الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان حول أوكرانيا

الاممية الرابعة

2014 / 3 / 2
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


اللجنة العالمية للأممية الرابعة: بيان حول أوكرانيا


1- بدأت الأزمة السياسية في أوكرانيا في نوفمبر 2013 لما قرر الرئيس يانوكوفيتش، تحت وقع ضغوط روسية شديدة، عدم توقيع اتفاق التبادل الحر مع الاتحاد الأوربي، رغم الحملة الرسمية التي قام به حزب الأقاليم منذ شهور. وقد اندلعت في سياق أزمة اجتماعية وأزمة استدانة عميقة كانت تخضع البلد لضغط صندوق النقد الدولي. وعززت طريقة اتخاذ القرار من طرف سلطة الرئيس الشخصية التخوف الشعبي من دمج جديد لأوكرانيا في مشروع إقليمي تهيمن عليه روسيا، ومن مفاقمة ذلك للانحرافات الاوليغارشية القمعية و الرئاسية للنظام البارزة منذ 2010.

فجاءت الأزمة أبعد ما تكون عن تعارض معسكرين أو برنامجين محددين بوضوح: فقد كشفت تمايزات وترددات بين الاوليغارشيين والنخب، حتى داخل حزب الأقاليم [حزب الرئيس] و أبرزت– رغم الفروق الثقافية والاجتماعية والسياسية بين مختلف مناطق البلد التاريخية - بزوغ الجماهير كعامل مستقل معبرة عن " استيائها"وعدم ثقتها في الأحزاب السياسية – سواء بالانخراط المباشر في حركة ميدان ( لا سيما غرب البلد ووسطه) أو بطريقة سلبية (لا سيما في الشرق الناطق بالروسية).

أدى أسبوع عنف دام إلى فرض وجهة نظر المحتجين لصالح الرحيل الفوري للرئيس يانوكوفيتش. ليس " انقلاب" هو أي أطاحه: إذ أصبحت لاشعبيته المتنامية رفضا مطلقا أمام رعب سقوط 80 ضحية برصاص قناصيه ضد المتظاهرين. هذا ما أدى، بعد شهور من تردد المؤسسات السائدة بين القمع و الحوار، إلى عزلة الرئيس داخل معسكره الخاص، إذ صادق البرلمان على عزله، فيما يعلن قسم من قوات الشرطة وحتى من الجيش في كييف، كما في المناطق، انه "إلى جانب الشعب"، وجرى إحباط فرار الرئيس نحو روسيا في دونتسك ، في قلب معقله الخاص.

2- كان لهذه الحركة، منذ البداية، سمات مركبة، ثورية (ديمقراطية، وضد الاوليغارشيةـ ومنظمة ذاتيا) و رجعية – والتي تظل نتيجتها الإجمالية وقفا على النضالات السياسية والاجتماعية. كما كانت تلك السمات عميقة الارتباط بالطابع البارز للمجتمع الأوكراني الراهن لما بعد الحقبة السوفييتية (المذرر، وعديم الهوية الطبقية الجلية، مع تدهور للتعليم وهيمنة الأفكار القومية الرجعية في المجتمع- في تركيب مع تمسك مشروع بالاستقلال القومي، و الإرث المأساوي للستالينية).

إننا نساند الاستياء والتطلعات الشعبية إلى حياة لائقة وحرة في دولة قانون متخلصة من نظامها الاوليغارشي و الإجرامي، التي عبرت عنها الحركة المسماة أوروميدان و في البلد – مع اقتناعنا بعجز الاتحاد الأوربي عن تلبيتها، وقولنا ذلك.

ونؤيد حق الشعب الأوكراني برمته في أن يقرر ويراقب الاتفاقات الدولية المتفاوض بشأنها – او الملغاة- باسمه، سواء مع روسيا أو مع الاتحاد الأوربي. مع شفافية تامة لعواقبها السياسية والاقتصاديةـالاجتماعية.

وندد بكل المؤسسات والقوى السياسية الدولية والوطنية، أيا كانت يافطاتها، التي تحد من حرية وتمام تلك الاختيارات من طرف السكان، سواء كانت املاءات اقتصادية أو مالية، أو قوانين وقوى أمن قاتلة للحريات، أو تعديات بدنية تمنع التعبير المتعدد الحر عن الاختيارات و الخلافات. ونندد بالقدر ذاته، على هذا الصعيد، بتيارات اليمين المتطرف وقوى أمن النظام، التي غالبا ما تتقاسم نفس الايدولوجيا الرجعية، المعادية للسامية والقومية ذات النزعة الاقصائية العنيفة.

فيما كانت القوى السياسية الرئيسية يمينية أو يمينية متطرفة، نساند القوى الاجتماعية والسياسية التي سعت إلى بناء معارضة يسارية داخل تلك الحركة. ورفضت بفعل ذلك أن تقف خارج تلك الحركة و أن تماثلها مع اليمين المتطرف. كان هذا التوجه المستقل يستتبع مواجهة صعبة مع التيارات الفاشية و التركيز على التنديد بـ25 سنة من عمليات الخصخصة أيا كانت الأحزاب الحاكمة منذ استقلال البلد.

3- بعد سقوط نظام ياكونوفيتش، ليس للحركة الجماهيرية ذاتها برنامج تقدمي قائم على مطالب ديمقراطية وطنية واجتماعية أو قوة سياسية ونقابات مستقلة منغرسة بين العمال – مع أنها مفعمة بتوق إلى تغييرات سياسية واجتماعية حقيقية. وأيا تكن نتائج الانتخابات القادمة، ستعقبها خيبات أمل شعبية، و أيا تكن الاتفاقات المبرمة مع الاتحاد الأوربي، ستواصل الأحزاب الجديدة الحاكمة الهجمات الاجتماعية، مع خطر مواجهات داخلية تقود البلد إلى التفكك. يجب على اليسار البديل أن يجيب على الآمال والأوهام الشعبية باقتراحاته الخاصة حول الرهانات الاجتماعية واللغوية والديمقراطية ضد مختلف أحزاب اليمين.

إننا نأمل أن يجد السكان الأوكرانيون الأشكال المستقلة المنظمة ذاتيا الخاصة بهم للتعبير عن متطلباتهم وعن احتراسهم من الأحزاب السائدة، بكل مناطق البلد.

اللجنة العالمية للأممية الرابعة

25 فبراير 2014

تعريب : المناضل-ة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على