الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لا تنزع هذا الثوب
على المحلاوى
2014 / 2 / 27مواضيع وابحاث سياسية
الشعوب فى تاريخها تمر بمراحل من الازدهار ومراحل من الانكسار ،وهذه الفترة من الانكسار التى نعيشها الان تظهر بعض الدعوات التى ظاهرها البناء وباطنها الهدم ،و تجد من يروج لها تحت دعاوى لابد من هدم القديم الطالح لنقيم الحديث الصالح لنلحق بركب من سبقنا
ويأتوك بحديث ظاهرة الرحمة وباطنة العذاب
ظاهر كلامهم ليس سوى ابتغاء مصلحة البلاد والعباد ،ودافعهم الوطنية ،ودعواهم ترك كل بالى من الافكار التى تعيق تقدمنا وتجعلنا لازلنا نرزح فى التخلف ،وتعيقنا عن اللحاق بركب الحضارة والاخذ بأسباب التقدم
اما باطنة ،فهدفهم الفرقة والانقسام ،وخلق جيل فاقد لهويته منقطع عن انتمائه، تائه لا يدرى اين المقر والمستقر مستخدمين كتاباتهم كمعول هدم للوصول لغايتهم ،ولو بحثت عن باطن دعواهم ،تجد بعضهم ينطلق من اساس دينى ،او طائفى ،او عرقى ،او له مصالح شخصية ،او فكر ايديولوجى ،والبعض وللحق من منطلق قناعته الشخصية
ومن تلك الدعاوى ،نفى الهوية العربية عن مصر ،ومحاولة نزع ثوب العروبة عنها
ويجهدون أنفسهم اى اجتهاد لأثبات ذلك ،فينكبون على الكتب القديم منها والحديث ،لجمع كلمه هنا ورأى هناك، وشهادة رجل دولة هنا او مذكرات كتبها هناك ،او كاتب من العهد القديم قد كتب كتابا فى عصر غير العصر وزمان غير الزمان يعد الان من التراث ،يجمعون كل ذلك معا فى عملية انتقائية للتاريخ ،بمحاولة لأثبات ما بعقلهم هم لاكما يقول الواقع ،ولهؤلاء ومن دع بدعواهم اقول
الام تهدفون من وراء نعراتكم تلك ؟وما هو مقصدكم بدعواكم ؟ هل تعلمون انكم بكلامكم هذا تلحقون الضرر بأوطانكم ،وتشدو من ازر عدوكم ، ففى الوقت الذى تتحد فيه الدول وتتجمع الكيانات ،نجد دعواكم بالفرقة والتشرذم
ان عروبة مصر تثبته مجموعة من العوامل المشتركة، التى مهما حاولتم هدمها ،لن تفلحو نتيجة رسوخها وقوتها وثباتها فى تربة هذا الوطن
ان العوامل المشتركة بين الشعوب العربية كثيرة جدا ،منها التاريخ والجغرافيا والدين واللغة والعادات الاجتماعية والتقاليد والتراث المشترك ،وليس معنى هذا ان هناك تجانس تام بين الشعب العربى، فهناك قدر من الخصوصية يتمتع بها كل اقليم ،وهذه الخصوصية لا تنزع عنة صفة العروبة ،بل ان اختفاء احد العناصر لا تخرجه من عبائه الانتماء ،لان الصفات الاخرى تجعل هويته ثابتة
ولا تعارض بين كونى مصريا ،وكونى عربيا ،فانا انطلق من الدائرة المصرية، الى الدائرة العربية، فالدائرة الاعم والاشمل وهى الدائرة الانسانية ،واعلم ان السير وراء تلك النعرات ،يحقق ما كان يدعو الية الغرب والدولة الصهيونية ويناضل من اجل غرسة فى ادمغتنا ،وذلك بهدف الاستفراد بنا كلا على حدة
ليس معنى فشل الانظمة السياسية فى بلادنا العربية ،يعنى فشل الفكرة بل هو نجاح عدونا فيما سعى الية ،وهو وان كان قد نجح سياسيا ،فقد فشل فى تفريقنا معنويا ،وهو ما يحاول جاهدا ان يسعى الية
واوضح مثال على الرابطة المعنوية ،الشرارة التى انطلقت من تونس فأشعلت العالم العربى ، ولازالت احداثها مستمرة الى الان
يامن تدعون للفرقة والانعزال ،فى الوقت الذى نحتاج فيه لأكبر قدر من التكاتف ،هل تظنون ان عدوكم سيترك بلادكم اذا تخلت عن عروبتها ،انتم واهمون فدورنا قادم لامحالة ،فهو محدد ولكن مؤجل الى حين
اذا كانت اللغة كما يقال وعاء الفكر ،فعند محاولة ايصال دعواكم واقناعنا بأى لغة تكتبون
انا مصرى واعتز بمصريتى ،وعربى وافخر بقوميتى ، وازهو بانسانيتى
ولن يؤثر فى عقلى معاول هدمكم
فأتقو الله فى اوطانكم
على المحلاوى
[email protected]
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فرنسا.. عمل أقل، حياة أفضل؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. جنوب لبنان جبهة -إسناد- لغزة : انقسام حاد حول حصرية قرار الح
.. شعلتا أولمبياد باريس والدورة البارالمبية ستنقلان بصندوقين من
.. رغم وجود ملايين الجياع ... مليار وجبة يوميا أُهدرت عام 2022
.. القضاء على حماس واستعادة المحتجزين.. هل تحقق إسرائيل هدفيها