الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاطعة انتخابات الرئاسة المصرية

محمد دوير

2014 / 1 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بناء علي معطيات كثيرة لن تجد القوي الثورية الحية في المجتمع والشرائح التي قدمت تضحيات كبيرة في الثلاث سنوات السابقة سوي أن تدير ظهرها لانتخابات الرئاسة القادمة. ففي ظل تلك المبايعة الشعبية لشخصية ودر المشير السيسي في مواجهة الإرهاب ألإخواني؛ لن يجد أي مرشح أخر فرصته الحقيقية في طرح رؤيته أو برنامجه علي الشعب الذي يبدو أنه حسم أمره في من يشغل هذا المنصب.
إذن فإنه من الناحية العملية أصبحت انتخابات الرئاسة ليست سوي إجراء شكلي سيتم لاستكمال الشق القانوني في العملية ذاتها ليصبح السيسي رئيسا شرعيا للبلاد، ويبدأ في إدارة شئون الدولة بالطريقة التي يعتقد أنها قد تخرجنا من أزماتنا الراهنة بعيدا عن أي التزام تجاهه بالمطالب الثورية، فالرجل لم يدعي في لحظة أنه أحد صناع ثورة يناير أو واحد من الذين تقدموا صفوفها يوما . وربما سيكون الإجماع الشعبي عليه أقوي دعم له في مواجهة كافة القوي الثورية التي تطالب بجملة تغييرات من أهمها شعارات الثورة المصرية الثلاثة.
وبناء عليه تصبح أي معارضة الآن في الشارع المصري لتلك الحالة الشعبية هي نوع من المغامرة الثورية والسياسية ، سواء تمت هذه المعارضة عبر مرشح رئاسي آخر مثل حمدين صباحي أو عبر تحركات شبابية منطلقة في جموع بشرية حددت بوصلتها واتخذت قرارها. ومن هنا صارت المقاطعة هي الحل.. والانشغال ببحث دروس الثورة وترتيب الأوراق وتنظيم الصفوف وفتح حوار موسع حول مستقبل الفعل الثوري هي أفضل السبل لتجديد الطاقة وتغيير أساليب العمل.لاسيما وأنه من الصعب تصورا إحداث تغييرات جذرية في تركيبة وبنية الناظم الراهن مما يعني معه استمرار نفس الأزمات الكبرى والتفاوت الاجتماعي والتضييق علي الحريات العامة والتظاهر والاحتجاج تحت دعاوي كثيرة.
إن القوي الثورية المصرية منذ اندلاع الثورة المصرية خارج كل حسابات الصندوق الانتخابي وهذه احدي ميزات الحراك الشبابي الراهن، ولسوف تستمر تلك الحالة قائمة حتي يشعر هؤلاء أن مسار الثورة بدأ فعلا في الميل والنزوع باتجاه المطالب الثورية.
واعتقد أن نفس الموقف سيتخذ أيضا في انتخابات البرلمان القادم والتي ستكون بالنظام الفردي مما يفتح الطريق واسعا أمام رجال الأعمال ومن المتأسلمين والفلول وغيرهم للهيمنة علي معظم مقاعد المجلس القادم.
نحن أمام أزمة مقدرة ..وضريبة متوقعة بعدما تخلصنا الي حين من حكم وهيمنة تيار الاسلام السياسي. ولكن هذا ل يعني أبدا أن تنازل عن طريق قطعنا في شوطا كبيرا.. وتكاد ملامح هذا الطريق تتضح يوما بعد الآخر في ظل تساقط أوراق النظام السابق برؤوسه الثلاثة " قيادات الجيش الذين يطمعون في السلطة السياسية – الإسلام السياسي – رموز الفساد في عصر مبارك ".. ولن يبقي في النهاية سوي جوهر الثورة الصلب.. وكل من يؤمن فعلا باستكمال ثورة بدأت من أجل أن تغير وجه مصر وتحولها من دولة التبعية والاستبداد والفساد إلي دولة الحريات والعدالة والمساواة.
هذه دعوة إذن إلي مقاطعة انتخابات الرئاسة وعدم دعم أي مرشح وأيضا مقاطعة انتخابات البرلمان الرأسمالي القادم.. وإعادة تنظيم الصفوف ومراجعة المواقف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ديمومة الثورة - أهم مبدأ
رمضان عيسى ( 2014 / 1 / 28 - 22:04 )
كل شخص في الشعب المصري يجب أن يسأل نفسه ، ما كان يتمنى حينما قام الشعب ضد مبارك ، وماذا كانت مشاعره حينما انهار نظام مبارك ،
ويسأل : هل بعد هذه المدة تحقق شيئا من أحلامه ، ؟
والآن ، وبعد فشل الاسلام السياسي في تحقيق أحلام الشعب ، هل يستطيع السيسي بوصفه ممثل العسكر السير بالشعب الى دولة ديمقراطية علمانية ومساواة وتكافؤ للفرص والقضاء على الفساد والحرفية الحزبية والارهاب وتحقيق الأمن الغذائي .
- اذا كان الجواب : نعم ، فليعرف ، لماذا نعم ، واذا كان ، لا ، فليعرف لماذا لا .
المهم هو المحافظة على ديمومة الزخم الثوري حتى تتحقق مطالب الشعب وأحلامه ، وألا يقف في منتصف الطريق .
فديمومة الثورة هو المبدأ الدائم حتى تتحقق الخبز والسلام والحرية !!!


