الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام ليس مُسلماً

حمودة إسماعيلي

2014 / 2 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كل ديانة ماهي إلا مجموعة كتابات، تحتوي بداخلها خطابات حول التعامل الاجتماعي (الناسوت) والتعامل الالهي (مع الاله أو اللاهوت)، لذلك فإن المنتسبين لهذه الديانات هم ممثلوها، وبما أنهم هنا يصبحون وجها للدين، فإنهم ودينهم شيء واحد.

إن المنتسبين هم الترجمة لكتابات الديانة واقعيا وسلوكيا، فلو أخدنا كمثال جماعة تدافع عن الأمانة، وتبَيّن أن أعضاء تلك الجماعة (بغالبيتهم) يمتهنون السرقة وخيانة الأمانة، فمن السخافة، القول بأن الأعضاء لا يمثلون عقيدة الجماعة ! فبما أن العقيدة ليس لها أي دور أو تأثير، فليس لها وجود.

في الإسلام نجد التعاملات الإلهية (الطقوس الدينية)، والتعاملات الاجتماعية بما فيها الحس الانساني والاجتماعي من جانب، والرد العدواني من جانب آخر. بذلك فإن الجميع يعلم بأن الطقوس الدينية مقترنة بصاحبها ومؤدّيها، حتى لو تمت مراقبته وحثه عليها فإنها بالأخير تعود للعلاقة الأصلية التي بين الشخص وإلهه. أما الجانب الانساني في التعامل فهو الأهم، لأن الديانة تحث على احترام وتوقير وعدم التسبب بالأذى للآخرين (خاصةً الجار والمقرّبين)، أما الشق العدواني فهو حالة طارئة يلجأ لها المعني كدفاع وحماية لنفسه ولأقربائه أو المشتركين معه فكريا أو دينيا أو جغرافيا .. بصفة عامة.

بهذا، فلا تعليق حول التعامل الالهي، لأنه خارج عن نطاق الملاحظة والتقرير والنقد، لكن بالنسبة للتعامل الإنساني فهنا تكمن الإشكالية، لأن المسلمين بغالبيتهم غير مؤدبين ولا يطبقون التعاليم الأخلاقية بدينهم، كإحترام الآخرين وعدم التدخل بشؤونهم أو إزعاجهم أو أذيتهم. بل إن أغلب شكاوي العالم الإسلامي هي شكاوي الناس من بعضهم البعض، حتى أنه صار أمرا عاديا أن يتقاتلوا فيما بينهم ويسببوا الألم لبعضهم البعض. وأصبح الجانب الطاغي من الخطاب هو الجانب العدواني، وبث الكره للإنسان (أكان من المنتسبين أو من المخالفين)، وذلك حتى يتسنى في هذه الحالة، ترجمة الجانب العداوني من الدين/الشخص.

وأرى أنه من المنصف، أن يتم الاشتغال على ملف، وذلك ليتم الاعتراف رسميا برياضة جديدة، وهي رياضة التفجير الانتحاري، تقام بصفة دورية، يتم فيها ترشح الراغبين في الانفجار، وأفضل عملية انتحارية/انفجارية تفوز بالمدالية الذهبية، التي تذهب إما لعائلة الرياضي أو لِمُدّربه الجهادي، طالما أنه لن يكون موجودا بعد تقديمه للعرض. وانطلاقا من ذلك لن تصبح العمليات الانتحارية أمرا مُشينا ومؤذيا، بل ستتحول لعروض جمالية ومنافسات نبيلة، بذلك يُضمن لهواة هذا النشاط، مُتنفسا للتعبير عن هوسهم وهوائهم، بإبعادهم في نفس الوقت عن أذية المجتمع، كضمان لأمن الأفراد.

عندما يزعم أحدهم أن المنتسبين للإسلام لا يمثلون الإسلام، يجب عليه أن يدرك أننا نعلم ذلك، ونعلم كذلك أن الإسلام نفسه ليس مُسلماً، لأن المسلم هو "من سَلِم الناس من لسانه ويده"، كما وضّح ذلك النبي محمد لأتباعه .. وليس من أسلم الناس "على" لسانه ويده ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاخام إسرائيلي يؤدي صلاة تلمودية في المسجد الأقصى بعد اقتحام


.. أكبر دولة مسلمة في العالم تلجأ إلى -الإسلام الأخضر-




.. #shorts - 14-Al-Baqarah


.. #shorts -15- AL-Baqarah




.. #shorts -2- Al-Baqarah