الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العملية بوتين - مكرر
حسن مدبولى
2014 / 2 / 7العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كان الاتحاد السوفيتى يمثل تحديا مصيريا للولايات المتحدة الامريكية , بخاصة ,وللغرب الامبريالى بوجه عام , ومن ثم فقد استمرت المؤامرات الغربية ضد الدولة الاشتراكية العظمى بلا كلل ,باستخدام كافة الوسائل الغير شريفة واللا شرعية , لكى يتم سحق وهدم الدولة الاشتراكية العظمى ,واعادة رسم خارطة العالم ,وعلى ما هو معلوم تاريخيا ,فقد تمت بنجاح عملية تفكيك الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية ,وذلك عبر استغلال الاخطاء الاستراتيجية للنظام الاشتراكى ,تلك الاخطاء التى تسببت فى جمود وشلل القدرة السوفيتية على الدفاع عن امن البلاد القومى ,وتسببت ايضا فى تسديد ضربة قاضية لمفاهيم وقيم العدالة الاجتماعية ,ومهدت الطريق نحو عقود طويلة من سيطرة القهر والاستغلال الرأسمالى المتوحش على مقدرات العالم بسبب ازاحة المتحدى الرئيسى والمقاوم الوحيد الذى كان يمتلك بعض القدرات التى توازى انظمة القمع الرأسمالية المتوحشة ,,,,,
لم تكتف آلة التوحش الامبريالية الغربية بمحو تمثيل قيم العدالة الاجتماعية من المنظومة الاممية ,بل تنكرت لوعودها عن ربيع موسكو وعن الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان ,تلك الوعود التى تجلت عبر منابرها السياسية ,ومن خلال منظماتها الحقوقية المزيفة ,وعبر اعلامها الدجال ,ورجال دينها المدلسين فى اواسط الشعوب السوفيتية المخدوعة ,فسرعان ما تنبهت امريكا واوروبا الى خطورة ترسيخ قيم الحرية والديموقراطية الحقيقية فى روسيا الاتحادية ,او فى أى من الدول الحديثة التى تكونت على انقاض الاتحاد السوفيتى ,وسرعان ما اعدت البدائل الموالية لها التى تعمل لتحقيق المصالح الامريكية والغربية فى مناطق نفوذ الاتحاد السوفيتى قبل انهياره وخاصة فى روسيا الاتحادية ,بصرف النظر عما اذا كانت تلك المصالح تتقاطع ام تتلاقى مع مصالح الشعب الروسى ,وبعد كانت الشعوب التابعة سابقا للجمهوريات السوفيتية ,وخاصة الشعب الروسى ,تمنى نفسها بمرحلة جديدة تسود فيها قيم الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان ,والحريات السياسية بلا حدود ,اذا بخارطة طريق كارثية تم تدشينها لتحكم تلك الشعوب ,وسط مباركة غربية واضحة ,ووسط تهليل اعلامى محلى احادى التوجه ,يفوق الاعلام الشمولى الذى كان سائدا ايام حكم الحزب الشيوعى السوفيتى ,بل انحطت الى سبل افظع واشد انحطاطا وتدليسا وقلبا للحقائق ؟
بدأت خارطة الطريق الديموقراطية الروسية بوضع رئيس صورى للدولة وهو بوريس يلتسين بدون أى مرجعية شرعية , وسانده فى ذلك رجل المخابرات الخفى الغامض فلاديمير بوتين , لكن رجال البرلمان الشرعى للبلاد الذى كان منتخبا وكان يترأسه السيد رسلان حسبلاتوف ,كانوا قد قرروا الاعتصام فى مبنى البرلمان الروسى ,رفضا لرئاسة بوريس يلتسين للجمهورية ,وتحديا لقراراته التى كان يتخذها وهو مخمور ,واراد الحكام الجدد ان يثبتوا انهم اقوياء ,فما كان منهم الا ان قرروا فض ذلك الاعتصام عن طريق دك مقر البرلمان الروسى بالدبابات والمدفعية الثقيلة بل والطائرات الحربية ,مما ادى الى استشهاد ما يزيد عن الفى مواطن روسى من اعضاء البرلمان ومن الشباب السلميين الذين صنعوا من انفسهم حائط عازل لحماية البرلمان ظنا منهم انهم اصبحوا فى عهد ديموقراطى حر ,لن يجرؤ فيه اى روسى ان يطلق النار لقتل روسى شقيق ؟
انتهت مرحلة قتل السلميين العزل خارج وداخل البرلمان الروسى وسط تهليل من قوادى الاعلام الروسى الموالين للغرب ,ووسط تغطية غربية وحماية واضحة لمن قاموا بتنفيذ تلك المجازر, لكن لم تنتهى الامور عند ذلك الحد ,كان هناك صداعا آخر يقوض هيمنة العصابة الرأسمالية الموالية للمصالح الغربية ,ومن ثم بدأت مرحلة اطلاق التفجيرات (المشبوهة) وسط موسكو ,و انطلقت على أثر ذلك حملة مواجهة الارهاب الاسلامى الخطير المتسلل من داخل جمهورية الشيشان (الارهابية ),,ثم تم ارتكاب جرائم حرب ضد ابناء الشعب الروسى الذين ينتمون الى الاقلية المسلمة فى الشيشان وسط تغطية ومباركة غربية وعمى مقصود من المنظمات الحقوقية الاممية ؟
وبعد ان ادى الرئيس الصورى يوريس يلتسين دوره الشكلى ,قام بتسليم الرئاسة الى المخطط الرئيسى والقائد الفعلى للبلاد وهو فلاديمير بوتين رئيس المخابرات الروسية والذى كان يحكم من وراء الستار , تم تسليم قيادة روسيا العظيمة من حاكم لآخر ,كما يتم تسليم عزبة من مالكها السابق او الصورى الى بديله او الى المالك الجديد ,دون اى اعتبار لرأى الشعب الروسى ,ولا اى اعتبار لكل القيم الديموقراطية التى صدعتنا بها الابواق الغربية وذيولهم من دعاة الليبرالية المزيفين اثناء تحريضهم الاجرامى ضد حكم الحزب الشيوعى السوفيتى ,, بل و تم تقديم بوتين عبر آلات التزييف الاعلامى على انه الزعيم الاوحد ,وبطل موسكو ,ومعشوق الشعب الروسى , وبالتالى تمت انتخابات شكلية ,انتهت بفوزه بالرئاسة مرة ,ثم مرة أخرى ,وانتهت مدته الدستورية وفقا للدستور الذى ساهم هو فى كتابته مع الزمرة التى كانت تأتمر بأوامره ,وبالتالى كان ينبغى ان يختار الشعب الروسى بديلا آخر عبر ارادة حرة ,,لكن الرجل ومن وراؤه قرروا ضرب الحائط بكافة القيم الديموقراطية ,حيث اتى برئيس طرطور آخر هو المدعو ميدفيدف ,على ان يكون بوتين هو رئيس الوزراء ,؟ ثم بعد انتهاء مدة ميدفيدف عاد البطل الهمام بوتين لحكم روسيا مرة أخرى خالعا ميدفيدف الذى كان قد سبق انتخابه رئيسا فى انتخابات على الطريقة البوتينية ؟ ويبدوا ان نجاح العملية (بوتين ) بجدارة ,وعدم وجود اى رد فعل من الشعب الروسى الذى بدا وكأنه امة بلا تاريخ ولا ارادةولا مقاومة ,ومن ثم تحقيق كافة المصالح الغربية بدون ثمن يذكر ,يبدوا أن ذاك النجاح قد أغرى الغربيين ببدأ العملية بوتين مكرر فى الشرق الأوسط ؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - حقد
nasha
(
2014 / 2 / 7 - 00:20
)
يا استاذ متبولي لم كل هذا التحامل على الغرب
مصالح من يجب ان يحافظ عليها الغرب؟ انا اعتقد يجب ان تكون مصالحه و هذا طبيعي جدا.
يا اخ لو كانت قوة الغرب الاقتصاديه و العسكريه بايدي الاسلاميين امثالك لكان العالم قد انتهى من زمان.
كل احباطاتكم تضعوها على الغرب لماذا؟.
اليس كل هذا التقدم و الرفاه من ابحاثهم ومن مجهوداتهم و اموالهم؟.
اليس الكومبيوتر الذي تستخدمه الان يمرر جميع المعلومات عندهم قبل ان تصل اليك؟ هل تستطيع ان تستغني عنهم؟
تتباكى على الشعب الروسي؟ ياه انت انساني جدا
يا اخ فوقو و تعاونو مع الناس كفايه الهبل و التعصب المدمر.
اللذي لا يعرف الرقص يقول الارض عوجه
2 - اسطوانة العبيد والعملاء
سانى ماشا
(
2014 / 2 / 7 - 12:25
)
كل عبيد امريكا وعملائها ,لا يملكون دفاعا عن الممارسات القمعية الوحشية التى التى ارتكبتها القوى الغربية ومنها امريكا واوروبا ,الا بترديد ترهات اسطوانة واحدة مشروخة الصوت ,عديمة الصدى ,الا وهى ان الغرب متقدم , وهو الذى اخترع الكمبيوتر والصواريخ والذرة ,, الخ ,,مثل هذا الكلام الذى يردده المدعو( ناشا )وغيره ممن استمرأوا العيش كالعبيد او احط شأنا ,لا يعبر الا عن الافلاس والتردى والانبطاح,,فهناك مجرمون عتاة يملكون عقولا عبقرية ,ولكنهم يستخدمونها فى تدمير الآخرين , والهيمنة عليهم ,ولا يرون فى هذا العالم الا انفسهم ,وبالتالى مهما فعلوا ومهما ابتكروا ومهما اضافوا ,ومهما اخترعوا ,فهم مجرد مجرمون قتلة , لذا فان من اخترع الذرة والنووى عبقرى نعم بلا شك ,لكنه بعد ذلك الاختراع النووى العظيم ,قام باستخدامه لقتل ملايين الابرياء فى ناجازاكى وهيروشيما, اذن فهو مجرد قاتل ومجرم وارهابى ولن يشفع له كونه اخترع الذرة والنووى ,’أوطلع القمرى
3 - اقرأ المقال بتمعن
سيد خلف
(
2014 / 2 / 7 - 12:53
)
المقال لا يتوقف عند التاريخ الروسى وحده ,,انه تأريخ للمواقف الغربية التى تستكثر الديموقراطية على الشعوب الاخرى التى لا تنتمى للغرب ,
4 - بوتين المصرى ؟؟
محمود سلطانى
(
2014 / 2 / 7 - 13:48
)
اطمئن تماما ,,فنموذج بوتين الذى تم تدشينه قى روسيا ,,لن يتكرر فى مصر , فشعب مصر نسبة العبيد فيه ,ليست كبيرة ,
5 - بوتين المصرى ؟؟
سالم محمدين
(
2014 / 2 / 7 - 14:22
)
اطمئن يا سيدى ,فنموذج بوتين لن يتكرر فى مصر ,,,,,,,,,,,,,,,
6 - عبيييييييد
nasha
(
2014 / 2 / 8 - 00:49
)
لا يوجد عبيد غير عبيد النصوص الجامده المتحجره القديمه التى تدمر المجتمعات . و تلقى احتراما و قدسيه من ناس لا يهمهم الا مصالحهم او لانهم مجرمون بالطبيعه و حاقدون لفشلهم و فشل نصوصهم و افكارهم و مشروعهم الاجرامي يا المدعو (ساني ماشا
.. إجراءات أمنية مشددة في محيط البلدة القديمة وعند أبواب المسجد
.. مسلسل الحشاشين الحلقة 18.. سوزان نجم الدين تأمر بقتل إحدى حو
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك