الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنرال فى متاهة

عبدالنبي فرج

2014 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



فى البداية يجب أن نؤكد أن الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي لم يكن أبدا يخص كفاءة شخصه أو الخوف على هوية المصريين من تيار الوهابية داخل الإخوان المسلمين ,ولا ضد مشروع غربي تفتيتى تقوده الولايات المتحدة
" ولا يعني ذلك أنه ليس هناك مخاوف حقيقية من تولى جماعة الأخوان المسلمون حكم مصر خاصة ما يخص الحريات الفردية , والإبداع عموما " إضافة لانعدام الخبرة السياسية التنفيذية والذي ليس قاصرا على جماعة الأخوان المسلمون , فمبارك , أكبر جرائمه هو التصحر السياسي وعقم الطبقة السياسية التى تحولت إلى مجرد موظفين لتنفيذ توجهات السيد الرئيس ! و ولكن هذا ليس موضوعنا.
و لكن موضوعنا الجنرال والانقلاب العسكري , على الشرعية المنتخبة , ولكن إذا كانت الأسباب الذي يطرحها مؤيدي الانقلاب من , الدبلوماسية المصرية , الإعلام , الساسة , الفاعلين الرئيسين فى الانقلاب , الجنرال السيسي والمجلس العسكري ,غير صحيحة , وكلها ترهات لا علاقة لها بالواقع السياسي , ما هى الأسباب التى جعلت الجنرال ينقلب ويطيح بالمسار السياسي ويربك الدولة المصرية , المنهارة اقتصادياً بشكل محزن , اعتقد أن السبب الرئيسي الذي دفع السيسي للانقلاب , هى
1 - القوة الدولية ممثلة فى الولايات المتحدة , والإتحاد الأوربي وعملاءهم المحليين فى الداخل , وفى الخارج الدول العربية , ولنعضض كلامنا بشهادة صحفى وهو محسوب على الانقلابيين , فلا يمكن أبدا أن يشهد زور لصالح الأخوان وهو مجدي الجلاد رئيس تحرير جريدة " المصري اليوم " سابقاً والآن صحيفة" الوطن " القريبة من جهاز المخابرات , ماذا قال السيد مجدي فى فيديو شهير موجود على اليوتيوب : يقول فيه : اجتمع السيد عمر سليمان و مع المخابرات الأمريكية , وعدة مخابرات عربية , للتجهيز لقضية لتدمير جماعة , الأخوان المسلمين فى مصر ,قبل الثورة وكان التنفيذ سيتم بعد مدة بسيطة ولكن ثورة 25 يناير و قلبت الموازين وغيرت الخطط .
وهذا كلام واقعي ,فالولايات المتحدة منذ عصر السادات الذي قال مقولته الشهيرة أن 99 % من مفاتيح اللعبة السياسية بالمنطقة العربية فى يد أمريكا , وطرد الروس ليرتمي فى حضن أمريكا ويعقد معاهدة السلام مع إسرائيل ليترك أمريكا وإسرائيل لتغرس مخالبها فى أرض مصر لتنهش بهدوء وتمزق فى كيان الدولة , مقابل منحة سنوية يحصل الجيش منها على مليار , 200 مليون تقريبا و ومن العبث أن السيدة جيهان السادات الذي كرم الرئيس محمد مرسي زوجها الرئيس السادات ووقفت أمام الكاميرا لتمدح فى مبادرة مرسي الطيبة قالت بعد الانقلاب : أن مصر كانت «رايحة فى داهية»، فسيناء مهددة بالمخطط الأمريكى الإسرائيلى وأراضى الوطن يتم التنازل عنها بسهولة، مثلما كان سيحدث لحلايب وشلاتين، والحقوق والحريات كلها فى مهب الريح، حتى جاء الإنقاذ بيد الشعب والمشير عبدالفتاح السيسى فى ثورة 30 يونيو. عن " الوطن " حزمة الأكاذيب الذي ترددها السيدة جيهان وجوقة الفساد والانقلابيين , لإخفاء دور الولايات المتحدة الذي لا ينطلى على أحد , هل من المعقول ان تظل الولايات المتحدة منذ اتفاقية كامب ديفيد تدفع معونات سنوية وتقوم بتدريب كل القادة فى الولايات المتحدة والأسلحة رأساً من المصانع الأمريكية ليأتي هؤلاء القادة ويقفون ضد المشروع الأمريكي , أي مشروع تريده أمريكا , وأي مؤسسة قادرة على حماية هذا المشروع وهذه المصالح غير القوات المسلحة , إذا كانت الولايات المتحدة تتآمر على مصر , أقل شيء على المجلس العسكري أن يرفض المعونة الأمريكية أو يكف عن أسقبال الوفود من الكونجرس , أن ير فض الحديث مع هيجل وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل الذي يهاتفه ثلاث مرات أسبوعيا وأن يتوقف عن الشكوى بمرارة
" أن باراك أوباما لم يتحدث معه ولم يقف بجواره كما أشار السيسي نفسه فى حوار مع الواشنطن بوست والذي أكد أن الرئيس الأمريكي لم يكن بعيد عن ماجري فى مصر .
أما السبب الثانى الذي سرع بانقلاب , هو عجز المظاهرات والاحتجاجات والمؤامرات التى كانت تدبر بليل فى إجبار الرئيس محمد مرسي على التخلى عن رئاسة الجمهورية والدعوة لانتخابات مبكرة على أن لا يكون مشاركا فيها, وقد قدم هذا الاقتراح من خلال القوة المحلية , الاتحاد الإوربى , الولايات المتحدة و تعددت الأسباب والهدف واحد وهو تخلى , محمد مرسي عن الحكم ,ليس لأنه غير كفء أو متآمر على الدولة المصرية ويريد أن يبيع مصر لقوي الخارج مثل قطر , وحماس وأمريكا ,الخ , وبشهادة السيسي نفسه فى مطروح , "أن كان على محمد مرسي فهو راجل طيب " كيف لرجل طيب أن يكون جاسوسا "
ولكن المشكلة الأساسية كانت فى الخوف من محمد مرسي , الخوف من نجاحه واستقرار مصر ليبدأ الحساب وتبدأ الرقابة على البزنس وتجارة السلاح , وإمبراطورية الجيش الاقتصادية , و وبرأيي الشخصي أن محمد مرسي كانت عينه فى التعامل مع مراكز القوة الحالية على تجربة السادات مع مراكز القوة الملتف حول عبد الناصر , وكان يتحين الوقت المناسب بعد استكمال باقى المؤسسات ليقوم بكنس مؤسسات الفساد ومحاكمتهم محتمياً بمجلس شعب وقوة تنفيذية موالية له , ولكن تم إجهاض التجربة بعد حصارا مرير مبكراً
السبب الثالث هو الطموح الشخصى للسيسي وتوقه لحكم مصر أغراه , انه يملك أهم جهاز استخبارات فى مصر بعد سقوط جهاز المخابرات وامن الدولة وإزاحة عمر سليمان وموته بعد ذلك , فالمخابرات تتيح لمن على رأسها قوة حقيقية كمؤسسة تتيح للفرد , تغيير مصائر ورفع وخفض , وإزاحة عن الوجود تماما خاصة فى دول مشبعة بالدكتاتورية , مثل مصر و فتكتسب الشخصية قوة مضاعفة ولكنها فى الحقيقية قوة غير حقيقية , فالمخابرات تظل عمل انسانى لا أكثر واكتسب الثوار المصريين ,كثير من الأدوات الذي جعلتها تحبط أدوات السلطة بما فيها المخابرات والصراع مادام ضمن أدوات قانونية تستطع أن تهزمها وهذا ما حدث فى ثورة 25 يناير , ولكن الجنرال لم يقدر جيدا لا ثورة 25 فهو فشل وقد يكون قد شعر بالصدمة والإهانة , فدبر موقعة الجمل ليسحق الثوار وليعيد الثقة فيه وفى المؤسسة الذي يراها قادرة على كل شيء ولكن مني بفشل أخر ساحق , ولكن دائما مصائر الدول بعضنا يراها قدر والبعض يراها خديعة , ولا نعرف هل تولى السيسي وزيرا للدفاع قدريا أو خديعة أو كلاهما و ولكنه جاء وزيرا للدفاع مع حكومة بزرميط , بعضها فلول وبعضها ضد الثورة وبعضها مفروض على الكفء هشام قنديل و ليأتي بعد ذالك دور الأعلام الكارثى ليشوه كل انجاز وينشر الأكاذيب ويمارس الدعارة السياسية بشكل غير مسبوقا وتزييف الوعى لطبقة واسعة منتوج 30 سنة من القهر وانعدام الوعى, وخلق رعب عام , رعب وذعر على مصر الذي ستضيع لذلك لم المواطن قادرا على الاحتمال, فقط يريد أن يجد رحم , رحم دافئ , وحنين رحم امومي , يحميه من الأخطار والضياع ووجد ضالته فى السيسي ذو الصوت الهامس والكلمات المنتقاة للعب على وطر مشاعره , مصر مش هضيع , مصر هتبقى قد الدنيا , إحنا أدينا تتقطع ولا تمتد على مصري , وكان من تساقطوا مضرجين بدماءهم فى العباسية ومحمد محمود وماسبيرو والبالون , من طيرا أبابيل , وليس من رصاص حى خرج من آله مصنعه فى الولايات المتحدة .
قام بالانقلاب وانفجر طوفان الضحايا , ضحايا نظام حسني مبارك , بالفرح ,وأصبح السيسي بطلا قوميا , تغنى له الأغنيات و وأصبح فى قلب الحدث , وكان مضطرا لينغرس فى الواقع العام ويترك الغرف المظلمة والمؤامرات الدنيئة , ليواجه شعبه , وبدأت السخرية منه ونزول الأبطال للشوارع , فكانت صدمة , لم يكن يتصورها , فقد أوهمه المحيطين به بأن الأخوان انتهازيين وسيقبلون بالأمر الواقع وكلها أيام ويستقر الأمر بين يديك .
وقد يكون الأخوان برجماتيين ولكن ليسوا خونة , وهم أرادوا أن يكونوا ضمن نظام ولكنهم تحولوا إلى ثوار, ومحمد مرسي أراد أن يكون رئيسا وهم أرادوه ثائرا , وزادت الناس وامتلأت الميادين بالمحتجين , فشعر بالذعر , وأراد أن يسحقهم فبدأت طريقة الصدمة والعنف الذي استخدمها الأمريكان فى العراق ليستخدمها على المصريين أمام دار الحرس الجمهوري , وفى ميدان الجيزة , والنهضة والرابعة ورمسيس و والتحرير ,مسجد الفتح الخ وبدأت أكبر مجازر تتم بيد الجيش ضد أبناء شعبة وسط فرحة ورقص من بعض المصريين , سحل وسجن وقتل بدم بارد على أنغام تسلم الأيادي والحناجر الملوثة و وكلما تصور الجنرال أنها ستكون أخر مذبحة , ينفجر الوضع وينزل الناس للشوارع يقابلون الرصاص الحى بصدور عارية , حتى يأس وقرر أن يختفي ووقع البعض فى فخ اغتيال السيسي , وحذرنا أكثر من مره أن لا نصدق اغتياله إلا بعد نشر الخبر فى الأهرام , وعاد بعد أن أختفى اكثر من ثلاث شهور , وبرأيي ان اختفاءه مرتبط بحالة يأس تقترب من المرض النفسي , ولكن الأمر أصبح خارج رغباته وأمانيه فالذي يرتب الأوراق " فى الخارج , لذلك هو مستمر بقوة الواقع , حتى لو تفسخت الدولة المصرية , لذلك أستخدم القضاء فى زج اكثر من 20 ألف مواطن مصري غير أكثر من 50 ألف مصاب , وأحكام فوق الخيال , برعاية قضاء فاسد وحقير وصمت دولى لم يحدث له مثيل , والسؤال ماذا يفعل الجنرال الحائر :
هل يرشح نفسه ويترك المحمية " وزارة الدفاع " ويغامر بمصيره , فبمجرد خروجة يعني أنه يستسلم للقدر , ولنا فى سامى عنان مثل , والذي وصل به الحال أن مذيع ساقط يهدده من خلال برنامج تلفزيون , ولا يجد من يحميه ,لذلك شبح المحاكمة لا يفارق خياله حتى لو كان هو من سيعين الوزير الجديد " وهل يملك يقين انه لو جاء بقائد أن لا ينقلب عليه ويحاكمه .
هل يظل وزيرا للدفاع ويجري انتخابات وليأتي برئيس موالى له , ولكن هل يضمن هذا الرئيس ؟ هل سيضمن سيطرته على مجلس الشعب القادم , هل سيضمن أن لا يثور المصريين عليه كما حدث مع حسني مبارك , هل من الممكن أن يضمن أحد شيء فى مصر الآن " أول شيء يتعلمه رجل الاستخبارات أن لا يثق فى احد " أن يشك فى كل شيء وفى كل عنصر
هل يقوم بمصالحة مع الأخوان المسلمين و وهل يرضي الممول للانقلاب عن المصالحة وعلى أي أساس , والممول الرئيسي الأمارات – السعودية – الكويت تدفع للقتل وليس للمصالحة , تدفع للإقصاء وليس للدمج , تدفع لأجنده تخصها ولا يهمها أجندت السيسي أو غيره , فأي تغيير فى الأولويات , ستمتنع عن الدعم ويجد السيسي نفسه غارقا فى وحل , الأزمة الاقتصادية العميقة , لا بترول , لا سيولة لدفع المرتبات . لا كهرباء , و حل مشاكلك مع نفسك .
هل يترك كل شيء ويذهب بلا عودة لأي مكان فى العالم و وهل يستطيع إلا عندما تحدد الأمارات المتحدة والسعودية الوقت المناسب , بعد أن يستنفذ أغراضة وتنتهى صلاحيته تماماً .
وإذا تخلص من كل هذه المشاكل , كيف يقدم السيسي نفسه , وما الذي سيقدمه للرعاة – رجال الأعمال , الفاسدين , البيروقراطية , الفقراء , أم سيظل الأمر كما هو عليه , نظام مبارك مستمر بدون مبارك , وهل ستصمد الدولة بهذا النظام الفاشل عديم الكفاءة , البعض يروج أنه سيضرب نظام مبارك , وهذا كلام فانتازي , كيف يضرب السيسي أهله وعشيرته ومن أوصله للحكم و كيف يضرب رجال أعمال مبارك وهم من يساندونه , كيف يضرب الإعلاميين الفاسدين والقضاة وهو بنيان أساسي لمشروعة , النهاية , كما تدين تدان وكما حاصر محمد مرسي يتم حصاره واستنزافه , استنزافه رهيب , ليجد نفسه فى النهاية محاصرا .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات في بريطانيا لبناء دفاع جوي يصُدُّ الصواريخ والمسيَّرات


.. جندي إسرائيلي يحطم كاميرا مراقبة خلال اقتحامه قلقيلية




.. ما تداعيات توسيع الاحتلال الإسرائيلي عملياته وسط قطاع غزة؟


.. ستعود غزة أفضل مما كانت-.. رسالة فلسطيني من وسط الدمار-




.. نجاة رجلين بأعجوبة من حادثة سقوط شجرة في فرجينيا