الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام البرلمانى الطريق الوحيد لانقاذ مصر ,,,

حسن مدبولى

2014 / 3 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذا الكلام ليس موجها الى المتطرفين من أى جانب كانوا , والمتطرفون الذين نقصدهم ,هم اولئك الذين ينفخون ليل نهار فى المحرقة لكى تزداد اتساعا ولهيبا وانفجارا , المتطرفون من أى موقع ايضا هم اولئك الذين يرفضون اية حلول سلمية مطروحة يمكن ان تمرر الوطن بسلام من تلك المرحلة البغيضة التى لم يكن اشد المتشائمين يتوقعها ,نحن نتوجه بكلامنا الى المصريين العقلاء المحترمين الذين يخافون على الوطن ,والذين يحترمون كل مكوناته ,والذين يقدسون ترابه ,ويعشقون مقدساته ,ويستعدون لتحمل التضحيات دفاعا عن وحدته ,ويؤمنون بالفعل بان كل المصريين سواسية يتساوون فى الحقوق والواجبات ,وأن لا مجال على ارض مصر للتأصيل لأى نوع من انواع التمييز ضد اى مصرى بسبب الرأى او العقيدة او اللون او الجنس , كلامنا موجه الى كل مصرى يتحرك وفقط من منطلقات وطنية مجردة ,لا تشوبها انحيازات طائفية بغيضة ,ولا توجهات تمليها شهوة التسلط والاستحواذ ,كلامنا نوجهه الى كل مصرى مستعد لكى يحافظ على وطنه من التفتت والانقسام ,ومن تهديدات الحرب الاهلية والتدخل الاجنبى , مستعد أن يصفح وان يتجاوز وان يغفر ,ويعفو عن كل ما اقترفته الايدى المصرية الاخرى تجاهه من آثام وجرائم ,,

بداية للسيناريو المقترح , هناك سؤال هام وضرورى وهو هل الوضع الحالى وخارطته المهلهلة ,سيمران بمصر الى الطريق القويم الذى يتمناه كل مصرى ؟؟ فى رأيى انه ايا كان من سيتولى حكم مصر فى المرحلة القادمة بعد الانتخابات الرئاسية التى يتم الترويج لها حاليا ,فانه لن يستطيع فعل اى شىء لا للحفاظ على وحدة البلاد ولا لانهاضها من كبوتها , فحجم المشكلات كبير وضخم للغاية قد يتعدى علاجه جيلين او ثلاثة وفقا لحديث المشير السيسى نفسه ,وحجم الجرح الذى واكب تطورات الاحداث فيما بعد 3 يوليو 2013 كبير وعميق ودامى ومتضخم و لا يزال ينزف يوميا, ,,,,أن علاج تلك الاوضاع الصعبة للغاية ,والخروج من النفق المظلم الذى دخلنا فيه بفعل ايدينا نحن المصريين ,يستدعى من كافة العقلاء البحث عن حل غير تقليدى , بعيدا عن الحلول الكلاسيكية التى ترتكز على القهر والارغام القسرى ,وبعيدا ايضا عن الفوضى والهلهلة العامة ,ان العالم تغير ,وان المصريين ايضا تغيروا , ان نهضة مصر تحتاج كل السواعد ,وان المستقبل يستدعى منا ان نبتعد عن الشخصنةوالمصالح الذاتية والنظرات القصيرة الأمد ,و يلزمنا ويحتم علينا المستقبل ايضا بان نسير فى اطار يحافظ على المصالح السياسية والاقتصادية والثقافية لكل ابناء الوطن ,لا ان تاخذنا فئات بعينها (حفاظا على مصالحها الانانية )الى طريق انتهت صلاحيته من العالم بأثره ,,

نحن نعلم أن دولة مصر التاريخية كانت تعتمد فى طريقة ادارتها على الحاكم الفرد,وكان هذا النظام الفردى يحافظ نسبيا على وحدة الدولة واستقرارها لحد ما , ,نعم هذا صحيح ,لكن ايضا كان هذا وضعا تاريخيا سائدا فى كافة دول العالم المتقدم , ووقعت دول العالم فى براثن الحروب والتخلف بسبب هذا النظام الفردى فى الحكم ,الى ان خرجت كل تلك الدول من آتون تخلفها الى فضاء التقدم والرفاهية بعد ان انتهت اسطورة الحاكم الفرد ,وانتهجت طريق الديموقراطية باختلاف آلياته ,, ولهذا فان بداية الحل فى مصر ,هو سرعة وضع دستور توفيقى يشمل كافة المواد المتفق عليها فى دستورى 2012 و2013, على ان يتم استبعاد كافة المواد التى لا توافق فيها ,,ليس هذا هو مربط الفرس فيما اقصده بالطبع ,ولكن ما اقصده هو قبول الجميع من كافة الاطراف باعادة تعديل الدستورين الانتقاليين بلا تكبر وبدون عناد ,,,الاهم من كل ذلك من وجهة نظرى هو القبول بالتغيير الجذرى لنظام الحكم فى مصر فى مواد الدستور التوفيقى الجديد ,لكى تصبح مصر دولة برلمانية ,اساس الحكم فيها يعتمد على صلاحيات شاملة لحكومة حزب الاغلبية البرلمانية ,بعيدا عن نظام الحكم الرئاسى ’الذى جلب لمصر كافة الجرائم الاستبدادية والاستراتيجية التى لحقت بها , وأن يكون رئيس الجمهورية هو مجرد رمز سياسى للدولة ,وان ينتخب من البرلمان بشكل مباشر ,وان تكون صلاحياته رمزية للغاية ,,,,,,,,,,,,,,

ان مجرد قبول الجميع فى مصر بتحويل نظامها السياسى من نظام رئاسى الى نظام برلمانى سيحفظ علينا المستقبل ,وسيحولنا جذريا من ظلاميات عبادة الفرد ,الى فسحة حكم الاغلبية البرلمانية التى تعكس ايديولوجية محددة نالت ثقة الشعب او غالبيته ,ثم ان حدث عدم قبول لتلك الاغلبية ,او ان تلك الاغلبية فشلت فى ادارة البلاد ,فان الحل لن يكون باستعانة البعض بالقوة القاهرة لتغيير الحاكم اذا كان فردا او رئيسا , بل ستكون الانتخابات هى الحل البسيط والخيار الاوحد للتغيير ,كما يحدث فى العالم كله ,وستتغير الوزارة بكل سلاسة ان ارادت اغلبية الشعب ,وستستمر ان ارادت الاغلبية ,ولن يكون فى الامر معضلة فيما يتعلق بالعودة الى الشعب كما هو فى حال النظام الرئاسى البغيض , ان عودة النظام البرلمانى الى كونه النظام الاساسى لطريقة الحكم فى مصر ,سيبعدنا عن هيمنة الرئيس (الضرورةالبطل الوهمى )ايا كان منهجه ,وانتمائه ,وسيبعدنا عن حساسية تغييره ,وسيبعد الدولة عن طريق الانهيار المزعوم عند المساس برئيس الجمهورية صاحب الصلاحيات الواسعة ,فرئيس الوزراء يمكن ان ينتخب ويذهب بعد شهر واحد بدون مساس بوجود الدولة ومؤسساتها الرئيسية ,ورمزها المتمثل فى رئيس الجمهورية صاحب الصلاحيات الرمزية الذى يستكمل مدته ,بصرف النظر عن رأى الناس فى الوزارة المنتخبة التى تحكم وتدير الامور التنفيذية فى البلاد ,,,,

على جانب آخر فان هناك وضع سياسى ينبغى علاجه بعد الاتفاق على قبول النظام البرلمانى كأساس للحكم , هذا الوضع السياسى المطلوب تغييره وتعديله ايضا هو اطلاق الحريات الحزبية واعادة الاحزاب المحظورة الى الساحة السياسية بدون اقصاء , كذلك يتطلب الامر اعادة التوازن الى الساحة الاعلامية , ايضا يتطلب الامر الغاء العديد من القوانين المقيدة للحريات واطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين , ايضا يتطلب الامر اعتبار كل من استشهد بعد 25 يناير 2011 وحتى الآن هم شهداء بكل ما يحتمه ذلك الاعتبار من واجبات والتزامات من قبل الدولة ,وايضا نفس الامر بالنسبة للمصابين جميعهم ,, تبقى معضلة القصاص والقضاء والاحراق والاعتداءات ,وبالرغم من كافة الآلام التى تسببت فيها الحماقات الاجرامية من البعض ,فانه أمر واقعى يكون فى نفس الاطار الشامل لهذا الحل المقترح ,هو ان ان يعتذر الجميع عما اقترفته ايدى بعض منتسبيهم ,وان على الجميع ايضا قبول الاعتذار ,واعتبار دماء كافة الشهداء هى ثمن طبيعى لمرور مصر الى طريق التقدم والرفاهية والحرية والاستقلال ,على ان يتم وضع ضوابط حاسمة تمنع بشكل قاطع مجرد المساس باى مواطن مصرى مستقبلا الا عبر آليات ديموقراطية وقضائية نزيهة ومحترمة تتوافق مع النظم العالمية , ,,

ان هذا الاقتراح البسيط الذى يعتمد على اعادة النظام البرلمانى الى حكم مصر بعيدا عن النظام الرئاسى البغيض الذى جلب لنا الكوارث الحالية والتاريخية ,هو الحل الامثل من وجهة نظرى للخروج من المشكل الحالى , وهو اقتراح ايضا يتيح للجميع الخروج وفق صيغة لا غالب ولا مغلوب ,وهو حل واقعى يمكن تطبيقه على الفور قبل اجراء اية انتخابات قادمة , وهو حل يعتمد ايضا على العودة الى سيادة الشعب وحريته فى اختيار حكامه ,,وايضا تغييرهم فى أى وقت يريد ,دون دفع ثمن باهظ من دماء ابنائه ,او من تهديد وحدته القومية والوطنية , ايضا يحفظ هذا الحل للشهداء والمصابين حقوقهم ولو بشكل رمزى , ويحفظ مصر من مستقبل مظلم اذا ظلت ترهات المعادلة الصفرية الحالية تحكم البلاد ,ويعيد ويحفظ للمؤسسات الوطنية التى تورطت فى الشأن السياسى هيبتها وحيدتها ويبعد عنها التشكيك ويخرجها من الوضع المتأزم الحالى بأقل خسائر ممكن ,وهويبعدنا ايضا -وهذا هو المهم - عن طريق عبادة الفرد وشطحات التسلط الزعامى التى جلبت لمصر العديد من الكوارث الاستراتيجية ,,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س