الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آهٍ يَا أُمِّي

جان برو

2014 / 1 / 30
الادب والفن


آهٍ يَا أُمِّي

أَيُهَا الوَجْهُ الشَّاحِبُ فِي لَيَالِينَا..
يَا مَنْ جَعَلْتَ أُمِّي تَبْكِي لِخَطَوَاتِي سَاعِي البَرِيدِ،
وَتَتَوَسَلُ كُلَّ فَرَاشَاتِ الأَرْضِ،
وَكُلَّ سَحَابَاتِ السَّمَاءِ،
لِخَبَرٍ عَنِي أَكِيدْ،
آهٍ يَا أُمِّي آهٍ..
عَشْرٌ عِجَافٌ، ثُمَّ تَلَتْهَا عَشْرٌ عِجَافْ،
وَمَا زَالَ إِبْنُكِ الحَالِمُ الشَقِيُّ،
فِي غَيَاهِبِ سِجْنِهِ الكَبِيرِ طَرِيدْ،
وَمَا زَالَتْ دُمُوعِي كَمَا تَعْرِيفِينَهَا،
تَبْتَسِمُ لِلوَردِ، وَتَصْنَعُ مِنَ الآهِ زَادً،
وَتَصْنَعُ مِنَ الآهِ نَشِيدْ،
وَمَا زَالَتْ قَبْضَتُ سَجَّانٍ تَلْفَظُنِي،
لِتَتَلْقَفَنِي بِلَهْفَةٍ، قَبْضَتُ سَجَّانٍ جَدِيدْ،
أُمَّاهُ أُمَّاهُ أُمَّاهْ..
مَا الخَطْبُ؟ مَاذَا حَلَّ بِنَا،
مَا أَصَابَ بِيتَنَا الحُلْوُ السَّعِيدْ،
أَيُهَا الوَجْهُ الشَّاحِبُ فِي لَيَالِينَا،
أَرَاكَ تَتَسَكَعُ فِي أَزِقَتِي أَرْوَحِنَا كَطَاغُوتٍ،
وَتَسْتَكْثِرُ الأَحْلاَمَ عَلَى أَمَانِينَا،
شَرَّدْتَنَا فِي دُمُوعِ الحَرْبِ حَتَّى،
سَفَكْنَا دَمَ الضَمِيرِ بِأَيدِينَا،
وَتَزِيدُ عَلَى جُرْحِنَا أَلْفَ جُرْحٍ،
وَكَأَنَّ جُرْحَ الشَّهَبَاءِ وَحْدَهُ لَا يَكْفِينَا،
ثُمَّ تُوَاسِينَا بِالصَبْرِ،
فَمَا بَالُ الصَبْرِ لَا يُوَاسِينَا،
نَحْنُ لَا نَخْتَرِعُ اَحْلَامَنَا،
بَلْ تُولَدُ اَحْلَامُنَا فِينَا،
أَيُهَا الحُزْنُ الأَسْوَدُ..
إِرْحَلْ عَنْ وَجْهِ أُمِّي وَدَعْهَا تَضْحَكْ،
فَقَدْ سَئِمْنَا لَونَكَ الكَئِيبَ فِي أَغَانِينَا،
وَدَعْنِي أُقَبِلْ جَبِينَ الشَّمْسِ فِي غُرْبَتِي،
وَأَعْتَقِلُ بِالحُبِّ سَلَاسِلَ الحَدِيدْ،
وَأَعْتَقِلُ زَمَنَ الإِنْحِطَاطِ،
وَأُحَرِرُ بِالشِّعْرِ شِفَاهَ الجَمِيلَاتِ،
وَبِالعِلْمِ أُحَرِرُ نُفُوسِ العَبِيدْ،
آهٍ يَا أُمِّي آهٍ..
مَاذَا أَقُولُ وَأَنَا مِنْ أُمَةٍ،
يَدْعِي كُلُّ فَرْدٍ فِيهَا بِأَنَهُ الإِلَهُ الوَحِيدْ،
وَأَنَّ كَلَامَهُ، وَسَلَامَهُ، وَهَمْسَهُ، وَغَمْزُهُ،
وَحْيٌّ رَبَانياٌ مَجِيدْ،
وَأَنَّ رَأيَهُ فَقَطْ الرأُيُ السَدِيدْ،
وَأَنَهُ لِأَعْدَائِنَا مُبِيدْ، وَلِأَمْجَادِنَا مُعِيدْ،
وَلِفَرْحِنَا مُرِيدْ، وَلِخَيرِنَا مُزِيدْ،
وَهُوَ النَافِعُ المُفِيدْ، والغَزَالُ الشَرِيدْ،
وَالفَارِسُ العَنِيدْ، وَ القَويُ الشَدِيدْ،
آهٍ يَا أُمِّي وَمَا نَفْعُ الآهِ..
عِشْرُونَ قَحْطَاً لَمْ اَرَى فِينَا وَجْهً يَبْتَسِمُ،
أَلَيسَ فِينَا عَاقِلٌ، أَلَيسَ فِينَا صَوتً رَشِيدْ،
أَلَيسَ فِينَا مَنْ يَتَفَكَرُ، أَلَيسَ فِينَا..
مَنْ يَرَى وَيُدْركْ هَذَا الحَضِيضْ،
آهٍ يَا أُمِّي.. لَو كَانَتْ الدُّنْيَا تُعْطِينَا مَا نُرِيدْ.

جان برو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز


.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن




.. هنا تم دفن الفنان الراحل صلاح السعدني


.. اللحظات الاولي لوصول جثمان الفنان صلاح السعدني




.. خروج جثمان الفنان صلاح السعدني من مسجد الشرطة بالشيخ زايد