الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لستُ شيوعياً وأفتخر ..

حبيب محمد تقي

2014 / 3 / 4
كتابات ساخرة


لستُ شيوعياً وأفتخر ..
رغم صبغتي الشيوعية . لم أكن شيوعياً قط . ولن أكون شيوعياً وأفتخر . لا أقول ذلك مساساَ أو تجريحاً بالشيوعيين ابداً . أنما أقول ذلك شهادة مني للتاريخ . شهادة لا شك أنها تهم أسرتي الصغيرة والدائرة الأصغر ، ممن يهمهم أمري .
فالشيوعية بمفهومي المتواضع . ليست مجرد فكر فلسفي عقائدي منحاز طبقياً . الشيوعية التزام فكري شمولي . وأنضباط مركزي صارم . وهذا الفهم الخاص للشيوعية ، جعلني أمانع وبأصرار للضغوط من أن أكون شيوعياً . أضف الى ذلك أن من سمات شخصيتي ومنذ نعومة أظافري . المشاكسة والعناد . وهذ المسلك في شخصيتي ليس بسر . بل يعرفه افراد أسرتي والمقربون مني . زد على ذلك والأهم من ذلك . ميولي المبكرة للأدب والنقد ، والتي كانت ومازالت تتملكني . وتجنح بيَّ الى فضاءات رحبة . تحلق بيَّ بعيداً في الأقاصي النائية .
وعلى الرغم من أصولي المنحدرة من أسرة معروفة عراقياً بشيوعيتها حد النخاع . أب وأم وأخوة وخوات ، ينتمون فكراً والتزاماً . بحزب المنجل والمطرقة ، وكانوا جميعاً إلا أنا بالطبع . من نشطاء الكادر الوسطي للحزب .
وعلى الرغم من أنخراطي المبكر شخصياً بالعمل الطلابي والشبابي اليساري . والمحسوب على ذات الحزب . ولاحقاً إلتحاقي بالعمل بمؤسسته ، دار الرواد للطباعة والنشر . ودمجي بطاقم العمل في المقر المركزي لجريدة طريق الشعب ، صحيفة الحزب .
ومن ثمَ مقاتلاً في صفوف الأنصار . بل من الرواد الآوائل في العمل الأنصاري . وعلى الرغم من كل هذا السفر الطويل نسبياً . وكل هذه المحطات التي قطعتها بصحبة الحزب وناسه الطيبون . إلا أنني وللأمانة لم أكن أحمل وبفخر ، العضوية بتنظيماته . حتى أخر لحظة من لحظات الفراق المؤلمة بملابساتها وتفاصيلها القاسية والتي أحمل طعم مرارتها حتى هذه اللحظة مخزونة بالذاكرة . كنتُ طوال زمالتي مع الحزب مجرد صديق . وصديق أمين ووفي . لتلك الصداقة والزمالة التي ما ولن أندم عليها وأعطيت بقناعة للفكر كممارسة مالم يعطيه حامل العضوية . لأن الرحلة ودون أدنى شك قد أغنت تجربتي وزادتها دروس تعلمت منها الكثير. وما زلت حتى هذه اللحظة أحمل عبق وود ونقاء هذه العلاقة الحميمية . كصديق وزميل فكر سابق . وحتى لا يساء فهمي . حميميتي وتوددي ليس بأي حال من الأحوال مع الحزب كجهاز تنظيمي وأنضباطي . أنما مع الفكر الذي يفترض أن يسترشد به جهاز الحزب . في الأنحياز المطلق للمظلومين في الأرض ليس إلا .
أما لماذا أفتخر بأني لست شيوعياً رغم إلتصاق تجربتي بمن يدعي حمل لواء أفكاره . ذلك انني كنت بالمطلق خارج دائرة التنافس والصراع الحزبي الأخلاقي واللاأخلاقي في التسلق للمواقع السلطوية داخل تنظيماته .. ولم أكن في يوم من ايامي معه مسؤلاً عن صنع قرارته وسياساته الراجحة منها والكارثية . واقول هذا لأبرء ذمتي من نهج السياسات التي وقفت منها مختلفاً . سيما حين اكتشفت تعارضها وتصادمها مع جوهر الفكر الذي تدعي انتماءها اليه .
حبيب محمد تقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفخر والصداقة
أسعد محمد تقي ( 2014 / 3 / 5 - 02:07 )
لماذا هذا الأصرار على الفخر المرتبط بالأبتعاد عن الحزب الذي تقول إنك صديقه الوفي والمخلص ؟ طيب أين الوفاء في شتمه على رؤوس الأشهاد بالرغم من انك لم تقدم سببا واحدا , وحسنا فعلت ؟ألا ترى إنك لم تنصف شهداء الحركة الوطنيةبافتخارك هذا؟
إذا كنت وجدت خطأ هنا أوهناك فإن الأمر لا يتجاوز أبدا ما يحدث في كل أحزاب الدنيا يمينها ويسارها ووسطها والفرق هو أن هذا الحزب يخطيء في خضم دفاعه عن مصالح الكادحين فيما باقي التشكيلات والأحزاب تخطيء وهي في أوج حماسها للدفاع عن الطبقات المالكة للثروة
ولو صدّقنا شعورك بأن الحزب ابتعدعن الأهداف التي يفترضها فكره فما عليك سوى الأصرار على التعامل وفق ما تقتضيه تلك الأهداف لكي تصبح هاديا للآخرين وبالتالي ستساهم مع غيرك في إعادة المسير الى طريقه الصحيح وهو ما يفترضه مفهوم الأخلاص والصداقة
أن الأهم في كل هذا هو توفر الوعي للجميع إذ كلما ترسخ الوعي بالأهداف والفكر لدى المزيد من الناس صار الطريق صعبا على الأنحراف
الخلاصة أن من يمتلك الحق في الأرث الشيوعي هو من يعمل لمصلحة الكادحين ويبرع في تشخيصها.أن تُفرط بصداقتك التي تتلائم وأرثك الجميل معناه ضياع الأنسجام مع الذات


2 - الفخر والصداقة
أسعد محمد تقي ( 2014 / 3 / 5 - 02:07 )
لماذا هذا الأصرار على الفخر المرتبط بالأبتعاد عن الحزب الذي تقول إنك صديقه الوفي والمخلص ؟ طيب أين الوفاء في شتمه على رؤوس الأشهاد بالرغم من انك لم تقدم سببا واحدا , وحسنا فعلت ؟ألا ترى إنك لم تنصف شهداء الحركة الوطنيةبافتخارك هذا؟
إذا كنت وجدت خطأ هنا أوهناك فإن الأمر لا يتجاوز أبدا ما يحدث في كل أحزاب الدنيا يمينها ويسارها ووسطها والفرق هو أن هذا الحزب يخطيء في خضم دفاعه عن مصالح الكادحين فيما باقي التشكيلات والأحزاب تخطيء وهي في أوج حماسها للدفاع عن الطبقات المالكة للثروة
ولو صدّقنا شعورك بأن الحزب ابتعدعن الأهداف التي يفترضها فكره فما عليك سوى الأصرار على التعامل وفق ما تقتضيه تلك الأهداف لكي تصبح هاديا للآخرين وبالتالي ستساهم مع غيرك في إعادة المسير الى طريقه الصحيح وهو ما يفترضه مفهوم الأخلاص والصداقة
أن الأهم في كل هذا هو توفر الوعي للجميع إذ كلما ترسخ الوعي بالأهداف والفكر لدى المزيد من الناس صار الطريق صعبا على الأنحراف
الخلاصة أن من يمتلك الحق في الأرث الشيوعي هو من يعمل لمصلحة الكادحين ويبرع في تشخيصها.أن تُفرط بصداقتك التي تتلائم وأرثك الجميل معناه ضياع الأنسجام مع الذات

اخر الافلام

.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل


.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج




.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما