الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفواً محلب ..ناصر وشركات النفط العالمية لا يلتقيان

رامز صبحي

2014 / 3 / 6
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


كان حديث المهندس إبراهيم محلب ، رئيس الوزراء ، بالأمس الأربعاء لعمال غزل المحلة مصدر تفاؤل لي ، خاصة عندما تحدث قائلاً " إن عبد الناصر لم يمت، بل هو موجود بداخل كل منا" ، وتأكيده أنه لا مجال للخصخصة وغير ذلك من عبارات تعطي إشارة إلي رغبة حكومة الحرب كما اتفق البعض على تسميتها في المضي قدما نحو الاستقلال الوطني والتحرر من التبعية للقوى الأمبريالية سياسيا واقتصاديا ، وما يتبع ذلك من عودة لثروات نهبت من وطنا على مدار 40 عام واكثر من خلال الشركات العالمية للنفط وغيرها .

وظل هذا التفاؤل يصاحبني الي أن طالعتنا الصحف اليوم بخبر مفاده ، لقاء المهندس شريف إسماعيل ، وزير البترول مع عدد ،من شركات النفط العالمية كبريتش بتروليوم البريطانية ،وهاليبرتون الأمريكية لبحث التعاون المشترك واستمرار عمل تلك الشركات في مصر ، إضافة إلي إعلان شركة أي بي أر الأمريكية أيضا عن كشف بترولي في خليج السويس

والسؤال هو أين تذهب ارباح تلك الثروات التي تكتشفها شركات النفط العالمية في مصر ، هل لخزانة الدولة فتغني مصر عن مد يد الحاجة لدول الخليج او غيرها ؟ أم لشركات النفط فتراكم ثروات اصحابها على حساب حرمان الشعب المصري منها ومن أمكانية استخدامها في تحسين الخدمات الصحية وتطوير العشوائيات وتطبيق الحد الأدنى للأجور وبناء مصانع لتشغيل العاطلين عن العمل وغير ذلك من إجراءت تساعد على بناء مصر وتجاوز ازمتها .

يجيب على السؤال العقد الذي تم إبرامه مع شركة بريتش بتروليوم البريطانية كنموذج فالعقد في عهد حكومة نظيف ايام مبارك كان ينص على حصول الشركة على 60% من الغاز المستخرج من الأراضي المصرية ، زاد في عهد حكومة هشام قنديل ايام مرسي الي 100% ، ناهيك عن إستيلاء الشركة على أراضي الصيادين بكفر الشيخ وتلويثها للبيئة .

هل ناصر وشركات النفط العالمية يلتقيان؟
الإجابة بكل تأكيد لا ، فتلك الشركات التي تمارس نهبا علنيا لمقدرات وثروات الوطن تتنافي شكلا وموضوعا مع مشروع ناصر القائم على الاستقلال الوطني وسيادته على ثرواته واراضيه ، وهو ما طبقة زعماء في أمريكا اللاتينية في بداية القرن الواحد والعشرين عندما استلهموا التجربة الناصرية وقاموا بتأميم شركات النفط العالمية وشركات الطاقة لتعود ثروات فنزويلا وبوليفيا الي الشعب فيقل التفاوت الطبقي وتمضي البلاد نحو العدالة الاجتماعية بفضل سيادة الشعب على ثرواته .

في النهاية إذا كانت حكومة محلب حقا جاده في إعلان الحرب على قوى الشر العالمية كأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني فعليها أن تثبت ذلك ليس فقط بالخطب الرنانة والتصدي لهم في الشأن السياسي فقط وانما عليها أن تعزز ذلك بإتخاذ إجراءات ثورية أقتصادية تحرر ثرواتنا المنهوبة من مخالبهم وتمكنا من بناء اقتصاد منتج ينحاز لغالبية الشعب من محدودي ومعدومي الدخل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الإيطالية تعتدي على متظاهرين مؤيدين لفلسطين


.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب




.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا