الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبي لكل حاكم ومعضلة خاتم المرسلين

محمد محمود

2014 / 1 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من الطرق المستخدمة في حكم الشعوب تثبيت وترسيخ الوازع الديني لدي الشعوب ومن ثما تمرير تعاليم وأحكام منسوبه لهذا الدين، ولا يمكن أن ننكر مدي مهارة القائمين على ذلك بإدماج التعاليم والأحكام المراد تمريرها ببعض التعاليم الأخلاقية المتعارف عليها لدي المجتمع.
برجوعنا إلى مجتمع شبه الجزيرة العربية قبل ظهور نبي الإسلام نجد كم هائل من الأحكام والعادات والتقاليد بل والطقوس الدينية المتفق عليها إجتماعيا رغم إختلاف صورة المعبود من جماعة لأخرى، أغلب هذه العادات والتقاليد والطقوس لها اصل ديني سابق ولا ينكر أحد مدى التداخل بين هذه الأصول ورغبات المجتمع في تطويره، وإن كان هناك إقرار بقابلية هذه الأصول للتطوير فيجب ان نعترف بوجود أصول لكل أصول ولا توجد نقطة ثابته بدأ منها.
جاء نبي الإسلام بإقرار تعاليم وأحكام يقبلها المجتمع ورفض عادات يرفضها المجتمع بميوله الإنسانية فكانت هذه الرسالة لا تقاوم إلا من من يظن أن سلطانه سيزول وعزته ستنهار، ولم يقتصر هذا الدين على إقرار تعاليم بل أقر طقوس وعبادات كانت متبعة من قبل ولكن بتعديلات لها مرجعية دينية ذات طابع تاريخي.
عرفنا كل هذه العادات والتعاليم بل والعبادات من مؤرخين ينتمون لعصور لاحقة كان يسيطر عليها أسر حاكمة كل هدفها ترسيخ حكمها واستغلال كل ما يمكن إستغلاله في ذلك وكان الإتجاه الديني من أفضل الطرق لتحقيق مرادهم، فكيف نستطيع أن نفصل بين ما جاء به نبي من الإله يريد سعادة البشرية ولا يوجد إحتمال غير ذلك وبين رغبات هؤلاء الحكام من ترسيخ تعاليم وأحكام ترسخ لهم الحكم بل وطقوس وعبادات يميل إليها بعض منهم موروثه ومبتكره.
ظهور بعض من البشر يهتمون بأمور غيرهم ويرغبون في مجتمع حضاري يتعامل بمشاعر إنسانية باختلاف مسمياتهم أمر يستحق التقدير والإهتمام بل وإعتبارهم قدوة حسنة لكن لا ينبغي علينا أن نتجاهل تعرض سيرة هؤلاء للتزييف والتزوير رغبة من حاكم او مستفيد وإمكانية تعرض أفعاله وتعاليمه لكم هائل من التزييف ويستطيع أي مستفيد من فرض طقوس وأحكام، ولا ازعم ان هذه المجاولات كلها سيئة النية ولها ميول ومنافع خاصة فمن الممكن أن يجتهد شخص رغبة منه للصالح المجتمعي وينسب هذا الإجتهاد للمقدس وكلنا نعرف السبب.
عرف عن نبي الإسلام انه خاتم المرسلين عند أتباعه وكانت المعضلة، فكيف لحاكم أن يبرر تصرفاته ولا يوجد بزمنه قديس لينسب له نفس التصرف ليرضاه المجتمع وكيف أن يمرر أحكام تنفع ملكه وينشر تعاليم تكرس أفكاره وطقوس يميل لها ورث بعضها من أسلافه وأبتكر أخرى لأغراضه بمختلف الإتجاهات، فلا سبيل أمامه إلا تنسيب كل ما ذكرنا لخاتم المرسلين ليستمد قدسيته من قدسية من نسب إليه، وتوارثت المقدسات جيل وراء جيل وذهبوا من قاموا بذلك من عالمنا منذ قرون وتلاشت أسباب السعي للتقديس وبقي المقدس والطقوس والتعاليم حتى لو تنافت مع متطلبات العصر ومنطقه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح