الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرلمانيون.....إِنّي لَأَفتَحُ عَيني حينَ أَفتَحُها.......

شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر

(Shakir Al Khaiatt)

2014 / 2 / 14
كتابات ساخرة


لا يختلف اثنان على ان العرب لم تترك شاردة او واردة الا وضمنتها في حكمها وبلاغة القول مما قل ودل. ولقد حاولت مرارا ان امر بأطروحاتي البسيطة ومباديء المنطق المتواضعة التي امتلكها على امور الحياة واحداثها لعلها تفعل فعلتها وتؤتي اكلها، لكن امرا ما يمنعني بل يجبرني ان لا اخوض غمار هذا الموضوع لا لان الموضوع ليس فيه من العبر والحكمة ما ينفع الناس او انني ( لا سمح الله) قد اخرج عن حدود ادبي واخلاقي، او انني سأجرح مشاعر هذا او اخدش حياء تلك...كلا. كل هذا لم يكن لأنني لا اعرف هذه المصطلحات ولم تكن موجودة يوما في ذاتي علاوة عن عدم تواجدها في مساحات قلمي الطيب الرائع التعابير الذي يستطيع ان يشج انف المقصود دون ان ينزف منه دما، هذا اذا كان المشجوج يمتلك دما على اعتبار اننا في النقد نمتلك نوعين من الدم الاول: الدم المادي الذي ينقسم بالتصنيف الطبي الى مجاميع واصناف تميز كل واحد عن الاخر وهذا مألوف ومعروف لكل ذي بصيرة. الثاني وهذا ما اقصده وهو الدم المعنوي البلاغي الذي يجتاز المعنى المادي وليس فيه كريات دم حمر ولا بيض انما الدم هنا بمثابة الغيرة والحمية والشهامة والكرامة والخجل والحياء والعيب و الاستحياء الذي ورثناه بالتربية المنزلية من آبائنا وامهاتنا وقد ارضعونا تلك المباديء قبل ان نرضع حليب اثدائهن الطاهرة ولذلك يقال في المثل والتعبير هذا الشخص حليبه طاهر او انه راضع من ثدي طيب. مع العلم ان الشعراء قد تعرضوا قديما وحديثا وفي كل الازمنة الى ما نقول الان ولعل استاذنا الموسوي البصري الشاعر المبدع غازي ابو طبيخ قد تعرض الى ذلك في احدى قصائده واذكر منها ما ناسب هذا المقال:
وليس كل حليب طاهرا ابدا............وذاك يظهر في طبع الذي شربا
جميل هذا التعبير وواف، على انني اعتز بهذا البيت مثل اعتزازي بقائله طيب الذكر.
في الايام القليلة الماضية طلع علينا البرلمانيون ببشرى التقاعد للمتقاعدين وقد اقترحت اكثر من مرة ان كلمة متقاعد تكتب على حقيقتها الوصفية التعبيرية على اعتبار اننا امة نمتلك لغة وصفية وتعبيرية ونختلف بها عن باقي اللغات وان تكون كتابتها بدلا عن ( متقاعد) ان تكون ( مت قاعد) وهذا اشرف وانسب لأنه يعني ما تقول الكلمة بالشكل الامثل، هذه الشريحة التي تتمتع بمميزاتها وحقوقها في كل دول العالم باستثناء البلد الفقير الذي لا يمتلك ثروات طبيعية او صناعية وليس فيه أي مجرى للماء سوى ما يسمى دجلة والفرات وبعض الاهوار والشلالات والمسطحات المائية كالأهوار ومثلما يعرف الجميع ان هذه المياه قليلة ولا تروي عطش البرلمانيين مثلما هي اموال العراق التي تستطيع ان تبني وتنشئ قارة بأكملها وليس بلدا مثل العراق ، هذا في المفهوم العام اما في المفهوم الخاص فإنني قد تعبت كثيرا واجهدت نفسي بشكل استثنائي باحثا عن صفة لبرلمانيي الصدفة فلم اجد الا كلمة واحدة قالتها العرب في حق مثل هؤلاء وهذه الكلمة هي قليلة الاستخدام في العربية على اعتبار ان العربية مؤدبة وبما ان هذه الكلمة ليست طيبة فبذلك تكون اقل كلمة يستمع اليها العربي تقريبا وهي كلمة( عفقص) وهذه الكلمة تجمع ( عفاقصة).. واذا اراد البرلماني معرفة معناها فيستطيع بكل بساطة.. الا انني اذكر هنا الشاعر الرائع الخالد الذي نعتز بشعره مثلما بقية الافذاذ من فطاحل الشعر العربي، دعبل الخزاعي، واذكره حقيقة كلما ارى البرلمانيين مكتظين في جلساتهم وكأن الخزاعي قد نطق بتلك القصيدة العصماء بحق هؤلاء الذين حنثوا باليمين وسرقوا مال الفقراء اخزاهم الله في الدنيا وفي الاخرة وما مهزلة التصويت من عدمه التي عجت بها الفضائيات مؤخرا الا كشف لقبحهم ورذالتهم على ان المرجعية الكريمة متمثلة برموزها الاطهار – دام ظلهم الشريف- اسدوا الينا خدمة يجب تقديم كل الاحترام والتقدير لهم على هذه السنة الحسنة التي ستعدل من خط ونهج البرلمانيين الاعوج...ولعل دعبل الخزاعي كان يراهم وهم مجتمعين فيقول:
ما اكثر الناس لا بل ما اقلهم ............... الله يعلم اني لم اقل فندا
اني لأفتح عيني حين افتحها............... على كثير ولكن لا ارى احدا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/