الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصر اليأس العراقي (الذهبي ) ..!!

واصف شنون

2014 / 2 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قرأنا وسمعنا كثيراً عن العصور الذهبية العربية والعراقية ،لكننا كورثة لتلك العصور لم نلمس منها شيئا على الإطلاق كما هو معروف وبائن ، بل عاشت اجيالنا وأجيال أجدادنا عصور إنحطاط وتخلف وهوان وخضوع على مرّ قرون من السنين ، حتى وصلنا نحن العراقيون على الخصوص لعصر اليأس الذهبي ،بحيث بات من حقنا أن نقول إننا عشنا فترة (ذهبية ) ما ، هي ذهبية للبعض من الفاسدين والقتلة ومعدومي الضمائر والوجدان ، لكنها فترة من عشرة أعوام لم تنتج سوى يأس ذهبي تراكمت سبائكه المزيفة المخلوطة بالصدأ والشوائب التي لاتعالج ولا تذوب ، وبكل أسف فأن الكلمات تقاعدت عن آداء واجبها في التوصيل والكشف والتوضيح بلا موجودات بصرية ترافقها مثل الصورة والفيديو مع ثورة التكنلوجيا وإعلام التواصل الإجتماعي عبر الإنترنيت وأجهزة الهاتف الذكية المنقولة ، ومن خلال ذلك يمكننا أن نقول أيضا ، ان اليأس العراقي هو أليكتروني بدرجة أعلى من الذهبي ..!!
*****
حين ترى بعينك أن وزيرا ً في وزارة هامة وشخصية عامة تقود عشرات الألوف من الناس في دولتك الوطنية التاريخية ذات الخيرات والطاقات ، ينام باكيا ً(صورة وصوت ) وهو يقبل يديّ رجل مثله بأسم القداسة المذهبية الدينية وليس الوطنية الإنسانية مثلا ً..!!،ماذا يتبقى لك من أمل ٍ ومعنى ؟
مسكين نفط العراق وليس شعبه ..!!، فكل شيء يدور حول الذهب الأسود وولاء الأتباع الكمّي ،فتشيع القداسات والتقوى من أجل الجاهّ والنفوذ ومن ثم السلب والغنيمة والقتل والتسويف والترهيب والترغيب ...الخ من فنون خداع الجماهير والقطعان العمياء التي تسير الى حتفها دون إلتفاتة لجهة سوى (الوهم المقدس ) ..! .

*****
وحين ترى ألاف مؤلفة من البشر يخرجون هاتفين بغضب عاطفي حادّ ضد كادر ومحرري ورئيس تحرير صحيفة هي بالأساس مقربة من (الحكومة الدينية التي ترعى المقدسين والمقدسات ) ومدعومة منها ، لأنها نشرت رسم بورتيت صحفي ملون للمرشد الأعلى الديني لدولة مجاورة ، لا بل يتم مهاجمة مبنى الصحيفة بثلاث عبوات ناسفة حطمت جزء من المبنى ، ويخرج وزير العدل في ( الدولة الديمقراطية ) يقول لايجوز المساس بقداسة المرجعيات الدينية ، ما هي تلك المقدسات والمرجعيات؟ هل الرجال المعممون مقدسون ولماذا ؟ وكم عددهم في العراق ؟ وماهي مواصفاتهم القدسية ؟ ولو افترضنا هذا واجب ودستوري وعرف وتقليد إجتماعي شعبي ؟ ما علاقة العراقيين برجل أجنبي بحيث يخرجون بالألاف ويشرعون بالإرهاب اللفظي والفعلي من أجل رسم في صحيفة رسمت صورة لرجل دين أجنبي لكن من نفس الطائفة ؟ ماذا يسمى ذلك ؟ والأنكى ان المتظاهرين الغاضبين المحتجين تم توفير لهم رايات فلسطين والعراق وصور ( الخميني والخامنئي ) مع لافتات ضخمة تدين (الموساد وعملاءه في الصحيفة ) وتهدد بالويل والثبور وتصرخ بالخطوط الحمر هذا بعد زرع العبوات الناسفة الثلاث ، اذن من حقنا القول : هل داعش وحدها من تقوم بالتفجيرات في بغداد والمدن العراقية ، أم أن موت العراقيين اصبح ( لعبة تسلية ) بين الأطراف التي لاتخشى ربها المعبود ولا دينها المتبوع ولارحمتها التي تقول :ان قتل انسان يعني قتل جميع البشر ..؟؟ مرة أخرى اكرر انه الذهب الأسود لمصير أسود في عصر اليأس الذهبي .
*****
وقبل الأحداث أعلاه نعود قليلا الى الوراء ، لنتذكر الحملات الشعبية العراقية والتظاهرات ضد رواتب البرلمانيين وكبار الحكومة وأصحاب الإمتيازات والنفوذ ، والتي تم (التغليس ) عنها بصورة أو اخرى ، حتى إجتمع البرلمان العراقي ليس لمناقشة ما يجري من فوضى دموية وأزمة وطنية قصوى وحروب داخلية بين الجيش الوطني والأرهابيين من داعش ومسلحي العشائر الدليم في الأنبار ولتوضيح الرؤيا كممثلين للشعب ، وليس لمناقشة احوال 140 الف لاجىء عراقي فروا من ديارهم في محافظة الأنبار الغربية بسبب القتال والقصف المدفعي ، بل ناقش النواب مشروع جديد لخدمة التقاعد ووافقوا عليه بعد أن وضعوا فقرات ومواد تجعلهم من الأثرياء أبد العمر وتجعل من أجيال أجيالهم أثرياء وبنفوذ أيضا ومحظوظين ، لأنهم خدموا في البرلمان كأعضاء فقط لبضع سنين أو أشهر أو أيام ، نواب بلا انتاج ولا ضمير ولا تأثير ولا إحترام شعبي ، نواب لم ينتخبهم تم تعيينهم من قبل أحزابهم الطائفية الفاسدة التي ليست لها برامج سوى الشحن الطائفي واشاعة الفتن والتفنن في خلق الأزمات والإعتداء على الحريات ومصادرة الحياة العامة لملايين من العراقيين المغلوب وغير المغلوب على أمرهم .
*****
هل هناك من سمع أو قرأ أن مجتمعا ً وبلداً ودولة ً رسّخت مفاهيم (حرياتها) و(ديمقراطيتها ) مع شتى أنواع ( المقدسات ) الشخصية (أموات وأحياء ) والمكانية (أضرحة ومزارت بالمئات ) والزمنية (تواريخ وتقاويم طوال السنة ) وأساطير ( قصص خيالية وخرافات ) *..الخ .
الحرية هناك مثل نبتة ٍ ُيراد لها أن تنمو فوق سطح صخرة المقدسات الصّلدة ، وهذا لايمكن بدون تحطيم تلك الصخرة المتحجرة عبر قرون من السنين العجاف .

(* ) استعارة بتصرف عن الصديق الشاعر باسم الإنصار ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا امل ولا معنى
علي العبيدي ( 2014 / 2 / 12 - 06:28 )
الويل لكم يامثقفي ووطنيي العراق في زمن الاسلاميين الورعين كذبا وزورا
تريدون غزال هاكم قرد تريدون قرد فخذوه فهو حقكم لاغيره ابدا
من خرج احتجاجا عاى امتيازات خرافيه ورواتب هي سرقه للاموال العامه في وضح النهار هم بضع عشرات لاغير خرجوا باستحياء خائفين وجلين يتلفتون يسارا وخلفهم ويمينهم وهم متنوري هذا الشعب اما من خرج وهو يهتف ضد وطنه وشرفاء وطنه انتصارا للاجنبي فلا حصر لهم باعداد كبيره يلوح من اعينهم الشر ونية القتل وفناء الاخر المخالف لهم بالراي
هذا هو شعبك سيدي العزيز وان اردت تغيير المعادله فلك حل من اثنين لاثالث لهما بتاتا فاما ان تموت حسره وقهر او تسلم امرك الى الله وتنتظر مدة خمسين سنه حينما تنزاح غشاوة الخرافه والجهل والاميه وينتصر العلم والوطنيه والتقدم والثقافه
لم يخرج عامة الناس فقط انتصارا للاجنبي الخامنئي بل خرج برلمانيين ورجال سياسه وقادة ميليشيات واحزاب ووزراء ايضا فيما مظاهرات المطالبه بحقوق الشعب والوطن المرهونه لعصابات المافيا والفساد المتاسلمه فهي بضع عشرات من المغضوب عليهم لاغير
وبمقارنه بسيطه يمكنك ان ترى عمق هوة التغييب والجهل والخرافه التي يعيش فيها العراقيين

اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53