الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شفيق وعبدالعاطى

نصارعبدالله

2014 / 3 / 2
التربية والتعليم والبحث العلمي


شفيق وعبدالعاطى د/ نصار عبدالله
لا أدرى لماذا تذكرت الدكتور أحمد شفيق ـ رحمه الله ـ وأنا أستمع إلى ( الدكتور) إبراهيم عبدالعاطى (مخترع) جهاز الـ c.c.d ( complete cure device) الذى يقول عنه إنه يشخص ويشفى من الإصابة بفيروس c"" الذى يسبب الإلتهاب الوبائى الكبدى، كما يشخص ويشفى فى الوقت ذاته من الإصابة بفيروس الإيدز، (وقيل أيضا إنه يشفى من الإصابة بفيروسات أخرى عديدة)!!!. لا أدرى لماذا قفز شفيق إلى ذهنى وأنا أستمع إلى عبدالعاطى، ووجدت نفسى مدفوعا رغما عنى إلى المقارنة بينهما!...الدكتور أحمد شفيق ـ رحمه الله ـ لمن لا يعلم هو أستاذ جراحة الجهاز الهضمى بكلية طب القصر العينى الذى حقق شهرة كبيرة فى الثمانينات من القرن الماضى، وفى ظنى أن جزءا من هذه الشهرة التى حققها كان يستحقها بالفعل باعتباره أستاذا متميزا فى مجال تخصصه، فقد نشر فى ذلك المجال عددا من البحوث العلمية فى عدد من المجلات العلمية المحترمة وهى التى أهلته لأن يحصل على درجة الأستاذية فى نهاية المطاف، غير أن جانبا آخر من شهرته بين عامة الناس كان راجعا إلى التسويق الإعلامى حيث كان ينفق من الوقت فى التردد على المنابر الإعلامية ربما ما لا يقل عما ينفقه على بحوثه العلمية!! ...إلى هنا والأمر مبرر ومشروع وسائغ من وجهة نظر الكثيرين على الأقل، غير أن الطامة الكبرى حدثت عندما لم يقنع الدكتور بما حققه من نجاح مشروع فى مجال تخصصه وقرر أن يحصد شهرة إعلامية عالمية فى غيرهذا المجال، وكان الطريق السهل إلى تحقيق هذا الطموح هو أن يعلن من خلال منابر إعلامية عامة (وليس من خلال مجلات علمية متخصصة) أنه قد توصل إلى علاج للإيدز!، وأن الإختبارات التى أجراها أثبتت أن هذا العلاج ناجح بنسبة تتراوح ما بين 90% إلى 100% !!، وعندما تصدى كاتبنا الكبير يوسف إدريس(وهو طبيب فى الأصل) لادعاءات الدكتور شفيق متسائلا أين ومتى أجرى الدكتور أحمد شفيق اختباراته المزعومة، مع أن حالات الإصابة بالإيدز نادرة جدا فى مصر(كانت إذ ذاك كذلك بالفعل)... يومها رد الدكتور شفيق بشكل غير مباشر من خلال المقابلات الإعلامية التى كانت تجرى معه حول اكتشافه (المذهل) بأنه أجرى الإختيارات التى أجراها فى الكونغو!، وأنها أنجزها فى ستين يوما!!، ولكى تكتمل الصورة قال الدكتور شفيق إنه تقديرا منه للرئيس موبوتو الذى خصص له طائرة خاصة لتنقلاته فى الكونغو، وتقديرا منه للرئيس مبارك الذى يرعى العلم والعلماء فقد أطلق على دوائه الجديد اسم m.m.1. ( الأحرف الأولى من اسم مبارك وموبوتو!!)، وقد انقسمت الساحة الإعلامية يومها إلى فريقين: فريق من الإعلاميين والكتاب القادرين على التمييز بين ما ينتمى إلى البحث العلم الحقيقى وما ينتمى إلى العلم الزائف الذى ما هو فى جوهره إلا نوع من الدجل والمتاجرة بأحلام الناس،وفريق آخر من الإعلاميين المولعين بالتطبيل والتزمير لأى نجاح حقيقى أو وهمى، والتصدى لأية محاولة لكشف الدجل والزيف بدعوى أن مثل هذه المحاولة لا يروج لها إلا حزب أعداء النجاح!..ثم كانت اللحظة الحاسمة التى افتضحت فيها ادعاءات الدكتور أحمد شفيق عندما طولب بأن ينشر تفاصيل دوائه فى إحدى المجلات العلمية المحترمة أو أن يقدم تركيب هذ الدواء إلى إحدى شركات الدواء لكى تقوم بتصنيعه على نطاق واسع ، لكنه امتنع بدعوى خوفه من مافيات الدواء العالمية وخشيته من أن تعرف سر التركيبة وتستغلها لحسابها!!!، أعود إلى القول بأنى تذكرت الدكتورشفيق ودواءه الشهيرm.m.1، وأنا أستمع إلى( الدكتور)عبدالعاطى، وجهازه الأشهر c.c.d ..ويبقى أن أقول للقارىء إننى أضع لقب الدكتوربين قوسين بالنسبة لإبراهيم عبدالعاطى لأننى بعد أن استمعت إليه شككت شكا كبيرا فى حصوله على الدكتوراة فى أى فرع من فروع العلم،كما انتابنى نفس القدر من الشك فى فريقه البحثى ( حتى لوثبت حصولهم على الدكتوراة فإن الشك فى هذه الحالة سوف ينصب على اللجان التى منحتهم الدرجة وملابسات منحها إياهم)، وفى هذه النقطة بالذات فإن المقارنة ظالمة بين شفيق وعبدالعاطى لأن الأول حاصل على الأستاذية فعلا وله بحوث نشرت فى مجلات علمية فى مجال تخصصه، قبل أن تنتابه الطفاسه ويطلب الشهرة من خلال طرق أبواب المنابر الإعلامية العامة









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان.. مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #غرفة_الأخبا


.. ماذا حققت إسرائيل بعد 200 يوم من الحرب؟ | #غرفة_الأخبار




.. قضية -شراء الصمت-.. الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016


.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يهتفون دعما لفلسطين




.. قفزة في الإنفاق العسكري العالمي.. تعرف على أكبر الدول المنفق