الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخيبة الخامسة عشرة للمؤامرة

مصطفى بالي

2014 / 2 / 14
القضية الكردية


يكاد المتتبع لتاريخ حركة حرية كردستان أن يستنبط منها تاريخ المأساة الكردية و كذلك جهل خصوم هذه الحركة التي أشغلت العالم و أشعلت الثورات في كل مناحي الحياة الكردية.
درجت العادة في القرنين الأخيرين أن يكون إلقاء القبض على قائد أي ثورة أو تصفيته جسدياً هو نهاية الثورة ليس في كردستان فحسب بل حتى في كامل ولايات الدولة العثمانية و الشواهد على ذلك كثيرة ليس أولها فخرالدين المعني كما أنه ليس آخرها سيد رضا في ديرسم.
الدكتور شفان,سعيد آلجي,علي عسكر,و غيرهم كانوا ضحايا لهذه السياسة بعضهم قتل بيد الدولة مباشرة و البعض تمت تصفيته بيد بيادق الدولة المتحركة في تشققات المجتمع على أنهم هم أيضا قادة
أرادوا أن يطبقوا نفس التجربة على قائد الشعب الكردي السيد عبدالله أوجلان باعتبار أن نفس المقدمات دائما تؤدي إلى نفس النتائج,لكن هذه المرة خاب ظنهم و خابت رؤياهم فالنار كانت بردا وسلاما على قائد شعبنا بينما كانت لهيبا و سعيرا يحرق وجوه البعض و يسود وجوه البعض و يكشف عورة الآخرين.
جهل الخصوم يتجلى في كونهم اعتقدوا ان ثورة كردستان هذه كسابقاتها(عواطف قومية ترعاها زغاريد النسوة في كل تقدم وتغشاها الدموع في كل كبوة),أمشاج عقل غريزي يصدح بأمجاد لا يعرف كيف يحييها,قادة جاؤوا من بطون مختومة بالشمع الأحمر لملوك لا ممالك لهم يبحثون بين ركام الدول عن تيجانهم المبنية بجماجم الفقراء من أبناء العامة بينما أبناء الذوات يسيرون بأحذيتهم الفارهة كفراهة وسائل عيشهم على السجاد الأحمر المخادع.
هذه المرة لم يكن الأمر كذلك,وبناء الثورة لم يكن قصر النعمان ابن المنذر كما أن المهندس هذه المرة لم يكن سنمار الذي بيده سر تهديم القصر,فسر الحجروسحره الهادم أصبح بيد الجميع تماما كالنار التي خطفها بروموثيوس من الآلهة وسلمها للعامة,والكبد كبد أمَّةٍ قررت أن تكون يدا واحدة في مقبض السيف والقلم.
اعتقد النظام الهرم بأعوامه الخمسة آلاف أن مختبره ما زال منتجا لكل قذارات السلطة و عصي على أحد أن يخرج من أحابيله،لن يكلفهم إخماد صوت الحرية سوى بإسكات من يصدح بها و طالما أن السيد أوجلان هو المتمرد على النظام و يصدح بصوته فلا بد من اختطافه ،وكأن الاختطاف هي حبة البنادول التي ستسكن ألم صداعهم.
لكن المساكين لم يعلموا أن السيد اوجلان قد علم تلاميذه أن يصدحوا بأغاني الحرية بكل اللغات و بكل الألوان و الأشكال,فانتشرت أصوات الحرية في كل قطاعات المجتمع/أصبحت البندقية تغني و المطرب يحارب و المفكر يزرع و المزارع يكتب و العامل ينشد الشعر و الشاعر يتقمص روح الأنثى في تماهيها مع الحرية و مع هذا القائد,لأول مرة في التاريخ يتحول أشهر سجن للإبادة إلى قلعة للمقاومة و منها تدار دفة السياسة و الحلول,أصبحت إمرالي بوصلة للشعب الكردي و طاولة حلول لقضايا الشرق الأوسط المعمرة و أمراضها المزمنة.
بعد خمسة عشر خيبة من عمر المؤامرة,جاءت الإدارة الذاتية صفعة في وجه المتآمرين و أيقظتهم من غفوتهم حيث كانوا يعتقدون أن الصفعات لن تكون من هذه الجهة فسقطت رهاناتهم في مستنقع جهلهم و أحقادهم
بينما ما زال الكرد يغنون للحرية و لن يتراجعوا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة يتظاهرون بأسلوبهم لدعم غزة


.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس




.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في


.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في




.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