الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تظاهرات ضد الديمقراطية

محمد باني أل فالح

2014 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تأخذ أشكال الحكم في العالم صيغ متعددة ومنها النظم الديمقراطية التي يرجع فيها الحكم للشعب عبر عدة ممارسات ومفاهيم حرة تكرس لتطبيق خصائص الديمقراطية ومنها الانتخابات والانتقال السلمي للسلطة واحترام حرية الاديان والعقيدة واستقلالية السلطات الثلاث وحرية الرأي والفكر وسيادة حكم القانون والأنظمة الدستورية وكذلك ضمان حرية التعبير التي تضم بين طياتها مفهوم الاعتصام وتنظيم التظاهرات التي تعبر عن مطالب الرأي العام وضرورة توافقها مع القوانين السارية والتشريعات البرلمانية وكذلك تناغمها مع حرية الرأي والتعبير الأمر الذي يعطي انطباعا مغايرا لما حصل في التظاهرات الاخيرة وماهية المطالب التي صدحت الحناجر من أجلها وهل فقدت الديمقراطية أحدى خصائصها في حرية النقد والتعبير واحترام الرأي والرأي الاخر .
يعلم الجميع أن الديمقراطية هي الباب الذي دخلت منه الاحزاب في شراكة وطنية لإدارة الحكم في انتقال سلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع التي تلونت من خلالها أصابع الناخبين بحناء الانتخابات التي تعد العمود الرئيسي الذي ترتكز عليه جميع مفاصل الديمقراطية كما ونعلم أن الصراع على السلطة يؤدي الى تشنجات سياسية وتخرصات تربك الوضع العام مما ينتج عنها حالة من العوق في العملية السياسية والتي ستنتهي الى خلل في الاجراءات الادارية والخدمية للحكومة بسبب الشراكة في أدارة السلطة التنفيذية وتنوع الجهات والميول التي تتحكم في مفاصل الحكم والتي بدورها تخلق حالة من التقاطع في العمل والتوجه وبالتالي ضياع حقوق المجتمع والمصالح العامة وما حدث بالأمس من تظاهرات عمت أغلب مناطق بغداد وبعض المحافظات تعطي انطباعا عن جهل الكثيرين بمفهوم وخصائص الديمقراطية التي لبس مجتمعنا ثوبها مرغما دون أن يتاح له ألية التوافق التدريجي معها مما عكس تفاوت واضح بين المنهج والتطبيق برغم وجود الكم الهائل من الاحزاب العلمانية والإسلامية المشاركة في العملية السياسية والتي تقع على عاتقها مسؤولية تثبيت مفهوم الديمقراطية وترسيخ القيم المدنية بين شرائح المجتمع من خلال تثقيف خلاياها التنظيمية على التعامل الايجابي مع معطيات الحراك السياسي وضرورة احترام الرأي والرأي الاخر وعدم التصدي بعنف للغة الحوار ناهيك عن أمكانية استغلال بعض القوى السياسية المغرضة لما يحصل من أحداث وإشاعة الفتنة والطائفية في المجتمع من خلال القيام ببعض الاعمال الاجرامية المقصودة من حرق وسلب ونهب بقصد الاساءة والنيل من المشهد السياسي المتأزم .
أن السجال السياسي بين الاطراف السياسية هو ملح المشهد السياسي ولا يمكن التعامل بالحيادية والقطيعة بين الكتل والأحزاب وما حصل في الآونة الاخيرة من تبادل لبعض العبارات والاتهامات بين بعض السادة المسؤولين يدل على وجود خلافات سياسية ترتكز الى تباين واضح في فهم إلية التعامل مع مصطلح الديمقراطية وضرورة احترام أراء الاخرين وإعطائهم فسحة من الحرية في التعبير عما يعتقدون وبالتأكيد فأن الانتقاد هو معيار لتصحيح مسار العمل السياسي لدى الطرف الاخر وكذلك فأن الانتقال من لغة الحوار والانتقاد الى لغة العنف والهجوم يعطي دليل على عدم أمساك أحد الطرفين بمفاتيح اللعبة السياسية ونجاح القطب الاخر في ممارستها وإعطاء الدليل على صدق أفكاره وطروحاته تجاه الخصم المقابل . ومن هنا لابد أن تعي بعض الكتل والأحزاب السياسية بأن الديمقراطية طريق ذو اتجاه واحد لا يمكن معها العودة بالاتجاه المعاكس حيث الدكتاتورية والتسلط وتهميش الاخرين ويقينا فأن التظاهرات الاخيرة هي أحدى الصور التي جاءت بها الديمقراطية للتعبير عن الرأي العام وهو المشهد الذي لا تسمح به النظم الدكتاتورية وبذلك ليس يصلح في الأذهان شيء إذا ما أحتاج النهار إلى دليل ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص