الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واخيراً.. المالكي في الانبار

محمد الياسري

2014 / 2 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق






رغم ان زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى محافظة الانبار جاءت متاخرة كثيراً، وفقاً وبناءً لما كانت تشهده المحافظة من كم هائل من التداعيات والمشاكل، لكن هذه الزيارة فيها ما فيها من معان ومضامين واهداف قد تتطابق مع اهداف الحلفاء السياسيين لرئيس الوزراء او لاتتطابق، قد ترضي اطرافاً معينة وقد تغضب اخرى .
بدءاً لابد من التأكيد على اهمية الزيارات التي يجب ان ينفذها اي مسؤول في الموقع الاول للسلطة لأبناء شعبه ومدن واقضية ونواحي بلاده لانها ستعطي هذا المسؤول تصورات واضحة عن الارضية التي يقف عليها بين صفوف هذا الشعب ،هذا من جهة ، ومن جهة اخرى تجعله مطلعاً عن كثب على حجم المعاناة التي يعانيها المواطن والحاجة الماسة لاي خدمات او استقرار سياسي وامني واقتصادي ولهذا فالزيارات يجب ان تكون اجندة ثابتة لاي مسؤول سياسي همه شعبه وتطلعاته.
اذن فكيف الحال بقضية شائكة متعددة الجوانب كقضية الانبار وما تحمله من تداعيات خطيرة على امن وسلامة البلاد واستقراره وتطوره والاهم من كل هذا تهدد حياة الشعب العراقي وتبيح دمه؟
فالواجب الوطني والشرعي للحاكم يقتضيان دون ادنى تفكير السعي للوقوف بلا ادنى تردد مع قضية شعبه في اي بقعة من بقاع البلد وتبادل الافكار مع ناسه دون وساطات او موفدين او مبعوثين ووضع كل شيء بموضعه.
كنا نتمنى ان يقوم رئيس الوزراء بزيارته للانبار يوم انطلقت تظاهرات ابنائها وتحت اي مسمى واي ذريعة وان يكون دولته يومها واقفا بينهم مستمعا لما يريدون مقبولة مطالبهم ام لا وافهامهم ماذا يحق لهم وماذا لايجوز ان يطالبوا به لكان الامر اهون كثيرا مما وصلنا اليه الان من تداعيات وازمات وركوب بعض المتصدين موجة التظاهرات وفيما بعد تحول الازمة الى حرب ودماء ومعارك.
نحن، وان كنا لانلقي اللوم على السيد المالكي بتأخر حضوره بين ابناء شعبه في الانبار، فاننا نرى ان زيارته الاخيرة حملت الكثير من الامور التي وضحت امام من التقوه واستمعوا الى رأي السلطة التنفيذية وماذا في بالها من افكار على ما يريدون وبالمقابل استمع هو الى طرف يحمل معاناة محافظته وتطلعاته دون رتوش ودونما زيادة او نقصان ودون وسيط صاحب مآرب واهداف خبيثة ، وهنا يستطيع رئيس الوزراء ان يقرأ وجوه من التقاهم وافكارهم ونياتهم دون ان يزوق او يسيء لهذه الوجوه احد.
ماطرحه رئيس الوزراء في زيارته للانبار من رؤى لطرد المسلحين الارهابيين وافكار للبناء وتعويض اهلها واعمار الخراب الذي حل بها وافكار اخرى لبناء قوات للشرطة من ابناء المحافظة وفق اسس مهنية واستماعه لمجمل طلبات ابناء شعبه بالمحافظة اوجد بالتأكيد نوعا من الثقة في نفوس ابناء المحافظة وربما صار لديهم بعض الامل ان حكومتهم تفكر فيه وبما يعانيه وليس كما يشاع عنها انها تريد تهميشه وظلمه وربما قال بعضهم ابادته..وبالتالي فأن الصورة الضبابية التي كانت مسيطرة على المواطن الانباري وربما بقية المواطنين في محافظات اخرى قد توضحت وان كان وضوحاً جزئياً وبات لدى هذا المواطن حقيقة مهمة ان الدولة همها الاساس اسعاده رغم بعض قصورها وفشلها شريطة ان تكون الحقوق المطلوبة قريبة من الواقع قابلة للتنفيذ.
شيء مهم آخر قد تفرزه الزيارة وان تم الايفاء بالتعهدات وانجاز الوعود هو كشف الاجندات المعادية الداخلية منها والخارجية وتعرية اهدافها وفضح ما تروج له ان حكومته طائفية لاتبالي بالمكونات الاخرى المخالفة لنظرتها الطائفية والدليل ان هذه الحكومة لم تقف معكم في اي مطلب تريديون ومن هنا اعتقد ان سرعة انجاز الحسم العسكري في المحافظة والاستعجال الاكثر في عملية بنائها واعمارها وتعويض اهلها المتضررين وبناء قواتها المحلية وتسليحها عدة وعتاد واعتماد المهنية بهذا الاعداد كفيل بسقوط ورقة التوت للاعبين على مصائبنا وهمومنا وجرحنا.
لاشك اننا لانستطيع الان الخروج بتقييم كامل عن زيارة نوري المالكي ولا ندعي نجاحها بالكامل او انها حققت ما يصبو له هذا المواطن الانباري الذي ذاق الامرين من القتل والتهجير والتدمير.. لكن زيارة كهذه لها اهميتها رغم تأخرها.. وان تأتي متأخرة خير من ألا تأتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة