الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الانطباع الايجابي : سيكولوجية ثراء العلاقات الاجتماعية
علي عبد الرحيم صالح
2014 / 3 / 4الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تزخر حياتنا الاجتماعية بالكثير من التفاعلات الإنسانية ، ومن ضمن ما تتضمنه هذه التفاعلات أننا قد نلتقي كل يوم بأشخاص غرباء وجدد في طريق الصدفة او في السيارة او المدرسة او العمل ، وقد تدعوك الظروف الى التحدث معهم عبر حاجة ما او طلب معين ، ولكن السؤال المهم هو ما مدى تأثيرك على هؤلاء الاشخاص ، وكم من الجاذبية والايجابية قد تركتها فيهم كي يصبحوا فيما بعد هذا اللقاء مستعدين لأن يتفاعلوا معك بودية وطيبة؟ ، وكم من السلبية والمشاعر السلبية قد تركتها لدى بعضهم؟ بحيث اصبحوا يمتعضون او يبتعدون منك عند لقائهم بك مرة اخرى . لذا فأن درجة التقارب والابتعاد في هذه العملية التفاعلية بينك وبين الاخرين تعتمد على مدى الانطباع الايجابي الذي تركته في نفوس الاخرين ، والذي يعتمد على اسلوبك في الحديث ، والرسائل الايجابية التي ارسلتها اليهم ، واشباعك لمشاعر الاحترام والمودة فيهم .
إن هذه العملية على غاية كبيرة من الاهمية في حياة كل فرد ، فيشير علماء النفس ومنهم (Treit,2012) أن ترك الانطباع الايجابي للفرد عن نفسه لدى الاخرين مفتاح لجميع العلاقات الاجتماعية او من يرغب في التودد اليه وكسب محبتهم ، فضلا عن كونه وسيلة للحفاظ على قلوب الناس ، ومحاولة اقناعهم بشيء معين. في حين يشير Margraf,1999 ان من يفقد هذه المهارة الرئيسة يخسر الكثير من الاصدقاء والاحبة ، كما ان سلوكه الاجتماعي سيتصف بالبرود أو الصلافة ، وضعف الوعي بكيفية التواصل مع الناس ، وسيفقد الكثير من الفرص عند التقاءه بأشخاص من الممكن ان يوفروا له الكثير من الاشباعات الضرورية كفرص العمل والدراسة وحتى مشاعر الحب .
اما كيفية تكوين الانطباع الايجابي لدى الاخرين ، فقد حدد الباحثون مجموعة من الابعاد السلوكية المهمة لهذه المهارة ، والتي منها :
- مهارة التحدث اللبق : وتتم عبر معرفة الشخص بكيفية قواعد التحدث اللطيف من خلال اختيار الكلمات المناسبة التي تداعب مشاعر المستمع وحاجاته .
- مهارة الاصغاء : وتتم من خلال الاصغاء الجيد لما سيقوله المستمع وخاصة اذا كان في موقف غضب او استياء من احد الاشخاص او المواقف الاجتماعية ، فعبر اصغاء ومشاطرة مشاعر استياء المتكلم فان الفرد يترك فيه اثرا طيبا وبصمة ايجابية بأنه شخص مستمع ومتعاطف مع مشكلات الناس .
- مهارة الحساسية الانفعالية: وتتمثل في استقبال انفعالات الآخرين وقراءة وتفسير رسائلهم الانفعالية غير اللفظية والتفاعل معها مثلا مساعدة الشخص الذي تدل ملامح وتعبيرات وجهه او حركات جسمه انه في موقف محير .
- مهارة التعبير الاجتماعي : وتتمثل في المبادرة الاجتماعية في ابداء التفاعل الاجتماعي مع الاخرين فضلا عن التعبير اللفظي والسلوكي عما يحتاجه الاخرون من مساعدة مثل سؤال الاشخاص الجدد اذا ما كانوا يحتاجون الى العون ، او لديهم سؤال حول مكان معين او توضيح لهم بعض الامور الغامضة .
وبذلك فان تعويد نفسك وتدريبها على الابعاد السلوكية السابقة للانطباع الايجابي يمكن ان يعطي شخصيتك الجاذبية والجمال الاجتماعي ، وان تترك بصمة طيبة في قلوب الاخرين وعقولهم ، وكذلك تفتح لك ابعاد وخبرات اجتماعية جديدة يمكن توظيفها في جميع مجالات الحياة الشخصية والاجتماعية والمهنية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا
.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-
.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست
.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ
.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل