الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اِقْتَرِبِي مِنِّي

جان برو

2014 / 2 / 17
الادب والفن


اِقْتَرِبِي مِنِّي

اِقْتَرِبِي مِنِّي..
حَتَّى أَشْتَمَّ زَهْرَ اَنْفَاسِكِ الزَكِيَّةْ،
حَتَّى أُطَهِّرَ رُوحِي بِعَبِيرِ شَفَتَيْكِ،
وَأَنْعَمَ بَيْنَ أَحْضَانِكِ بِالدِّفْءِ،
وَأَنْعَمَ بِرَوعَةِ الحُرِّيَةْ،
اِقْتَرِبِيْ كَيْ أُقَبِّلَ شَفَتَيْكِ بِشَبَقٍ لِأَحْيَا،
وَهَلْ لِعَاشِقٍ مِثْلِي غَيْرَ شِفَاهِكِ مَلَاذً،
وَهَلْ لِلْحَيَاةِ بِغَيْرِ قُبُلَاتِكِ شَرْعِيَّةْ،
وَهَلْ لَهَا مُوسِيقَى،
وَإِيقَاعٌ غَيْرَ نَبَضَاتِ قَلْبِكِ،
وَهَلْ لِلمَوْتِ قَاتِلٌ، غَيْرُ عَيْنَاكِ العَسَلِيَّةْ،
وَرَائِحَةُ العَرَقِ مِنْكِ مِسْكٌ وَعَنْبَرْ،
عَسَلٌ مُصَفَّى، شَهْدٌ مُقَطَّرْ،
كَمَاءِ الحَيَاةِ مُرَقْرَقٌ،
لَا بَلْ مِنْ مَاءِ الحَيَاةِ أَنْقَى، وَأَطْهَرْ،
رَائِحَةُ العَرَقِ مِنْكِ..
نَسَائِمُ وَرْدَةٍ جُورِيَّةْ،
عَبَقُ يَاسَمِينَةٍ دِمَشْقِيَّةْ،
قَصِيدَةُ حُبٍّ كُرْدِيَّةْ،
مَاءٌ لِعَطَشِي، بَلْسَمٌ لِجُرْحِي،
وَلِلْخُلُودِ وَصْفَةٌ سِحْرِيَّةْ،
أُحِبُّكِ وَأَنْتِ تَاجُ الحُبِّ،
كَمَا لَوْ أَنَّ الحُبَّ قَدْ وُجِدَ فِي هَذَا العَالَمِ لِأَجْلِكِ فَقَطْ،
أُحِبُّكِ، وَوَدَدْتُ لَوْ قُلْتُهَا فِي كُلِّ لَحْظَةٍ،
وَمَا هَمَّنِي إِنْ كُنْتِ أَنْتِ الصَّوَابَ،
أَمْ كُنْتِ أَنْتِ الغَلَطْ،
أُحِبُّكِ مِنَ الأَلِفِ إِلَى اليَاءْ،
مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءْ،
مِنَ المَسَاءِ إِلَى المَسَاءْ،
مِنْ خَلْقِ التُفَّاحَةِ، لِخَلْقِ حَوَاءْ،
مِنَ العَصْرِ الحَجَرِيِّ، لِعَصْرِ الخُلَفَاءْ،
أُحِبُّكِ يَا زَهْرَتِي بِكُلِّ اللُغَاتِ الأَرْضِيَّةْ،
وَكُلِّ الحِقَبِ الزَمَنِيَّةْ،
أُحِبُّكِ مَكْتُوبَةٌ فِي بِطَاقَتِي الشَخْصِيَّةْ،
مَكْتُوبَةٌ فِي سِحْرِ القَمَرِ،
مَغْرُوسَةٌ فِي الأَرْضِ، مُتَجَذِرَةٌ فِي الهَوَيَّةْ،
إِقْتَرِيبِي مِنِّي، حَتَّى تُبَارِكُنِي يَدَاكِ،
حَتَّى يَكُونَ الحُبُّ مُقَرَّرَاً مُعْتَمَدً فِي المَنَاهِجِ الدِّرَاسِيَّةْ،
حَتَّى يَكُونَ أَصْلً مُتَأَصِلاً فِي الأُصُولِ التَّعْلِيْمِيَّةْ،
حَتَّى يُصْبِحَ شِعَارً مُنْقِذً فِي الحَمَلَاتِ الإِنْتِخَابِيَّةْ،
حَتَّى يُصْبِحَ قَانَونَاً يُحْتَرَمُ،
فِي كُلِّ المَوَاثِيقِ وَالمُعَاهَدَاتِ الدَوْلِيَّةْ،
حَتَّى تَحْتَرِمُهُ الكُتُبُ الدِّينِيَّةْ،
وَالكُتُبُ الشُيُوعِيَّةْ، وَالكُتُبُ المَذْهَبِيَّةْ،
وَالقَوْمِيَّةْ، وَالطَائِفِيَّةْ، وَالإِمْبِرْيَالِيَّةْ، وَالعُنْصُرِيَّةْ،
إِقْتَرِبِي مِنِّي وَبَارِكِينِي أَيَتُهَا السَّمْرَاءُ الشَّرْقِيَّةْ،
حَطِّمِي أَضْلَاعِي بَيْنَ أَضْلَاعِكِ،
مَزِّقِي شِفَاهِي بِالقُبَلِ، مَزِّقِينِي،
اِهْدُمِي اَسْوَارَ الكَبْتِ البَدَوِيَّةْ،
مَزِّقِي عَنِّي قَمِيصِي الذِي أَكَادُ بِهِ أَخْتَنِقُ،
ثُمَّ دَعِي حُمْرَةَ شَفَتَيْكِ تَطْبَعُ عَلَى صَدْرِي وِسَامَ الحُبِّ،
حَتَّى أُعْلِنَ فِي النَّاسِ بِأَنِّي مِنَ الحُبِّ،
نَبِيَّاً مُرْسَلً لِلْبَشَرِيَّةْ.

جان برو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن