الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسلسل اضطهاد الاثنيات في ظل حكم طائفي

بطرس نباتي

2014 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية




المقدمة :
عندما تسلمت الأحزاب الإسلامية مقاليد الحكم في العراق بعد إزاحة النظام السابق ،تزايدت المخاوف والهواجس لدى شريحة واسعة من العراقيين وخاصة أبناء القوميات القليلة العدد ، وكانت نابعة من عدم تقبل هذه الأحزاب لمباديء الديمقراطية وتقبل الآخر؛ لكون معظم هذه الأحزاب، تعتمد في سياستها على النهج الطائفي وتعمل جاهدة على إظهار نفسها وكأنها وريثة للخلافة الإسلامية ،رغم أن الاتجاهات الدينية لم تحقق أي نجاح أو تقدم في قيادة العملية السياسية سواء في الشرق او في الغرب ، فقبل أن تنشر مبادئها في الحكم في الشرق كانت قد فشلت كفكر سياسي في قيادة المجتمعات في اوربا ولم تحرز تلك الشعوب أي تقدم ، إلا بعد أن فصلت الدين عن السياسة ،وبعد قرنين على هذا الفشل الأوتوقراطي في الغرب ،تسعى هذه الأحزاب لاستلام السلطة وإدارة المجتمع بموجب الشريعة الإسلامية ،باتخاذها مصدرا رئيسيا للتشريع وسن القوانين كما نص عليه الدستور العراقي ،ففي ظل حكم هذه الأحزاب في العراق أختلت معظم المقاييس المعتمدة في تحديد هوية المواطن منذ اليوم الأول لقيادتها للعملية السياسية ، فاعتمدت على المذهب والطائفة في تحديد المواطنة وليس على مقاييس الأصالة، ومدى ما يقدمه الفرد من خدمات للوطن، وفي خطوة لا تخلو من الخطورة، قامت بتسويق معظم مفاهيمها السلفية والطائفية في الدستور الدائم للعراق ، وبتأييد وجل من القوى السياسية القومية والعلمانية ،لأن هذه الأخيرة كان لها أيضا جزء من بعض الكعكة العراقية، أو حتى من فتاتها المتساقط .
وعود لم ولن تتحقق :

أبان عمليات ما سمي بتحرير العراق وما صاحبها من ضجيج إعلامي، بان الوطن للجميع وللكل حقوقه، وأن الفدرالية عند تطبيقها ستكون عامل قوة ووحدة للعراق ، وسيتمتع أبناء أصغر مكونات الشعب العراقي ،وأقلها عددا بكامل حقوقها، ولكن ما إن انجلت سحب دخان الحرب وهدأ هدير الدبابات ،وأستلم منظرو وسياسيو الطائفية ، قيادة العراق، حتى بدأت الوعود تتلاشى وتصبح في مهب الريح، فكما بدأت عملية تحرير العراق من البصرة ،كذلك بدأت حملة تطهير العراق من العناصر والمكونات (المفسدة في الأرض)فرض الحجاب على الجامعيات وطالبات المدارس ،الكل يتحجب وكأن البصرة الفيحاء أم التمدن والعصرنة تنقلب لتصبح ( أم القرى) الخالية من غير المسلمين،ولتصبح بحق مقدسة يجب أولا ،تفجير دكاكين بيع المشروبات ،وتم إلغاء الحفلات والمهرجانات الموسيقية بدءاً من مهرجان بابل.

التهجير لماذا؟
البدء بتهجير العوائل من المكونات القومية والدينية في العراق جرى ،بعد تصفية العديد من أبناء هذه المكونات عن طريق اغتيال بعضهم وخطف البعض الآخر، ولكون تلك العوائل تشكل قلة عددية ومعظم أبنائها من الكسبة أو موظفين ،لم تكن قادرة على مقاومة أرادة التهجير القسري وخاصة أن التهجير هذا كان بمباركة الأجهزة الأمنية الحكومية لأن ما كان يحدث هناك أو في أية بقعة أخرى في العراق أنما يحدث على مرأى ومقرب من السيطرات والقوى الأمنية.
وكان الهدف الرئيسي لهذا التهجير هو طرد أبناء هذه المكونات من دورهم طمعا بأن يحتلوها غيرهم من أعضاء ومسلحي وميليشيات هذه الأحزاب ، حيث قاموا بإدخال الرعب والخوف بقلوب عشرات العوائل المسيحية والصابئة المندائيين ، المسالمة لدفعها للهجرة ليحتلوا مساكنهم شراذم من ميليشيات الأحزاب الدينية، وإهداء بعضها الآخر إلى المسؤولين في تلك الأجهزة تعبيرا عن تقديرهم لسكوت هؤلاء المسؤولين او لمشاركتهم في هذه الجريمة ، بعد أن أستنكر أبناء هذه المكونات تلك الجريمة وتم تقديم مذكرات الاحتجاج والرفض ووصول الأمر إلى المحافل الدولية ، انبرى السياسيون عبر الندوات والمؤتمرات لاستنكار ذلك ، استطاعت القوى الظلامية الفاسدة ، امتصاص النقمة بالوعود بحماية أبناء هذه المكونات ، وأنها سوف تعيد العوائل المهجرة وستعمل على حمايتهم ، ولكن لحد الآن لا زال المهجرين من أبناء هذه المكونات لا يستطيعون العودة إلى ديارهم لكونها قد احتلت من قبل الغير ، والويل لمن يفكر في إقامة دعاوى قضائية على من يحتل داره أو بالعودة إليه.
تفجير دور العبادة حلقة أخرى من حلقات الاضطهاد:

وبعد راحة قصيرة راحت هذه القوى الظلامية ،تفجر الكنائس والأديرة في بغداد والموصل بعد تلغيمها في وسط النهار وعلى مقربة من القوات الأمنية ، هذه التفجيرات عزاه البعض من منظري السياسة العراقية أو الناطقين باسم الحكومة الرسميين ،كما درجت العادة على تسميتهم ، وكأنه رد فعل على الرسوم الدانيماركية وكأن هؤلاء القتلة بتفجيرهم للكنائس أنما ينتقمون من الرسام الدانيماركي ولكن أي رسام واية رسوم( دانمارك وين دورة وبتاوين )كانت هذه بداية أخرى لأعنف حملة تتعرض لها العوائل المسالمة المسيحية في بغداد اولا، فقد تم تهجير عوائل الدورة والبتاوين وبغداد الجديدة ،بذات الاسلوب الذي اتبع في البصرة ، القتل على الهوية او بحجة العمل مع القوات الامريكية (الكافرة ) فاغتيل عدد من المسيحين من الرجال والنساء ولم يسلم حتى رجال الدين من هذه الاغتيالات، وتحت ضغط التهديدات وبث الدعايات والذعر.
النزوح والهجرة الجماعية :
المسيحية والمندائية ، تاركة ديارها متجهة نحو محافظات كردستان ، أو بعض قرى وقصبات نينوى،محملة بقصص مؤلمة عن المعاملة السيئة وما تعرضوا له من اضطهاد وتصفيات جسدية ،و لكي تكتمل حلقات هذا المسلسل الدرامي الحزين والمخزي ،تم أطلاق دعوات وإصدار فتاوى عل اعتبار المسيحيين نصارى ومن أهل الذمة فلذلك وجب معاملتهم وفق تلك الشريعة ، أما أن يدخلوا دين الله (الإسلام) أو يدفعوا الجزية وهم صاغرون ، وقد بدأت هذه الدعوات في الموصل وبعض مناطق غرب العراق، واليوم تطلق ذات الدعوات من قبل العصابات التكفيرية في قرى ومدن مسيحية في سوريا ( أدناه نص وثيقة صادرة من ما تسمى دولة العراق والشام الإسلامية ) تؤكد ما ذهبنا إليه وهي منشورة بصورة طبق الاصل على موقع عنكاوا الصفحة الرئيسية ) لتؤجج مشاعر المسلمين وتدفعهم لمعاملة غير المسلمين وفق شريعة الإسلام ، كما جاءت في دستور العراق الجديد( دين الدولة الرسمي والمصدر الرئيسي في التشريع) ، وهكذا مهدت كل الطرق ليكون استهداف أبناء هذه المكونات اعنف واشمل وبدأت خطواته الأولى منه بإرسال التهديدات لترك المساكن ثم بتفجير أماكن العبادة كما حدث في كنيسة النجاة في بغداد وكنائس أخرى، ثم بدأ مسلسل الاغتيالات بدءً من اغتيال كبار رجال الدين كالشهيد فرج رحو ورفاقه من القسس الأبرياء ، رافقها مقتل العشرات من أبناء هذه المكونات، هذه الأعمال جرت لإدخال الخوف والرهبة في قلوب أبناء هذه المكونات القومية والدينية مما دفعنهم حتى بعدم البقاء في اقليم كردستان الآمن واتخاذه كمحطة نحو الهجرة خارج الوطن ، واكتفى العالم بالتفرج على هذه الاضطهادات للأسف بإصدار الاستنكارات والمناشدات ، ولم ترتق هذه إلى أي رد فعل آخر كما حصل مع كافة الاضطهادات الأخرى التي تعرض لها ابناء هذه الإثنيات القومية والدينية ، سواء تلك التي حدثت في الماضي أو في الحاضر .



بسم الله الرحمن الرحيم

نص عهد الأمان الذي أعطته الدولة الإسلامية لنصارى الرقة مقابل التزامهم بأحكام الذمة

الحمد لله معز الإسلام بنصره ومذل الشرك بقهره؛ القائل في محكم التنزيل:

(قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون). سورة التوبة: الآية 29.

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده؛ صدق وعده؛ ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.

ونشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم الضحوك القتال الذي بعثه ربه بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده؛ وأنزل عليه براءة والأحزاب والقتال.

ونشهد أن عيسى بن مريم عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، قال تعالى: (لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستنكر فسيحشرهم إليه جميعاً) سورة النساء: 172.

الحمد لله على عزة الإسلام، ونعمة التمكين، وله الشكر واصباً إلى يوم العرض والدين.

وبعد: هذا ما أعطاه عبدالله أبو بكر البغدادي أمير نصارى الرقة من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وسائر ذراريهم في ولاية الرقة، لا تهد كنائسهم، ولا ينتقص منها، ولا من حيزها، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم.

واشترط عليهم:

1- ألا يُحدّثوا في مدينتهم ولا في ما حولها ديراً ولا كنيسة ولا صومعة راهب، ولا يجدّدوا ما خرب منها.

2- ألا يظهروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيء من طرق المسلمين أو أسواقهم، ولا يستعملوا مكبرات الصوت عند أداء صلواتهم وكذلك سائر عباداتهم.

3- ألا يسمعوا المسلمين تلاوة كتبهم، وأصوات نواقيسهم ويضربونها في داخل كنائسهم.

4- ألا يقوموا بأي أعمال عدوانية تجاه الدولة الإسلامية، كإيواء الجواسيس والمطلوبين قضائياً للدولة الإسلامية، أو من تثبت حرابته من النصارى أو من غيرهم، أو مساعدتهم في التخفي أو التنقل أو غير ذلك، وإذا علموا بوجود تآمر على المسلمين فعليهم التبليغ عن ذلك.

5- أن يلتزموا بعدم إظهار شيء من طقوس العبادة خارج الكنائس.

6- ألا يمنعوا أحداً من النصارى من اعتناق الإسلام إذا هو أراد ذلك.

7- أن يوقروا الإسلام والمسلمين فلا يطعنوا بشيء من دينهم.

8- يلتزم النصارى بدفع الجزية على كل ذكر بالغ منهم، ومقدارها أربعة دنانير من الذهب (المقصود بالدينار هنا هو دينار الذهب الذي كان يستخدم في المعاملات لأنه ثابت وهو يزن مثقالاً من الذهب الصافي أو ما يعادل = 4.25 جم ذهب) على أهل الغنى، ونصف ذلك على متوسطي الحال، ونصف ذلك على الفقراء منهم. على أن لا يكتمونا من حالهم شيئاً، ولهم أن يدفعوها على دفعتين في السنة.

9- لا يجوز لهم امتلاك السلاح.

10- لا يتاجروا ببيع الخنزير أو الخمور مع المسلمين أو في أسواقهم ولا يشربونها علانية – أي في الأماكن العامة.

11- تكون لهم مقابرهم الخاصة بهم، كما هي العادة.

12- أن يلتزموا بما تضعه الجولة الإسلامية من ضوابط كالحشمة في الملبس أو في البيع والشراء وغير ذلك.

فإن هم وفوا بما أعطوه من الشروط فإن لهم جوار الله وذمة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أنفسهم وأراضيهم وأموالهم، ولا يغير حق من حقوقهم ولا دينهم، ولا يغير أسقف من أساقفته، ولا راهب من رهبانه، ولا يدفعوا عشر أموالهم إلا إذا جلبوا أموالاً للتجارة من خارج حدود الدولة الإسلامية، ومن أدعى منهم حقاً له على أحد من المسلمين أو غيرهم، فبينهم قضاء الإسلام، غير ظالمين ولا مظلومين، ولا يؤخذ رجل منهم بذنب آخر.

فلهم جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأتي الله بأمره، ما التزموا بما ورد من شروط في هذه الوثيقة.

وإن هم خالفوا شيئاً مما في هذه الوثيقة فلا ذمة لهم، وقد حل للدولة الإسلامية في العراق والشام منهم ما يحل من أهل الحرب والمعاندة.

الدولة الإسلامية في العراق والشام
22 ربيع الثاني 1435 هـ
نص الوثيقة منشورة على الصفحة الرئيسية لموقع عنكاوا الرابط http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,729037.0.htm








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر