الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع القاص محمدخضير

سعدون هليل

2014 / 2 / 9
الادب والفن


القاص محمد خضير
"بورخس أقرب إلى نفسي لأنه مزج بين الغرابة والحكمة"
حاوره:سعدون هليل

محمد خضير قاص عراقي له بصمته الخاصة على خارطة القصة الحديثة في الوطن العربي لفت أنظار القراء إليه منذ قصته المتميزة "الأرجوحة"ومنذ مجموعته الأولى "المملكة السوداء"ويعد المبدع محمد خضير أبرز قاص عراقي وعربي خاض حوار التجريب في القصة القصيرة وأجاد فيه.تشغل قصص خضير عقول قرائه وتستحثهم على متابعة جديده المثير والمائز. ولد القاص محمد خضير في البصرة عام 1942 حاصل على شهادة التعليم الاعدادي 1960 درَّس في المدارس الابتدائية مدة تزيد على ثلاثين عاماً في مدينة البصرة ومدن العراق الجنوبية. تقاعد منذ عام 1996بداية النشر كانت عام 1962 في مجلة اتحاد الأدباء العراقيين (قصة: النيساني) . تُرجمت أعماله القصصية إلى لغات عدة منها الإنكليزية والفرنسية والألمانية والروسية. (المملكة السوداء : دار أكت سود ـ فرنسا) (بصرياثا ـ مطبعة الجامعة الأميركية ـ القاهرةـ دار فيرسوـ لندن). في حوارنا معه يسلط الكاتب المبدع خضير أضواء عدة على تجربته القصصية،ويشير في الوقت ذاته الى الكثير من الأعمال الابداعية التي ظهرت بعد 2003 ويشخص طبيعة العملية الابداعية ومدى تأثيرها على بناء الأفراد والمجتمعات.
*محمد خضير.. أين هو الآن؟
_ ما زلت أراوح في مكاني. أديم هذا الشعور نفسياً لأتقدم إبداعياً. اختفى كثير من رفاق المسيرة الستينية الذين بدأتُ الكتابة معهم أو بجوارهم. أذكر أني في العام 1962 كنت معلماً ريفيا في الناصرية. وكنت أشعر بنوع من الاستقلال عن فوضى الشارع المديني الستيني، أي كنت بجوار المشهد التاريخي ولم أكن خلاله، كما ظنّ فوكو حين ابتعد بسبب ظروف خاصة عن ثورة الطلبة في باريس عام 1968، لكن مثل هذا الابتعاد قد هيأ له وضعاً نقدياً يواصل فيه أبحاثه الأركيولوجية. القصة مثل الفلسفة تحتاج إلى نوع من البحث الخاص المحايث للأيديولوجيا النقدية التي لا تتأثر بالأحداث الكبرى للتاريخ. أنا ما زلت عند تلك القطيعة الأبستمولوجية التي تحدث عنها باشلار أيضاً. ليس في العمل القصصي انتظام أو تطور. ثمة قطائع وتأسيسات متجددة.
*بدءاً.. إلى أي حد ترى مسافة طموحك في فضاءاتك الإبداعية؟
_ لم يكن طموحي أبداً أن أكون أديباً، أو إني أشعر بذلك الآن بشكل أفضل. طموحي الأدبي أن أكون صانع كتب أو ملفات سردية أو مؤرشف أحداث، لذلك فإن أفضل عمل لكاتب السرد أن يتخذ موقع كاتب العرائض من موضوعاته الطارئة على مشغله على حافة الشارع التاريخي. إنه يراقب وينظر ويؤول لكنه لا يتدخل في تغيير شيء. إن أسوأ القصاصين هؤلاء الذين يقودون شخصياتهم وكأنهم موصّون عليهم في تظاهرة جماهيرية.
*محمد خضير عقبة في طريق القصة العراقية، كما يقول الناقد عباس عبد جاسم. كيف تفسر ذلك؟
_ لستُ عقبة في طريق أحد، لا أعتقد ذلك. بل الأصح القول أن نصوص الآخرين الذين فاتتني مسايرتهم هم عقبتي. في التاريخ السردي العراقي نصوص تتحدى طمأنينتنا واستسلامنا لأسلوب واحد او موقف واحد من الواقع. نصوص فؤاد التكرلي مثلاً في الرواية، أو نصوص سركون بولص وجليل القيسي في القصة القصيرة.
*بصرياثا، مخلوقة من خيال نصوصي لا يروي قدر ما يبحث عن راوية!أهذا ما حققه البصرياثي محمد في تلك المدونة؟
_ نعم. هذا صحيح. كانت بصرياثا عملاً أركيولوجياً يبحث عن راوٍ. وبالطبع فإن (أنا) المؤلف فيها ليست هي ذوات الشخصيات الذين تحدثتُ عنهم. كان التاريخ يتحدث من خلالي وليس هو تاريخي الخاص بل هو تاريخ الوقائع والشخصيات التي لم تعاصرني بل سبقتني بسنوات وكنت مؤرشفاً لها وجامع سيرتها. حتى سنوات الطفولة والشباب نظرتُ إليها من بعيد. لم تكن بصرياثا سيرتي الذاتية إنما سيرة مدينة متخيلة وجدتُ نفسي فيها في لحظة تاريخ الكتابة. إنها لم تكن حتى مدينتي بالذات. رغم إني أعرفها زقاقاً زقاقاً. قلت في مناسبة:" تنكّرتُ لهذه المدينة كي أعرفها". وقد جربت هذا التكنيك "الإنكاري" في كتابة نصوصي التالية لهذا الكتاب.
*يقال أنك تعمد إلى التخطيط قبل الكتابة أيشمل هذا كتابة القصة أم تأليف الكتاب؟
_ أعمد فعلاً للتخطيط الدقيق لأي عمل سردي أكتبه منفرداً وفي كتاب، وهل هناك سبيل آخر لكي أصنع نصاً لا ينتسب لي تماما بقدر انتسابه لنظام سردي لست مخترعه الأول ولا الأخير؟ إن المراقبة النقدية الذاتية ضرورية لبناء النص السردي، وتستطيع أن تسمي الضبط النقدي هذا بالتخطيط.
* يشير الناقد إسماعيل ابراهيم عبد عن " رؤيا البرج" إنها برج لطبقات معرفية مشيدة على سطح عرض افتراضي، وهو ما يقوي نتائجها الفرضية. أحقاً هي هكذا؟ أما كنت تفكر بأبراج بابل القديمة حين كتابتها؟
_قصة مثل "رؤيا البرج" برهان على بحثي الأركيولوجي الذي حايث الحرب العراقية الإيرانية. لقد مرّ حادث تلك الحرب وبقية الحروب التي سبقتها وتلتها من جانبي ولم أكن مشاركاً فيها، وهذا سبب الانطباع الافتراضي عن هذا النص. لا يمكنك أن تتصور عدد الكتب التي قرأتها قبل كتابة هذا النص والمخططات السردية التي وضعتها له. إنها مثال على التخطيط أو التحضير الذي تحدثنا عنه. في جميع قصص الحرب التي كتبتها لا يمثل البطل فيها إلا وثيقة لست أنا صانعها.
*عن " صحيفة التساؤلات" يقول الناقد محمود عبيد الطائي إنها تتكلم بلغة موالاة "متواليات حروفية مجهورة ومهموسة" سداسية التشكل، وهو ما يوسع التفكير مثلما هي كتابة محمد خضير.أترى مثل هذا صالحاً لقياس الجودة؟
_ هذه القصة وجميع قصص "رؤيا خريف" براهين على الانفعال بالقراءة والبحث الأركيولوجي في حوادث التاريخ ونصوصه. وقد لاحظ النقاد شذوذها عن "أسلوبي" القصصي الواقعي. ومتى كان لدي أسلوب أدعيه لنصوصي؟ كما قلت أردت أن أصنع كتباً مختلفة. كانت الرؤيا واحدة من بحوثي وافتراضاتي المحايثة للواقع وحوادثه العظمى التي مرت من جانبي. لقد أعدتُ في أكثر قصص هذه المجموعة إنتاج الرؤى القديمة لسكان وادي الرافدين لكي تتقاطع مع وقائع الحرب وتنقض فروسيتها العدوانية. لكن القصص فُسّرت على نحو أسطوري خاطئ لتهوين أثرها في قراء نصوص الحرب آنذاك. بنيتُ على وثيقة الحرب رؤيا فروسية نقيضة، على النحو الذي بنى فيه سرفانتس روايته التهكمية دون كيشوت.
*أين ترى أوجه التشابه بينك وبين بورخس وأمادو؟
_ هناك فرق بين الاثنين مع أنهما ينتسبان إلى أمريكا اللاتينية وواقعيتها السحرية. بورخس أقرب إلى نفسي لأنه مزج بين الغرابة والحكمة على نحو ما فعل سرفانتس وكتّاب الرؤى العربية القديمة. وفي حينها قلت: "لو لم يكن بورخس موجوداً لاخترعتُ كاتباً يشبهه أضاهيه وأحاول تجاوز عقبته". لكن مثل هذا الوسواس زال بمرور الوقت لأنه لم يكن قضية أسلوبية بحتة. إني أؤمن بتعدد المجرّات السردية وتنوع الحقول التي تصنعها صدمات التاريخ و قطائعه. أعتقد بضرورة موضعة (موقعة) نصوص أي كاتب في المنظومة الكتابية العالمية. فضلاً عن موضعتها بين النصوص المحلية ونصوص الكاتب نفسه. إنها عملية من عمليات التناص الأساسية غالبا ما يسيء النقاد فهمها لدواع غير نقدية في الأساس. لذا يعمد الكاتب إلى إجراء العملية بنفسه أحيانا.
*أترى بأن النصوصية قد غادرتها مدارس النقد؟
_ نعم. النصوصية بمفهوم الأسلوبية. هذا يتماشى مع تغير "أسلوب" الكتّاب الروائيين أنفسهم، هؤلاء الذين تحولوا من كتابة الرواية الأسلوبية إلى كتابة "الربورتاج" الروائي. لقد سخر الكاتب التركي باموق مما يسمى "أسلوب" الكاتب. وبالطبع سيسخر النقد تبعاً لذلك من الغرور الأسلوبي "الشعري" لدى بعض روائيينا. أتابع ما ينجزه النقاد الثقافيون باهتمام. خاصة جماعة النقد الثقافي في ميسان. لو توفرت حاضنة جامعية لهذه الجماعة لأصبحت من أهم المدارس النقدية في الوطن العربي. كما أسجل إعجابي ببحوث نقاد بغداد الجدد وأشهرهم بشرى موسى صالح ونادية العزاوي وصالح زامل، إلى جانب نقاد تاريخيين آخرين. لكن هؤلاء جميعاً متفرقون ولم يتمكن أحدهم من استقطاب مدرسة نقدية يمكن مقارنتها بجماعات النقد الثقافي والسيميائي والنسوي في أوربا وأميركا.
*الجمالية والأدبية احتفتا باللغة، أيعني أن البلاغة ستكون في الأسلوب أم بالعبارة؟
_ سؤال مهم. اللغة معيار أساسي في كتابة النصوص، لكن ليس ببلاغتها الأدبية الموروثة أو أسلوبيتها الشعرية الملحقة بالنصوص، إنما بانزياحها النظمي وتفكيكها للنصوص والوثائق والوقائع التاريخية التي تحتويها. وهنا أقصد اللغة باختلافها وفوريتها وشكّها في العلامات المساوية لدلالاتها. إن اللغة معضلة تواجه أغلب الكتاب لكنهم في الغالب لا يعيرون أهمية لمشكلاتها الكتابية. وهذه المشكلات تشمل ناحية وظيفية وأخرى خيالية، وعلى الكتاب التمييز بين الناحيتين، أو الجمع بينهما في نظام خاص بالنص المكتوب. وعلى العموم فإن لكل نص نظامه اللغوي الخاص. من ناحيتي أجد متعة في البحث اللغوي المقارن. هذا يتطلب مراجعة القواميس والمعاجم بكل أنواعها. لقد وجدت في معجميْ دوزي والكرملي مثلا مادة سردية كامنة في الاستدلالات على أصل الكلمات. يقال أن المعاجم كانت مراجع الشاعر ت. س. إليوت الرئيسة.
*كيف ترى حرية القراءة، ألا تتقاطع مع حرية النص؟ حرية القراءة.. حرية النص.. متى يحصل التقاطع بينهما؟
_ التأويل هو الحد المشترك بين حرية القراءة وحرية الكتابة. لا فرق بين الفعاليتين إلا بدرجة النسبة والتعيين. أين موقعي من النص المقروء؟ وأين موقعي من النص المكتوب؟ أحياناً أبحث في قراءة نص لكاتب غيري ما أود كتابته في نصي الخاص. بالمعنى الشعبي للغيرة والحسد. القراءة والكتابة عملية تبادل مواقع. فإن لم يتوفر مثل هذا التبادل الافتراضي زال شرط الأركيولوجيا الذي تحدثنا عنه سابقاً. لقد أعاد فوكو قراءة ملفات الجنون والطب العيادي في العصر الوسيط لكي يصل إلى كتابة استدلاله الوضعي النقدي لأحداث عصره. كنت مثله مغرماً بقراءة أنواع مختلفة من الكتب. وربما ضبطني أصدقاء أشتري كتاباً في علم الحشرات أو العمارة والفلك. دقق في صورة كاتب وسط مكتبته تحيط به الكتب وتكاد تغطيه، إنها الصورة التي لا يمكن استبدالها بصورة أخرى مهما تشعبت مصادر المعرفة والاتصال. سيتحول كوكب الأرض إلى عجينة ورقية كما تنبأ كورتاثار في إحدى قصصه. وهذا سبب الرعب من الكتب.
*النقد، الثقافة، الدراسة، ألديك ميزان معرفي لفك الاشتباك بينها؟
_ أحاول تحديد مقدار ما أحتاجه من هذه المعارف والممارسات لدعم عملي الخيالي بالأساس.إني أفكر بهذه الدعامات في وقت واحد لكي أنقض الصفة الأدبية الخالصة لنصوصي، وهي نصوص قليلة كما تعرفون. لكنني أجري تعيير نصوصي دائما وأبحث عن موقع لها بين النصوص الأخرى التي ينتجها الكتاب المعاصرون لي. وهذا انشغال يستغرق وقتي كله. ولا أستطيع أن أعين مقدار ما يحتاجه كل كاتب من المعارف والمواقف. إن الأمر يتعلق بالبحث الأركيولوجي المصاحب لكل محاولة أدبية، وعلى موقعها من الخارطة الإشارية الكونية.
*جربت الرواية، والقصة الطويلة، ولم تجرب القصة القصيرة جداً. ترى كيف يجيب محمد خضير عن ذلك؟
_ كما قلت سابقاً هدفي الأدبي صناعة نصوص وليس توظيف أنواع أدبية. لكني عموماً أميل إلى المقطوعات القصيرة. وقد لا أكتب رواية إلا ضمن هذا النظام من المقاطع المتفرقة. بل إني أفهم العمل الطويل على أساس هذه التجزئة والتقطيع (المونتاج) السردي.
*أين تضع النتاج القصصي في العالم، وفي الدول العربية؟ هل ما زال هذا الفن صامداً بوجه الرواية مثلاً؟
_ أظن أن الإنتاج القصصي العربي وحده موسوس بهذه الفرضية: الرواية أولاً. هناك أنواع سردية جديدة اختار كتاب العالم ارتيادها والمغامرة في اكتشافها. إني أطرح مثالاً واحداً على غفلة روائيينا عن نوع أدبي شائع في سردنا العربي القديم هو المقامات، الأساس في سرد الرواية التشردية. إني أعتقد أن التأليف السردي قد يمر من خلال هذه النُظُم من غير أن يفقد معاصرته وجدّته النوعية. قد يعود المخيال الأركيولوجي إلى أقدم أنواع النصوص السردية (ملحمة جلجامش مثلا) لتفكيك نظمها وإعادة إنتاجها. يمكن إعادة الاعتبار للقصة القصيرة بنظمِها في كتب سردية جامعة. مثلا كان كتابي (حدائق الوجوه) الصادر العام 2009 محاولة في المزج بين القصة والسيرة. هناك أكثر من حل لمقاومة إغراء الرواية. النص الجامع أو المجاور أو العابر واحد من هذه الحلول. كيف لنا أن نحافظ على دهشة النص إزاء النظام والرتابة؟ كانت هذه مشكلة كتّاب عراقيين رحلوا أو هاجروا ونتذكرهم كلما سألنا مثل هذا السؤال.
*دأبت منذ أعوام قريبة على كتابة تجارب بعض الروائيين أمثال عبدالكريم العبيدي ومرتضى كزار وغيرهما، وأسميتها روايات التغيير، هل لك ان تحدثنا عنها؟
_ أعتقد أني كنت أحاول فك بعض المغاليق التي تعترض نصوصي من خلال عرض الأساليب الجديدة في كتابة روائيينا. نشرتُ هذه النقود الأركيولوجية تحت عنوان "نقد التقصير" بقصد اختبار صلاحيتها للتعويض عن تقصيرنا في مجال الأنواع السردية الجديدة (مثال رواية الربورتاج عند عبد الكريم العبيدي وعلي بدر والرواية التشردية عند نصيف فلك والوثائقية عند مرتضى كزار وعلي عباس وضياء الجبيلي وعبد الحليم مهودر والفنتازية عند أحمد سعداوي وجمال حسين وبرهان شاوي ونجم والي والسيرة الذاتية عند دنى غالي وعالية ممدوح ولطفية الدليمي ورواية الهجرة عند جنان حلاوي وجيان) . كانت رحلة نقدية ممتعة استعرت فيها آليات القراءة أكثر من مناهج النقد. أعود فأقول إنها رحلة شخصية لاكتشاف قدراتي الروائية فيما لو أردتُ ان أضاهيهم بعملي. وبالطبع كان هؤلاء جميعاً قد تجاوزوا قدراتي بكثير. إني أحسدهم حقاً في الوقت الذي أهنئهم على أعمالهم. من ناحية أخرى كنت أريد بمتابعتي النقدية هذه أن أصحح حدود كتابة رواية التغيير إذ وجدتُ أنها تعود إلى تاريخ أسبق من عام التغييرالسياسي في 2003، فبعض الكتّاب شرع في تأسيس روائي جديد العام 1991 الحد الحقيقي للتغيير الاجتماعي.
*هناك رأي يقول أن مكان المثقف العراقي هو داخل العراق وليس خارجه. ما رأيك؟
_ لقد أثبتت روايات التغيير التي أشرت إليها في الجواب السابق على تعدد مواقع الإنتاج وتنوع الهوية السردية إلى الدرجة التي صرنا نفتخر فيها بهذه الحقيقة الجديدة. فضلاً عن ترشح بعض روائيينا لجوائز عربية وعالمية مرموقة. كل هذا أثبت أن موطن الروائي هو نصه المنتج في أي مكان يحلّ فيه. مثال ذلك أصبح المنفى حاضنة للرواية المهاجرة التي اختارت شكل السيرة الذاتية فيما لم تستطع رواية الداخل ابتكار نظير له.
*أين موقع المرأة العراقية في كتاباتك؟ وما رأيك في وضع الكاتبات العراقيات حالياً؟ وهل يمكن أن نقول عندنا ما يسمى بـ "الأدب النسوي"؟
_ أغلب نماذجي النسائية (في المملكة السوداء مثلا) هي بورتريهات لشخصيات حقيقية انعكست عليها ظروف الحياة القاسية والامتهان الاجتماعي،وما زالت أغلب هذه النماذج محكومة في أعمالنا بهذا السلب الاجتماعي، لذا فهي لم ترتق إلى مستوى النماذج النقدية المعروفة في سرديات الحركة النسوية.لم أقرأ إلا في أعمال عراقية نادرة (لطفية الدليمي وعالية ممدوح وميسلون هادي وهدية حسين وإنعام كججي ودنى غالي) ما يعوض التقصير في نقض السلسلة الذكورية التقليدية التي ظهرت في الأعمال الواقعية (عند غائب طعمة فرمان وفؤاد التكرلي مثلا). تحاول نساؤنا الكاتبات الاقتداء بالكاتبات المصريات واللبنانيات والفلسطينيات اللاتي سبقنهن في هذا المضمار لكنهن يحتجن إلى جرأة أولئك الكاتبات العربيات الجنسوية. مع ذلك لا نستطيع الادعاء أن نماذجنا النسوية ترقى إلى تفكير نماذج توني موريسون أو جويس كارول أوتس الأميركيتين.
*أُدخلت قصصك ضمن المناهج الدراسية وبموافقتك. ألا ترى ذلك سيخرّج جيلاً يكره كتابتك لأنه يدرّسها قسراً؟
_ لا أؤيد هذا النمط من التدريس. ولو كان الأمر بيدي لقررت مثل هذه النصوص لي ولغيري في كتاب مطالعة مستقل لا يخضع الطالب فيه للامتحان، وإنما لتنمية الذائقة القرائية واكتشاف المواهب. أنا ضد التفسيرات والتعليقات الملزمة للطالب برؤية واحدة للنص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أعماله المطبوعة
ـ المملكة السوداء: مجموعة قصص قصيرة ـ بغداد ـ 1972
ـ في درجة 45 مئوي: مجموعة قصص قصيرة ـ بغداد ـ 1978
ـ رؤيا خريف: مجموعة قصص قصيرةـ عمّان ـ الأردن ـ 1995
ـ الحكاية الجديدة: نصوص نقدية ـ عمّان ـ الأردن ـ 1995
ـ بصرياثاـ سيرة مدينة: بغداد ودمشق ـ 1996
ـ تحنيط: مجموعة قصص قصيرة ـ القاهرة ـ 1998
ـ كراسة كانون: رواية ـ بغداد ـ 2001
ـ حدائق الوجوه: مجموعة قصص ـ دمشق ـ 2008
ـ السرد والكتاب ـ نصوص نقدية ـ دبي ـ 2010
- الرجل والفسيل (مقالات) البصرة - 2012
الجوائز الأدبية:
ـ جائزة سلطان العويس ـ الإمارات العربية المتحدة ـ 2004ـ
ـ جائزة القلم الذهبي ـ اتحاد الأدباء العراقيين ـ بغداد ـ العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصدمة علي وجوه الجميع.. حضور فني لافت في جنازة الفنان صلاح


.. السقا وحلمى ومنى زكي أول الحضور لجنازة الفنان الراحل صلاح ال




.. من مسقط رأس الفنان الراحل صلاح السعدني .. هنا كان بيجي مخصوص


.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..




.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما