الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متسكعون في عَرَصَات جنيف

مصطفى بالي

2014 / 2 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


مما لا شك فيه أنه أصبح واضحا أن الجهل ليست كلمة معاكسة لكلمة الثقافة بقدر ما هي تعبر بذاتها عن ثقافة خاصة ولغة داخلية لها مقوماتها بالقدر الذي يؤكد أنها ليست مرادفا لكلمة الأمية كما ذهب إليه المفكر الليبي الصادق النيهوم.
فالأمية هي حالة أشبه ما تكون بالصفحة البيضاء القابلة لأن تخط عليها ما تريد أما الجهل فهي أشبه ما تكون برجل يمتلك حانوتا فيها من الأسمال ما يصلح لكل شيء إلا كونها مواد صالحة للاستعمال بينما يصر هو أن أسماله هي آخر صرعات الموضة التي يجب على الجميع ارتداءها،يرزح فيها صاحبنا تحت وطأة معلومات جافة و جامدة يسوق لها على أنها المسلمات التي لا يحيد عنها إلا كل متخلف.
الجهل هنا إذاً موقف له مقوماته كأي مرض عقلي لا يشعر به صاحبه ولا يرى سببا لزيارة الطبيب حيث لا ضرس يؤلم و لا صداع يقف حائلا بينه و بين النوم لكنه يسبب الكثير من الألم و الحزن لمن يحيط به،إن الجاهل(المثقف)مثلا يعلم أن (1+1=2)لكنه من المستحيل أن يقتنع أن هذه المسلمة الرياضية تسقط سقوط البعرة من مؤخرة العنزة مع قطرات الماء فقطرات الماء ليس تراكما عدديا بقدر ما هي سيل جارف و طاقة يجب تنظيمها هو أيضا يعلم أن ربطة عنق مع ربطة عنق أخرى في زواريب جنيف تساوي بؤسا تسكعيا لأفراد لا قيمة حقيقية لهم ،تعبر عن فقر مدقع بينما لا يقتنع بتاتا أن شهيدا هنا لم يضع ربطة عنق في أي يوم و شهيدا هناك لم ينزف يوما سوى أحلامه يساوي أساسات متينة لبناء وطن.
الجاهل(المثقف)هو تماما كالأعمى الذي أدخله السلطان لزريبة حيواناته بغية التعرف على فيله فتعرف على كل جزء في الفيل إلا كونه فيلاً،و هو فقير لدرجة أن المسكين يعتبر نفسه غنيا لمجرد حصوله على كيس من العملة دون أن يعلم أن الفقر ينتهي عندما نمتلك عملة يتم تداولها في السوق فالفقر و الغنى لا يقاسان بما نملك بل يقاسان بقيمة ما نملك.
إنه يسوق لبضاعته(الفاسدة المنتهية الصلاحية)بالبلاغة و معسول الكلام،يبدع أيما إبداع في إغرائك دون أن يمتلك ذرة من منطق لإقناعك،فالمغري دائما كانت ساحة حلمه بينما المقنع لم يكن مجالا في أي يوم لجهده المعدوم أصلا،فهو بريء من المنطق و دعوتك له إلى المنطق ما هي سوى دعوة لحضور مراسم دفنه هو بالذات في ركام ما جمعه هو حول نفسه من أوهام.
في جنيف سوق فقراؤنا أنهم يمثلون إرادتنا لمجرد أنهم جلسوا خلف بعض اللصوص(إذ جرت العادة أن تتمثل الشعوب بلصوصها)وراحوا يكتبون الأشعار قياما وقعودا لإغرائنا بأن وجودهم اعتراف ضمني بوجود الكرد بينما لم يجهدوا بجملة واحدة تقنعنا بوجودهم و كأن قضيتنا قضية إثبات وجود و عدم الجرأة على مناقشة متطلبات هذا الوجود.
لهؤلاء المساكين كان يجب أن يهمس أحدا ما(لم ينكر أحدا ما في التاريخ الكردي وجودنا باستثناء الاتراك لكن دائما كان خلافنا حول كيفية التعايش بيننا و بينهم كموجودين فهل ناقشتم ذلك؟؟؟؟)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024