الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما كان الانتصار للإله الذكر

معاد محال

2014 / 2 / 19
ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014


إلى صديقتي الغالية..كريمة

إن جميع الممارسات التي اتهمت وحاكمت المرأة لا لشيء سوى لأنها امرأة، فعلت ذلك باسم الدين، فهذا الأخير وكما نعلم هو الرداء الذي يغلف به البعض أفكارهم لمنحها الشرعية ولتنزهوا بها عن كل نقد وليترفعوا بها عن كل تحليل. ومسألة ارتباط حقوق المرأة بالبعد الديني جاء نتيجة لتاريخ من الإهانة والتهميش التي تعرضت له من خلال التعاليم الدينية إلى جانب العادات والتقاليد – التي لم يتبقى منها إلا ما يكرس لتلك التعاليم – منذ أن اختارت البشرية إلها ذكرا محاطا بملائكة ذكور يختار أنبياءه من فئة الذكور أمام تراجع دور الآلهة الإناث في مجتمعات البشرية مقابل هيمنة الأول.
هذا ربما يبرز لنا دور الأفكار الدينية في تكوين نمط تفكير المجتمعات، نظرة بسيطة شاملة إلى مجتمع ما سيعطيك على الأقل فكرة عن طبيعة الديانة التي يتبعونها أو طريقة تعاملهم مع نصوصها، ونظرة شاملة إلى المجتمعات العربية الإسلامية وإلى مجتمعات شمال إفريقيا – التي صارت بدورها عربية إسلامية لأسباب تاريخية – يعطينا فكرة عن طبيعة نصوصنا المقدسة وكيفية تعاملنا معها، ولا يسعني هنا إلا أن أشيد بالجهد الذي قام بها بعض مفكرونا على مر العصور ومطالبتهم بالتخلي عن تلك النظرة المتحجرة إلى النص المقدس وتعويضها بأخرى أكثر انفتاحا نستطيع معها مسايرة العصر وتطوره دون الوقوع في التناقض، قبل أن يدخل البترول على الخط ويرجح الكفة لأصحاب الدعوة السلفية الذين سخر لهم كل وسائل التأثير والهيمنة أبرزها طبعا القنوات الفضائية.
إن هذه الوسائل جعلت من رجل الدين السلفي نجما لامعا، يطل علينا من قناته الفضائية وهو موجود داخل بلاطو مجهز بأحد الوسائل التكنولوجية وديكورات مغرقة في العصرنة، تتناقض بشكل تام مع مضمون الرسائل التي يوجهها إلى جمهوره، هي صورة مشوهة بلا شك لكنها أشبعت شغف الكثيرين، وهم يتوهمون أن المسلم السلفي قادر على التعامل مع وسائل العصر، وإن تعاليمه التي يؤمن بها هي التي توجهه في ذلك ! إذا كانت هذه هي صورة مجتمعاتنا في ظل العولمة ووسائل الاتصال الحديثة، فما هي صورة نصف هذا المجتمع أي المرأة ؟
شخصية مريضة، خائفة، مترددة، تقف في ملتقى الطرق ولا تدري أي طريق ستسلك، حائرة بين الخضوع لسلطة الذكر والانجرار وراء دعاة التحرر. لقد حولنا المرأة إلى إنسان يجهل مصيره بسبب الوصاية التي يفرضها البعض عليها، إنها صورة مشوهة نتيجة تشوه الصورة الكاملة التي ذكرناها سلفا، صارت إنسانا لم يعد يفرق بين الحقيقة والكذب، هناك من صدقن الكذبة وهناك من تحررن منها وتمردن عليها، وهناك – وهذا هو الأخطر – من وقفن في منتصف الطريق تتملكهن الحيرة بين هذا وذاك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد