الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخ الأصغر

درويش محمى

2014 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


في آخر حديث له مع صحيفة "حرييت" التركية, صرح صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي"النسخة السورية لحزب العمال الكردستاني, عن رفضه أن يعامل معاملة الأخ الأصغر من قبل اقليم كردستان, بمعنى آخر, المسلم يريد ان يكون مستقلا في قراره, وان يعامل معاملة الند بالند, ويرفض أي وصاية من اقليم كردستان عليه وعلى حزبه, وبالتالي على اكراد سورية الذين يدعي تمثيلهم.
موقف صالح مسلم هذا, المعادي لاقليم كردستان لا يعتبر الاول من نوعه, فالرجل له سوابق في استفزاز الاقليم الكردي, كما انه ينسجم مع سياسات حزبه الام "ب ك ك", المعادية بدورها للنهج القومي الكردي جملة وتفصيلا, ويعبر كذلك عن موقع القوة الذي هو عليه اليوم, بعد ان فرض سيطرته على المناطق الكردية السورية بقوة السلاح وبالتعاون مع النظام السوري.
اقليم كردستان العراق ومنذ البداية, كان واضحا جليا في موقفه من الثورة السورية, لم يماطل في الاعلان عن اظهار دعمه لمطالب الثوار السوريين في الحرية والكرامة, ودعا الإقليم مرارا وتكرارا على لسان رئيسه السيد مسعود البارزاني الى وحدة الصف الكردي واستقلال قراره, وأعلن كامل دعمه ومساندته لكل ما يطالب به الإجماع الكردي السوري, ماديا ومعنويا, حتى وصل الأمر الى حد التهديد بالتدخل العسكري لحماية اكراد سورية إذا ما تعرضت مناطقهم للخطر, وتم فتح جسر على نهر دجلة يوصل الأشقاء بعضهم بعضاً, ووقف الإقليم دائما موقف الشقيق الوفي تجاه اكراد سورية, واستقبل نحو 300 ألف كردي على أراضيه, وتعامل رئيس الإقليم بصميمية عندما عرض عليه ان يقيم معسكرا للاجئين على الجانب السوري من نهر الدجلة واغلاق حدوده على اللاجئين الاكراد السوريين, فالاخ لا يصد باب بيته أمام اخيه, هذا مافعله اكراد العراق تجاه محنة اشقائهم اكراد سورية, فماذا فعلنا نحن انفسنا بحق قضيتنا?
لم نعمل شيئا نفتخر به, لم نتفاعل مع الثورة السورية كما يجب, واحزابنا كان لها الباع الاكبر في إجهاض المظاهرات العفوية التي خرجت في المناطق الكردية, وبالتعاون مع شريحة واسعة من مثقفينا عملت تلك الاحزاب على ترسيخ منطق في غاية الغباء يساوي بين المعارضة والنظام, او بالاحرى بين الثورة والنظام, في الوقت نفسه كانت تلك الاحزاب ضعيفة مشتتة تتكاثر كالأرانب, ولان فرخ البط عوام تكاثرت تنسيقيات شبابنا كالنار في الهشيم, اما رابطات ومنظمات كتابنا وصحافيينا فحدث ولاحرج, وكذلك الحال بالنسبة إلى منظمات الشبيبة, والنساء, والأمهات, والفنانين, ورجال الأعمال, ورجال الدين والوجهاء, وعقدت مئات, بل آلاف الندوات والمجالس والمؤتمرات, والكل مختلف مع الكل, والكل مختلف على كل شيء.
تمكن اقليم كردستان العراق وبجهود من رئاسة الاقليم انقاذ ما يمكن انقاذه, فتشكل المجلس الوطني الكردي السوري من مجموعة كبيرة من الاحزاب الكردية, لكن الوقت كان متأخرا جدا, فالشقيق الآخر الكردي التركي, والذي يدين له صالح مسلم بالتبعية المطلقة, كان اكثر سرعة من الجميع وربما من اشقائنا اكراد العراق, فخلال الأسابيع الأولى من الثورة السورية, دخل الأراضي السورية اكثر من ألفي مقاتل من العمال الكردستاني التركي, وتحت ذريعة البراغماتية السياسية, وأيضاً بحجة تحييد المناطق الكردية وحمايتها, استطاعت تلك القوات عقد صفقات سرية وسريعة مع النظام السوري لسد الفراغ الذي تركه النظام في مناطقنا, حتى يتفرغ لقمع الثورة في مناطق سورية اخرى.
لا ادعي هنا, ان كل ما فعله إقليم كردستان العراق بحق شقيقه الاصغر كان صائبا, وما زلت اطرح السؤال نفسه الذي كنت اطرحه على المسؤولين في حكومة اقليم كردستان خلال زيارتي الى هولير في الخريف الماضي: كيف تركتم الفي مقاتل تابعين للعمال الكردستاني التركي من جبال القنديل, يعبرون اراضيكم ونهر الدجلة تحت سمع وبصر قواتكم الى المناطق الكردية من سورية?
لكن في الاخر, لا احد يلوم إلا نفسه, فالفراغ الذي تركته الحركة السياسية الكردية السورية, بتشتتها وضعفها وتخاذلها, كانت اعظم واكبر بكثير من الفراغ الذي تركته قوات بشار الاسد, فكان ما كان, وتركت الساحة لصالح مسلم وحزبه التابع لشقيق اخر كردي تركي فاشل بكل المقاييس, ليحدد مصيرنا نحن اكراد سورية, وليتطاول متى شاء ومتى اراد على الإقليم ورجالاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات