الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الحميد درويش في أرذل عمره

مصطفى بالي

2014 / 2 / 21
القضية الكردية


في مثل هذه الأيام من العام 2009 كتبت في مقال تأبيني عن الشهيد أوصمان دادالي لمجلة صوت كردستان (إن الطغاة الذين اعتقدوا بأنهم سيخنقون هذا الصوت يجهلون بأن الرابية التي ستحتضن الجثمان المسجى ستتحول إلى مزار سنوي لطلاب الحرية والمناضلين وإن هذا الصوت سينبعث أكثر قوةٍ).
في تلك الأيام العصيبة من الملاحقات,المضايقات,التغييب في غياهب السجون والمعتقلات,القتل لكوادر الحركة الآبوجيةو(pyd) جزء منها,لم نكن في خشية أوريبة من أمرنا,لم نكن نستغرب تغول الآلة الأمنية السورية,فالفعل الثوري الآبوجي يستدعي هذا التوحش من هذا النظام الذي يدرك أن ديناميات التغيير والضغط متواجدة ضمن هذه الحركة لاغير,لكن ما كان يثير شجوننا وحزننا,أن أخوة لنا كانوا يدعون ماليس فيهم,يحملون أسماء أحزاب(زورا وبهتانا)يرفعون العقيرة في وجهنا(كما هذه الأيام)بينما يصيبهم وقر السنين في مواجهة النظام(وكأن كل قطط العالم قد اتخذت من ألسنتهم وجبة),هؤلاء كانوا من الجبن لدرجة أنهم لم يتجرؤوا على تقديم واجب العزاء في الشهيد ناهيك عن عدم قدرتهم على استصدار بيان إدانة(إنساني كأضعف الإيمان).
منذ أيام كنا في ضيافة الشهيد أوصمان دادالي في مزاره السنوي,حيث هو قبلة المناضلين ورمز كفاح لا تنتهي عِبَرَهُ,رأيت الحشود المتهافتة نحو الضريح حيث(يتوافدون من كل فج عميق)بينما نشاذ أحدهم يطن كذبابة أصابها الهرم من طول مدة استنشاقها للميتان,يتهم(PYD)بالتعاون مع النظام,عجوزنا المتصابي الذي اشتعل رأسه شيبا بينما مازالت نفسه تهفو لارتشاف كأس التملق وتقديم الولاءات المجانية،نسي(شيخ الكار)خيم التعزية التي كان يقيمها حيث حل وارتحل حزنا على(رمز الصمود و التصدي)ومن قبله دموعه المدرار و وفوده المرتحلة نحو القرداحة للتبرك بتراب(الفارس الذهبي)وجدته(المباركة)التي انجبت(رمز الصمود),نسي شيخ الكار إصداره لبيانات وقف المظاهر الاحتفالية في نوروز(حزنا على الرائد المظلي زهرة شباب الوطن)وكأن البقية هم أغصان التقليم الذين لايجوز الحزن عليهم.شيخ الكار وهو يجر خلفه عقود عمره الثمانية يعرج كعادته على مواقفه(التي ما تعود أن تقف فيها سوى قوافل الذل والارتزاق)نسي أيضا تسوله على عتبات كل مفارز وأقسام أمن النظام علَّه يحصل على وثيقة الانضمام إلى الجبهة الوطنية التقدمية(إذ لم يمنحه النظام يوما شرف التسول على باب الأفرع فكان فنجان قهوة مع رتبة مساعد في الأمن ديدنه اليومي واللقاء برتبة ملازم أقصى حلمه).
شيخ الكار,كار التسول والارتزاق,وهو في أرذل عمره ما أراد إلا أن يؤكد على هويته التاريخية بتطاوله على ثورة روج آفا عندما جلس إلى مائدة الجربا,فهز إليه بجذع الكذب والافتراء وانضم إلى جوقة النشاذ حيث خانه ذكاؤه هذه المرة واعتقد أنها ليلة فتح مكة،والجحفل سيدخلها من كل الأبواب,فلا بد من أَسْلَمَةٍ تنقذ عنقه على حافة قبره,مقتديا بأبو سفيان،لكن لغبائه أوآثار الخرف المتراكمة على سنونه,نسي أن أبا سفيان لم يقطع حبال الوصل مع كل الأطراف فكان بيته وفق ذلك ملاذا آمنا لكل من لم يقدم فروض الطاعة الولاء.
اعتقد المسكين أن جنيف هي محطة التتويج والرويج،فما كانت إلامحطة لتتويج الموتورين على عروش الجهل والغباء وماكانت سوى محطة لترويج الاجترار والأحلام المريضة.
حلم شيخ الكار تحول لكابوس يؤرق أرذل عمره بينما ما زال الشهيد أوصمان دادالي يغني للحرية من رابيته المباركة ويزجي الصفعة تلو الأخرى للجوقة الضالة
عذرا شهيدنا القائد فأنا لاأقارنك هنا بأساطين العار,إنما أذكر فقط عسى أن تنفع الذكرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا