الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث صفعات على وجه أحفاد لوزان

مصطفى بالي

2014 / 1 / 30
القضية الكردية


مع جلوس المؤتمرين على طاولات جنيف الشتائية جاءتهم ثلاث صفعات من غرب كردستان الأولى كانت من قامشلو حيث محمد شيخو يصدح بشهقة طفل يرضع من مجد مهاباد ويئن من وجع حلبجة وآهات الشيخ سعيد محتضنا أطفال عامودا وأجسادهم المشوية،يدندن لهم:المسافة التي كانت تفصل 11آذار عن الجزائر المليونية ردمتها فوهة البندقية على أكتاف أبناء وبنات روج آفا،لم تعد أجسادكم البضة رهينة السياسات القذرة وأسواقها الدنيئة،لم تعد أيوانات الأكاسرة وموائد الباشاوات قادرة على أن تزج بكم في أتون السعير,والأبواق التي تدعي وتلوح بربطات أعناقها أنها ستأتي لكم بما تحلمون غير قادرة حتى على أن تأتي لكم بحذاء يقي أقدامكم أفخاخ وأشواك الرمال المتحركة من الجنوب.
الصفعة الثانية كانت من كوباني والتوأم صادق وشيلان كوباني يربطان لكوباني ربطة عنق أنيقة اناقة الشهداء في ابتسامة شيلان التي توقف عندها الزمن،يمسدان الشعر لطفلة جاءت من رحم الألم و المعاناة،لم تلعب طفولتها إلا بلقط المحار على ضفاف الفرات و لم تبدل بشرتها إلا بلهيب قيظها اللاهب,بينما الماء كان يصب نحو الجنوب و يضيع في رماله وعناقيد العنب كانت تعتصر لخمرة الأفاقين بزجاجات الذل و العار.
في عفرين،كانت الثالثة ثابتة و الصفعة مدوية،بصوت المرأة لحظة انبثاق فجرها،وخروجها من الشرنقة فراشة ربيعية, عفرين مهوى أفئدتنا،تاج حسننا,صوت زرادشت الصادح ومهبط نور الشيخ آدي إنها صرخة اليزيدية ضد السلفية صرخة الحياة ضد الموت في عفرين سيموت أعداء الحياة بلون المرأة لون وصوت الحياة,وستكون الصفعة بأصابع الحقيقة على وجه الرياء،ستصم آذان الذين اعتبروا حقنا في الحياة إعلانا للحرب وستقول لهم أنتم يا أهل الكهف المتهمون زورا وبهتانا بأنكم كرد،الحرب لم تبدأ ساعة صفرها بتواقيتنا،الحرب بدأت في قسطل جندو عندما أصر أصدقاءكم على نشر(نور هداهم)في ربوع زرادشت،عندما أصر أسيادكم على مهاجمة أحياءنا الفقيرة في حلب،عندما أصر رفاقكم أن يهدموا واشوكاني في سري كانيه،الحرب بدأت عندما طالت يد غدر أسيادكم على أبطالنا على بوابات قامشلو وقلتم حينها انها توابيت فارغة,الحرب بدأت مع هجماتكم وأخوتكم على كوباني وعفرين.الحرب دقت طبولها على إرادة شعبنا يا سادة عندما قبلتم بدور أجدادكم في مؤتمر لوزان وتخليتم عن آخر ماكان يستر عورتكم,ففي لوزان(على الأقل)ذهب الكرد إليها بلباس كردي وتحدثوا بلسان كردي وكانوا على الأقل أكثر وضوحا منكم عندما قالوا نحن والأتراك أخوة ولا نريد الانفصال وهم بذلك قد اكتسبوا شرف الوضوح الذي تفتقدونه,هم لم يخدعوا أحدا سوى أنفسهم بينما أنتم تخدعون شعبا يصر على الحياة وتصرون على دفنه في مزابل جشعكم ودونيتكم,وإلا فكيف تكون الإدارة الذاتية خطوة انفصالية تجيشون لها كل العروبيين،بينما تقنعون نفس هؤلاء بالفدرالية،لا أيها السادة أنتم لستم من دعاة الفدرالية بقدر ما أنكم نتاج الفجورالية.
سيقول التاريخ بلسان بليغ أن الكرد في روج آفا قد أكملوا ثالوثهم المقدس فكانت عفرين ثالثة الأثافي وسيقول أن هناك أشخاص في جنيف متهمون بأنهم كرد لكنهم بريئون من هذه التهمة براءة الذئب من دم يوسف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي: معايير المجاعة الثلاثة ستتحقق خلال 6


.. اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين تظاهروا في جامعة جنوب كاليفورنيا




.. -الأونروا- بالتعاون مع -اليونسيف- تعلن إيصال مساعدات إلى مخي


.. عنف خلال اعتقال الشرطة الأميركية لطلاب الجامعة في تكساس




.. تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني