوي ثم الخلافة الراشدة لم تتبوأ أبداً المؤسسات الدينية المنتجة لهذه الثقافة مواقع السيطرة والنفوذ وصنع القرار الأولية في أي من مواطنها. على العكس، منذ تأسيس الخلافة الأموية على يد معاوية بن أبي سفيان وتوريثها لأبنائه من بعده، لم تتمتع المؤسسات الدينية الإسلامية بأي استقلالية تذكر وقد بقيت- حتى اليوم- تعيش في علاقة تبعية وتبادل منافع مهينة مع بيوت الحكم والمال، التي كانت ولا تزال صاحب القرار الأول دون منازع. رغم علاقة التحالف الواضحة فيما بين آل سعود وآل عبد الوهاب التي قد تأسست عليها الدولة السعودية الحالية، لا جدال في أن قرار الحكم والثروة الأول، وربما الأخير أيضاً، هو بيد آل سعود، باعتبارهم الممثلون لبيت الحكم.
هل من الإنصاف، إذا كانت لم تتولى موقع المسؤولية الأول يوماً، أن تتحمل المؤسسة الدينية المسؤولية الأولى عن النتيجة الكلية في النهاية؟
من واقع التجربة الشخصية، كنت دائماً أتساءل عن سر الاختلاف بمضمون خطبة الجمعة بمسجد قريتي الصغيرة والمساجد الكبرى بالأحياء الراقية بالقاهرة؛ كنت أتأمل وجوه وانفعالات المصلين هنا وهناك. ثمة اختلاف أكيد وعميق، رغم كون الإسلام واحداً. فيما بعد أدركت أن باستطاعة متغيرات اقتصادية وسياسية واجتماعية وتعليمية معينة أن تحدث اختلافاً جوهرياً، حتى في ظل الإسلام ذاته. وجميع هذه المتغيرات هي في المقام الأول بيد رجل الحكم، لا رجل الدين.
لا جدال في كون الثقافة الإسلامية شديدة البداءة والتخلف والعنصرية والإجرام بمعايير العصر الحاضر. رغم ذلك، هل مجرد القضاء عليها سوف يؤدي تلقائياً إلى القضاء على هذه البداءة والتخلف والعنصرية والإجرام وسط القرى والأحياء الشعبية الفقيرة والأمية؟ هب أننا استيقظنا غداً وقد مسحت من أذهاننا جميعاً أي فكرة عن الإسلام أو الثقافة الإسلامية، هل يكفي ذلك في حد ذاته لأن يرتقي بقريتي المتخلفة إلى مصاف حي الزمالك أو المهندسين أو مصر الجديدة على مستوى المرافق العامة والتعليم والرعاية الصحية والدخل الوظيفي وقبول الآخر والتعايش السلمي وفهم الديمقراطية؟
في الحقيقة، صفات البداءة والتخلف والعنصرية والإجرام ليست حكراً على الثقافة الدينية الإسلامية. هي موجودة بالفعل ومنتشرة حتى بنسب أكثر حيثما وجد الفقر والجهل بكثرة سواء في أفريقيا وراء الصحراء أو جنوب شرق آسيا أو أمريكا اللاتينية، أو حتى في بعض الجيوب الضيقة من أوروبا الغربية ذاتها. إذا كان الواقع كذلك، هل يكون من المنطق أو الإنصاف توقع أن تكون ثقافة سكان البيئة المتخلفة إلا متخلفة مثلهم، كونها في النهاية مجرد انعكاس لمستواهم الاقتصادي والتعليمي وفكرتهم عن أنفسهم والحياة من حولهم؟!
الثقافة الإسلامية هي بمثابة الوعاء المتخلف الأمثل لهؤلاء المتخلفين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً عن معايير عصرهم الحاضر. وإذا، كما يريد البعض، تم حرمانهم لسبب أو لآخر من حاضنتهم الثقافية المتخلفة هذه دون أن يسبق ذلك ويتزامن معه بالضرورة تغييراً جوهرياً في واقعهم الفعلي البائس، حينها لن يعدموا السبل إلى حواضن ثقافية أخرى، ربما أكثر تخلفاً، تعبر تطلعاتهم وأفكارهم ونظرتهم البدائية والمتخلفة والعنصرية والإجرامية في الأصل تجاه الآخرين المختلفين والحياة من حولهم.
الثقافة الإسلامية، رغم تخلفها، هي بمثابة الجذر الذي يربط هؤلاء المقطوعين عن سبل الثقافة والحضارة المعاصرة بالأرض والحياة وينظم حياتهم. طالما لم يتوفر لهم ما يربطهم بالحاضر، لا يمكن بإنصاف أبداً لومهم على التعلق بالماضي مهما كان متخلفاً، لأنهم بخلاف ذلك لن يتبقى لهم سوى الضياع الكامل. في حال اجتثاث الإسلام دون بدائل مقبولة لهم لن يموتون، لكن سيتحولون من المجتمعات الهشة الحالية إلى الفوضى الشاملة حيث لا رابط ولا منظم يجمع بينهم؛ وساعتها لن يقتصر دورهم على تفريخ الجماعات الدينية المتطرفة والإرهابية مثل القاعدة وداعش، لكن ستضاف إليها أيضاً المخدرات والاتجار بالبشر وغسيل الأموال وأمراء الحرب ...الخ.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الحكومات مسؤولة عن تقدم شعوبها وليس الاديان
مكارم ابراهيم
(
2014 / 1 / 26 - 14:48
)
الزميل القدير عبد المجيد اسماعيل
تحية طيبة اتفق تماما معك بان محو والغاء الدين الاسلامي لن يؤدي بنا الى ارتقاء دولنا حضاريا الى جانب الدول الغربية المتقدمة لان التخلف والعنصرية لايتعلق بدين معين بل هو موجود في جميع المجتمعات حتى المتقدمة الا انه تجده واضحا اكثر في المجتمعات الريفية والمعزولة يعني في كوبنهاكن يمكنك ان تجد منطقة كاملة فيها نسبة عالية في الاجرام والفقر السبب هو تجميع الاجانب والفقراء والمشردين والطبقات الاجتماعية المنخفضة حتة من اصول البلد الاوربي وهذه المناطق نطلق عليها اسم الغيتو هنا في الغرب هذه المناطق انظر رغم وجودها في اوروبا الا انها مناطق ضحلة يتركز فيها الاجرام والعنصرية والفقر وطبعا الحكومة لعليها مسؤولية تشكل الغيتو بتجميع فءات معينة من الشعب وعزلهم عن باقي افراد المجتمع وبالتالي تتشكل دولة متخلفة مليئة بالمجرمين والفقراء والمشردين والامين داخل الدولة المتقدمة الاوربية الغربية فكما ترى هنا في دولة متقدمة علميا وصناعيا يمكن للحكومة ان تخلق دولة متخلفة امية اجرامية داخل دولتها اذن الحكومة تلعب دورا كبيرا في تطوير الشعوب او اضمحلال الشعوب والامثلة كثيرة
2 - نعم هيا بنا نقضي على الإسلام بطريقة الإستاذ.
عمر
(
2014 / 1 / 26 - 17:47
)
قراءة غير صحيحة للواقع. .
تقول بأن المؤسسات الدينية الإسلامية لم تتبوا مواقع السيطرة والنفوذ وصنع القرارات الأولية. .ثم تتهم الثقافة الإسلامية بأنها شديدة التخلف والعنصرية والإجرام.
ما هذا الإستنتاج العنصري بإمتياز لثقافة لم تترك من قبل الحاقدين عليها لممارسة حقوقها الثقافية والسياسية كما شرعه الله لها ؟!
ولا أدري كيف جاز لك أن تربط بين بيئة المسلمين الغير مثقفة وفقرائهم المهمشين وحياتهم البائسة أن تربطها بالإجرام والتخلف الفكري والعنصرية! !
لمجرد أنك تريد القضاء على الإسلام بطريقة راقية أيها المثقف!
تجازف بثقافتك وتتههم هؤلاء المسلمين البسطاء بأنهم بئية جاهزة للجريمة. .وتتحاذلق علينا بكلمات هلامية ضبابية. .بينما الواقع يشير بأن بيئة علية القوم من الإقتصادين العلمانين واليبرالين والمتمسحين بحذاء بعض الديانات الأخرى هم الذين يكدسون الأموال وهم أكبر لصوص عرفهم التاريخ وبيئة الكثير من المتثاقفين والمثقفين هى التي تخلق وتمارس العنصرية بإمتياز.
هل لك أن تخيرني أن تذهب حقوق هؤلاء المسلمين الفقراء في ظل الثقافات الأخرى التي تمارس الأن اتخاذ القرارات والسيطرة عليهم ؟!
3 - هيا بنا نستيقض من النوم
شاكر شكور
(
2014 / 1 / 26 - 22:46
)
الأسلام ليس المسؤول عن كل التخلف لكنه هو الخميرة او الواسطة للتخلف ، فمن يربي ذئب في بيته عليه الحذر واليقظة والسهر دائما ، صحيح ان هناك دول متخلفة او فئات متخلفة في مجتمع معين ليس تخلفها بسبب الأسلام وقد يكون بسبب الأقتصاد او استغلال الحريات كالتعود على القمار والحشيش وهذا النوع من التخلف ليس بسبب تعاليم إلاهية بل بسبب وسائل من صنع الأنسان وهذه الوسائل البشرية قابلة للتحسين والتطوير حسب خطورة كل مرحلة ، لكن الكارثة تكون عندما يكون التخلف سببه تعاليم إله فكيف نطور تعاليم منسوبة الى السماء ؟ نحن نعرف ان الله يمثل وجه الخير للأنسان والتخلف يصنعه إله الشر وهو الأبليس وكما قال احد الأدباء : إذا لم نغير الواقع نحو الأفضل عمدا ، سيتغير الواقع نحو الأسوأ سهوا ، ولنا القرار ! تحياتي للجميع
4 - للقضاء على الاسلام
على سالم
(
2014 / 1 / 27 - 05:16
)
هذا بالقطع يحتاج الى اراده سياسيه قويه وحازمه ونظام تعليمى مختلف وهدم الازهر تماما وغلق كل المعاهد الازهريه والكليات الاخوانجيه وكل كتاتيب تحفيظ القران ومنع تدريس ماده الدين الاسلامى نهائيا ومنع الميكروفونات فى المساجد بتاتا ,ونشر الفكر العلمانى فى الميديا والشجاعه بالاستعانه بعلماء الاجتماع لكى يظهروا بشاعه الدين الاسلامى ودمويته وبربريته فى كل الاجهزه الاعلاميه وبالطبع التليفزيون اداه جيده ,نحن نحتاج لرجل قوى ومجرم مثل كمال اتاتورك ولايتورع فى استخدام القوه المفرطه لتاديب الشيوخ العاقين وايداعهم السجون وضربهم علقه ساخنه لكى يصمتوا ,لو طبقنا هذه الوصفه فمن الممكن التخلص منه فى خلال ثلاثين عام على الاكثر
5 - تعليق 4
عمر
(
2014 / 1 / 27 - 08:12
)
نعم يا هذا. .
نطقت بالحقيقية التي تحاول أن تخفيها بدون وعيك الأراعن وفكرك الساذج!
أنت وغيرك تحتاجوا إلى (رجل قوي ومجرم )!!!!
فكل هذا الإجرام في حق الكثير من المسلمين لا يكفي!
يجب أن تبحثوا بينكم عن (رجل). .رجل حقيقي هذه المرة لكنه (مجرم)
حتى يتسنى لكم تنفيذ مخططكم الإجرامي بإمتياز
6 - هاهو اسلوب عمر يكشف الاسلام
حكيم العارف
(
2014 / 1 / 28 - 02:40
)
هل الرجل الذى تتكلم عنه ياعمر يعنى القوه ام فقط رجل .. اهبل مثلا
وهل الرجل الذى تتكلم عنه يعنى الذكاء ام ممكن امراءه تتولى هذا الامر ..
ام انك تستبعد النساء من الصوره لانهم حسب عقلك ناقصات !!!
الاتعرف ياعمر ان التمييز بين الرجل والمراءه هو العوره فى الايام الحاليه ...
من اين اتيت بمثل هذه المخلفات الا من دينك ياعمر !!!
7 - حكيم العارف. .لك من الأسم حروفه!
عمر
(
2014 / 1 / 28 - 10:03
)
هذه مشكلتك في الفهم!
أطلع أولا على تعليق 4 حتى تصبح عارف
8 - الاسلام يزداد توهجا وانتشارا
عبد الله اغونان
(
2014 / 1 / 29 - 13:16
)
كل الصراعات السياسية بسبب الاسلام منذ قيا السلفية بمحاربة الاستعمار في الفكر والميدان.وراهنا منذ حروب الخليج بسبب الثورة الايرانية وحزب الله وحماس ونجاح التيار الاسلامي ديمقراطيا فيجل الأقطار عند العرب والعجم المسلمين
الاقبال على التحول الى الاسلام من طرف مشاهير غربيين مسألة الحجاب والماذن في الغرب المنتجات الحلال والبنوك الاسلامية عمليات الجهاد ضد الغرب وانظمة الفساد
انتشار الثقافة الاسلامية لدى الشباب في التدين والحجاب وحفظ القران
وتدعون القدرة على القضاء على الاسلام
كما زعم احدهم في ثلاثة أيام؟؟؟
.. -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف
.. القيادة الوسطى تعلن تدمير 4 طائرات مسيرة للحوثيين كانت تستهد
.. ميليشيات إيران في سوريا.. قصة عقد وأكثر | #الظهيرة
.. السلطات الأردنية تؤكد أن التضامن مع غزة عبر مسيرات شعبية لا
.. السلطات الأوكرانية: ثلاث محطات طاقة أوكرانية استُهدفت بقصف ر