2 - لست مع المقاطعة - لماذا ؟
رمضان عيسى ( 2014 / 1 / 29 - 17:28 )
من تكتيكات الأحزاب الثورية مبدأ دخول البرلمانات البرجوازية ، لا لنتعلم كيف تُشرع القوانين ، بل لنقف ضد أي تشريع مضاد للتوجهات الديمقراطية والمساواة .، ولنوضح مواقفنا للجماهير ، ولنفضح ممارسات وقوانين البرلمانات البرجوازية .
والموقف من العسكر يجب أن يكون بحذر ، فهناك عسكر ثوري يحمل أفكارا ثورية لصالح الجماهير مثل جمال عبد الناصر ، وهناك عسكر ذو ميول رجعية وديكتاتورية ، فيجب مراقبة السيسي ودعمه في المواقف التي تسير في الاتجاه الديمقراطي ودعم العلمانية ، وفضحه اذا مال نحو النظام القديم بشقيه ، مبارك أو الاخوان .
وبالنسبة للانتخابات يجب دعم ممثلي الديمقراطية والعلمانية والتصويت لصالح كل توجه ثوري وديمقرطي ، والأفضل وحدة اليسار تحت راية واحدة ، وخلف مرشح واحد ، أو اتباع اسلوب التحالفات مع القوى الأقرب لآمال الجماهير الشعبية .

وفي حالة المقاطعة سيصعد ذوي التوجه الغير ديمقراطي وربما الأصولي ، ويحطمون كل
توجه ديمقرطي وعلماني . باسم الشرعية انطلاقا من انهم نجحوا في الانتخابات وأن الشعب اختارهم بطريقة ديمقراطية .
لهذا أنا لست مع مقاطعة الانتخابات .


3 - مقاطعةالانتخابات
سامي ابراهيم غطاس ( 2014 / 2 / 18 - 10:09 )
احسنت في قولك ان اي معارضة هي مغامرة ثورية لذاعلينا دراسة وتمحيص كل خطوة وكل دور نقوم به بعيدا عن المغامرة لكي يكون عملنا ونضالنا استكمالا للثورة التي اختمرت في كيان الشعب المصري وانطلقت شرارتها قبل ثلاث سنوات مقاطعة الانتخابات الرئاسية او البرلمانية ليست اقل مغامرة من اقتراح مرشح ينافس المشير السيسي واجبنا ان ندرس االتنااقضات االموجودة بين كل الاطراف العاملة على الساحة المصرية وتحديد الجهات التي من الممكن التحالف او المشاركة معها ونجد انفسنا مع الجهة التي نصل معها الى ما نصبوا اليه ان انضمامنا الى اية شراكة لا يعني أننا نوافق على كل مبادئها ولاتفرض علينا الالتزام بعدم نقد او معارضة النظام او معارضة اي خطوة نرى فيها للجماهير الشعبية او ابتعاد عن الاسس الصحيحة للثورة ان مبايعة الشعب المنتظرة للمشير االسيسي لا تدفعنا الى المقاطعة فالمقاطعة تعني ان لاراي عندنا وتبعدنا عن الجماهير ولانستطيع شرح مبادئ واهداف الثورة كما ساهمنا في الانتخابات ان كان عن طريق مرشح مستقل او عن طريق مرشح اقرب لنا فكريا واهدافا حتى لو كان المشير السيسي

اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة