الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أدلجة الأطفال عبر الرسوم المتحركة
حمودة إسماعيلي
2014 / 2 / 22التربية والتعليم والبحث العلمي
نحن لا نكبر حقيقةً، إننا فقط نتلقّن كيفية التصرف في الأماكن العامة
.. براين وايت
تقوم بعض الإنتاجات التلفزيونية الخاصة بتقديم مواد ترفيهية للأطفال، بأدلجة هذه المواد عبر تزييف التاريخ حسب رواية مخالفة بالرسوم المتحركة، أو تضمين خطاب معين نحو بث حقد أو كره لجهة معينة أو الاستهزاء أو تصوير مجموعات معينة بأنها تقل إنسانية عن الباقين، وذلك عبر لسان شخصيات السيناريو التي تُمثل بالنسبة للأطفال الحقيقة والفضيلة. فالطفل قد لا يصدق معلمه لكن لن يكذب أقوال أبطاله الكرتونيين، وذلك ما يدفع البعض لاستغلال هذا المنبر "الجد مؤثر" في الأطفال، لتشويه الواقع أو تزييف بعض الحقائق المعينة، والتأكيد على أن ذلك التزييف التاريخي الذي يقدمونه : هو الحقيقة.
الرسوم المتحركة تقوم على صراع الخير والشر، إدخال الأديان وفرزها بين من تمثل الخير ومن تمثل الشر، يعتبر حماقة فكرية، وتشجيعا على التخلف والصدام.
قليلة هي المواد الترفيهية للأطفال التي تتضمن تقديم مواضيع ثقافية وعلمية أو حتى موسيقية، فأغلب مسلسلات الرسوم المتحركة، هي بين أبطال وأشرار، طبيعي أن يتماهى الأطفال مع الأبطال، طالما أن الخطاب الثقافي والاجتماعي يدعم ذلك (نجد حتى الرسوم المتحركة الأجنبية يطالها التحريف بالنسبة للترجمة أو حذف مقاطع منها كي تلائم تواجهات ثقافية). وهنا قد تكمن المشكلة بحكم أن الغالبية تظل طفولية فكريا (فالأفكار التي تلقّنتها بالرسوم المتحركة في طفولتها، تستمر معها كنظام ثقافي ممنهج حتى السنوات الجامعية : كقولبة أيديولوجية)، فإنها ترى كل من يخالفون أفكارها ومعتقداتها من الأشرار، كما كان أشرار الكرتون يخالفون فكر وأهداف الأبطال.
فيحدث هنا ما يسمى "شيطنة الآخر"، يصبح المخالف ممثلا للشر كمخلوق أدنى عن النوع البشري. وحتى بالنسبة للكرتون الذي تكون شخصياته عبارة عن كائنات غريبة أو حيوانات، فإن الأشرار غالبا ما يطالهم تشويه أكثر لأشكالهم عن أشكال الأبطال، أو تجدهم متسخين أو مخيفين عكس المخلوقات الأخرى، التي تبدو محببّة. هنا يصبح "الآخر" مسخ، لا حق له بإدلاء رأيه أو التعبير عن موقفه، لأنه "وحش" مصدر تهديد.
ولنتخيل الكارثة عندما تعتنق شخصيات الكرتون لأديان معينة، فيتم اسقاط ديانة الأشرار الكرتونيين، على الواقع الاجتماعي، ما يعني أن كل معتنق لهذه الديانة هو شرير لا ضرر في القضاء عليه ! أو استخدام سياسة الإبعاد أو الإقصاء معه (معهم).
تقول الشاعرة الأمريكية ليديا سيغورني : "إن العادات التي نُكسبها للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة هي التي تحدد ما إذا كان الأطفال سيعيشون حياة الفقر أو الثراء، أو الإنتاجية أو الخمول، أو الخير أو الشر. فلنعلّمهم العادات الجيدة منذ صغرهم لنضمن لهم مستقبلاً آمناً".
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إسرائيل تقوم بأكبر عملية مصادرة لأراض فلسطينية في الأغوار من
.. إسرائيل تغلق معبر الملك حسين مع الأردن بعد عملية إطلاق نار ق
.. تركيا: مواجهة انتخابية جديدة على رئاسة البلديات، ماذا يريد ا
.. نتنياهو يوافق على إرسال وفد إسرائيلي لواشنطن لبحث الهجوم الب
.. قصف عنيف وغارات ومعارك محتدمة قرب مدينة غزة وفي خان يونس